الرياض: عبر مبتعثون سعوديون عن حزنهم العميق لرحيل الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، واختاروا إيصال عزائهم والتعبير عن مشاعرهم من خلال إنشاء صفحات إلكترونية خاصة بالعزاء في الفقيد، والتي ربطت مبتعثي أمريكا وكندا وأوروبا والصين واليابان والدول العربية. وجاءت هذه الخطوة خلال الساعات الأولى من إعلان نبأ وفاة ولي العهد، حيث تجاوز عدد المعزين خلال الساعات الثلاث الأولى 40 ألف طالب وطالبة من المبتعثين السعوديين في دول العالم. وأشارت جريدة "الوطن" السعودية إلى أن مشاعر المعزين تنوعت بين قصائد الرثاء وعبارات حزينة، فيما اختار آخرون وضع عدد من المقاطع الصوتية والمرئية عن إنسانية الفقيد وأعماله الخيرة وأياديه البيضاء. وفتحت لجنة الإعداد للموقع الإلكتروني "طلبة سعوديون في أمريكا" عزاء إلكترونيا شارك فيه أكثر من 40 ألف طالب وطالبة، تقدموا بالعزاء في وفاة ولي العهد. كما رفعت صورة الأمير سلطان على الصفحة الأولى في الموقع بدلاً من شعارهم الخاص. وأرفقت لجنة الإعداد مجموعة من مقاطع الفيديو عن الأمير الراحل وحياته، كما بدأت الصفحة بخبر مصور من وكالة الأنباء السعودية عن البيان الرسمي لخبر وفاة ولي العهد منذ الساعات الأولى من صباح السبت. وقالت غادة الغنيم إحدى مؤسسات موقع "طلبة سعوديون في أمريكا" السبت: "إن الموقع الإلكتروني وصفحات "فيس بوك" و"تويتر" فتحت عزاء لسهولة استقبال المشاعر الوطنية نحو فقيدنا الراحل، دون تحمل الطلبة المبتعثين عناء الوصول إلى مقر فعلي، وذلك تخفيفاً على الطلبة الموجودين في ولايات أميركية مختلفة، وتقديراً لضيق الوقت الدراسي الذي لا يسمح للطلبة بالاجتماع في ولاية واحدة لإقامة عزاء فعلي". وقد ملأت المواقع الإلكترونية عددا كبيرا من عبارات الحزن والتعازي، كما وضع جميع المشاركين في الموقع صورة الفقيد كصورة شخصية لهم في موقعي "فيس بوك" و"تويتر" بألوان قاتمة، إعلانا للحزن. كما يستعد الطلبة في ولاية واشنطن لحضور عزاء السفارة والذي سيتم نشر موعده على الموقع فور إعلان السفارة افتتاح أيام العزاء الرسمي. وإلى جانب الطلبة المبتعثين، شارك العديد من العرب بالتعازي في وفاة الأمير سلطان - رحمه الله - في مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت، حيث سبق موقع تويتر في نشر خبر وفاة الأمير سلطان - رحمه الله - القنوات الرسمية بخمس ساعات، فيما ظل السعوديون والخليجيون والعرب غير مصدقين للخبر حتى جاءت التأكيدات صباح أمس عبر بيان من الديوان الملكي. ومنذ تأكيد الخبر تغيرت صور ملفات الاتصال في أجهزة البلاك بيري وفيس بوك وتويتر إلى صورة "سلطان الخير" مما يدلل على إنسانيته وحبه للخير وعطفه على الصغار والكبار، فيما تناقل المواطنون صورا نادرة له في شبابه وأثناء رحلاته وصوره مع الأطفال الذين أحبهم وأحبوه. أما في تويتر فقد فتحت صفحة خاصة تحت العنوان "prince sultan". وعبر المواطنون والمقيمون والعرب كافة، من خلال هذه الصفحة، عن مشاعرهم لفقدان "سلطان الخير" وشملت دعواتهم بالمغفرة والرحمة، فيما تناول المشاركون في شبكات التواصل الاجتماعي أبرز صفات الفقيد المتمثلة في ابتسامته الدائمة وكرمه، داعين الله أن يبعثه وهو على ابتسامته المشهورة. ونعى المشاركون في "تويتر" و"فيس بوك" الفقيد شعراً ونثراً، مما عكس حب السعوديين له، وآخرون استحضروا قصائد كبار الشعراء في الفقيد، منها قصيدة خالد الفيصل "غلا الناس سلطان" التي جاء فيها "عند الموادع دمع عيني غلبني وطاحت بي الدمعة على كف سلطان .. أحب يمنى عمَّي اللي حشمني ومن لامني في حب سلطان غلطان". كذلك قصيدة للأمير الشاعر عبدالرحمن بن مساعد والتي قال فيها "رفعت الجود قدر فوق قدره ..تسلطن بك إلى يوم القيامه ..وعطفك وكم أيتام باحسانك لقوا.. أم وأبو عز وكرامة".