حمّل المبعوث الأمريكي لعملية السلام مارتن إنديك، كلاً من الإسرائيليين والفلسطينيين، المسؤولية عن "تعثر" مفاوضات السلام التي انتهت مهلتها المقررة، أواخر الشهر الماضي. وفي كلمة له بواشنطن أمس الخميس، نقلتها وسائل إعلام إسرائيلية، بينها الإذاعة العامة، وصحيفة "معاريف"، اليوم الجمعة، قال إنديك، إن "النشاط الاستيطاني الإسرائيلي يعرض مستقبل دولة إسرائيل بصفتها دولة يهودية للخطر، كما أن مواصلة هذا النشاط قد يؤدي إلى تكوين واقع لا رجعة عنه يتمثل بدولة إسرائيلية ثنائية القومية". وأضاف أن "الجانب الفلسطيني قام أيضاً بإعاقة سير المفاوضات، من خلال قرار التوجه إلى المؤسسات الدولية، والتفاوض مع حركة حماس اتفاق المصالحة الفلسطينية الأخير. وفي هذا الصدد، شدد المبعوث الأمريكي على ضرورة اتخاذ القيادتين الإسرائيلية والفلسطينية، قرارات "تجنا اتخاذها"، مشيراً إلى أنه "يتوجب على إسرائيل الموافقة على تجميد البناء في المستوطنات لمدة 3 أشهر، ومناقشة موضوع حدود الدولة الفلسطينية". ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من قبل الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بهذا الخصوص. وقبيل انتهاء المهلة المقررة لمفاوضات السلام في ال29 من أبريل الماضي، بعد استئناف دام 9 أشهر ، كانت إسرائيل قد أعلنت عن تعليق المفاوضات مع السلطة الفلسطينية، إثر توقيع منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "حماس" في ال23 من الشهر نفسه، بقطاع غزة، اتفاق مصالحة لتشكيل حكومة جديدة برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والذهاب إلى انتخابات قبيل نهاية العام الجاري. وفي التوقيت ذاته، وقعت السلطة الفلسطينية على طلب الانضمام ل15 اتفاقية ومعاهدة دولية، في رد على "تنصل إسرائيل من اتفاق الإفراج عن الدفعة الرابعة والأخيرة من الأسرى القدامى والتي كانت مقررة أواخر مارس الماضي، وهي الخطوة التي أغضبت تل أبيب، وهددت باتخاذ عقوبات ضد السلطة. وتخلل فترة المفاوضات بين الجانبين، أيضاً، إعلان إسرائيلي متواصل عن طرح عطاءات بناء في مستوطنات الضفة الغربية والقدس الشرقية، إضافة إلى حملة من الدهم والاعتقالات في أرجاء مختلفة من الضفة الغربية، وهو ما وصفه مراقبون فلسطينيون، آنذاك بمثابة "ضربة" للجهود الرامية لدفع عملية السلام.