بسبب تحديها للرجل تارة..وبسبب الحاجة والبطالة تارة أخرى، باتت المرأة منافسا قويا للرجل في شتى المجالات، لا تخجل من أن تقوم بأعمال الرجال، وأثبتت فيها جدارتها واستحقت لقب المهنة جنبا إلى جنب زملائها من الرجال. وعلى مدار الأعوام السابقة وجدنا المرأة وهي تقود التاكسي، وهي سايسة لجراج السيارات، وكذلك وهي مأذونة تعقد عقد الزواج، والجديد أعمال "السباكة" التي تقوم بها المرأة، وأصبحت "سهام المغازي" أو "أم باسم" إحدى السيدات اللاتي امتهن تلك المهنة، وباتت تنافس فيها الرجل. البداية في بنك مصر تقول "أم باسم"، "حصلت علي دبلوم تجارة عام 1972، وكنت اعمل في بنك مصر فرع محمد فريد لمده 6 سنوات، بعد وفاة والدي الذي كان يمتلك ورشه طلاء للمعادن، وكان لي 7 أخوات، وسافرت بعد ذلك للكويت عن طريق أولاد عمي الذين يعيشون ويعملون هناك، ووفروا لي فرصة عمل بإحدى الشركات واستطعت من خلال سفري أن اجمع مبلغ مادي كبير وتزوجت هناك من رجل مصري، وأنجبت منه ثلاثة أطفال، بسنت، وباسم، وبارديس". وبعد عودتنا من الكويت فكرت في عمل مشروع نعيش منه، وبالفعل فكرت في عده مشاريع بدأته بمحل كوافير، وبعدها مطعم، ومصنع حلوي، ومحل تنظيف بخار ومكواة، وأخيرا مشروع خاص بالمواد الغذائية. خسارة كبيرة وأزمة نفسية كان مشروع المواد الغذائية بمثابة "القشة التي قصمت ظهر البعير"، حيث نصب علينا من خلاله وخسرت أموال كثيرة جدا، وتركني زوجي من صدمته أنا وأولاده، وذهب بلا عوده تماما، ولا نعرف شيئا عنه ولهذه الأسباب تعرضت لأزمة نفسية كبيرة جعلتني اجلس في البيت لا أريد الخروج للعمل أو مقابله احد لمده عامين. أمل جديد.. ودورة في «السباكة» وبعد ذلك جاء أحد أقربائنا، وحاول أن يقف بجانبي ويخرجني من أزمتي وحاولت بعدها التفكير في العمل من جديد، ولكن بشكل مختلف فأصبحت لا أملك المال الذي يجعلني صاحبة مشروع، ففكرت في البحث عن مهنة لتكن سلاحا في يدي حتى لو تعلمها من جديد. وبدأت ابحث عن دورات تفصيل ملابس حتى أتمكن من هذه المهنة وخاصة ارتفاع أسعار الملابس وحاولت البحث في المنطقة عن مشروع تعليم دورات تفصيل، ولكني فوجئت بدورات عن السباكة. سألت عن هذا المشروع الذي نظمته وزارة التربية والتعليم وإحدى الشركات، للقضاء علي البطالة وتعليم الشباب مهن، ولكني وجدت صعوبة شديدة لأني امرأة، والجميع كان يرفض التحاقي بهذه الدورة التدريبية. وبعد إقناع المسؤولين وسؤالهم عني في المنطقة بدأت الدراسة، واستمرت ترمين لمده 15 شهر، وتفوقت وكنت الأولي علي زملائي، وذلك كان يجعلهم يرفضوا مساعدتي، والتعاون معي لأنهم رجال فكيف تأتي امرأة وتنافسهم في عملهم. المهنة ومشاكلها قابلت بعض المشكلات بعد الدراسة مع أولادي فمنهم من وافق على امتهاني للسباكة ، ومنهم من رفض وخاصة ابنتي الصغيرة عندما رأتني في يوم ارتدي "الافارول" صرخت من المفاجئة ، وطلبت مني أن ارتدي ملابس عادية لأن حياتنا تغيرت بين يوم وليلة، وكذلك خوف الناس في المنطقة من "السباكة الست". ومع مرور الوقت أصبح لي زبائني المعروفين، بسبب أسعاري المناسبة وشهرتي في المنطقة، ومن الناس من كان يطلبني في شغل من باب الاستهزاء ولكن عندما يري اجتهادي ومهارتي يحترم عملي وأصبحت الآن أقوم بتعليم الشباب في المنطقة وأصبحوا صبيان الأسطى "أم باسم".