استقبل المشير عبد الفتاح السيسى المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية وفدا من مقدمي البرامج الحوارية بالتليفزيون المصري والقنوات الفضائية والمحطات الإذاعية صباح اليوم السبت ، بالتزامن مع بدء الحملة الدعائية الرسمية، وفى إطار حرصه على التواصل مع مؤسسات الرأي العام، ورموز الإعلام المصري التي تشكل وعى المواطنين بمختلف القضايا والتحديات التي تواجه المجتمع. واستمع المشير عبد الفتاح السيسى إلى رؤية الإعلاميين حول مستقبل المرحلة المقبلة، وكيفية مواجهة التحديات التي تعترض الوطن، والدور المنوط بوسائل الإعلام في تشكيل وعى جماهير الشعب المصري، ورد على أسئلتهم حول مختلف القضايا التي تشغل الرأي العام. وأكد المشير عبد الفتاح السيسى أن دور الإعلام في المرحلة الراهنة دور حاكم جدا، موضحا أن وسائل الإعلام المختلفة هي القادرة على استعادة اصطفاف المصريين بعد الاستقطاب الكبير الذي حدث في المجتمع، موضحا أن منظومة وعى الناس تحتاج إلى تطوير كبير وإستراتيجية إعلامية ضخمة حتى تنجح وتعاون الدولة على النهوض. وأوضح السيسى أن الإعلام يساهم في تشكيل الرأي العام بنسب كبيرة إلى جانب مؤسسات الأسرة والتعليم ودور العبادة، لافتا إلى أن الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي يشكلون الجزء الأكبر من وعى الجماهير في الوقت الراهن. وكشف المشير أن بداية المشكلة في مصر كانت عندما ظهرت قيادات دينية بخلفيات متطرفة وحاولت أن تحكم مصر، مؤكدا أن هذه القيادات نظرت للواقع دون أن تتحمل مسئولياته ولم يكن لديها خلفية علمية أو إستراتيجية لبناء الدولة، قائلا: " الخطاب الديني المنعزل عن الواقع خلق مشكلة في نسيج المجتمع المصري، وأنا عشت وترعرعت في حي ليست فيه أي مشكلة بين المسلم والمسيحي، ولم يكن أحد يستدع دين الآخر، ولكن وجدنا أنفسنا نتحرك في اتجاه مختلف حتى بين المسلمين وبعضهم البعض نتيجة الخطاب المتطرف الذي أتحدث عنه". وتابع: " أنا كنت داخل الجيش في أفضل وأنسب وضع يمكن لأحد أن يتصوره، من المكانة والمحبة والاحترام ولكن حب البلد هو ما دفعني للترشح في انتخابات رئاسة الجمهورية، والحب لا يمكن أبدا أن يكون بالكلام". وأكد المشير عبد الفتاح السيسى أن فقدان التواصل بين الإعلام وأجهزة الدولة مشكلة حقيقية، وإذا لم يأخذ الإعلام تدفق مناسب من الأخبار والمعلومات ستحدث مشكلة حقيقية، نظرا لأن الإعلام في هذه اللحظة سوف يتصرف طبقا لما هو متاح لديه من معلومات قد تكون غير دقيقة في أغلب الأحيان. ودعا إلى ضرورة أن تكون هناك آلية حقيقية للتواصل بين أجهزة الدولة والإعلام خلال الفترة المقبلة للحصول على المعلومات بحرية وتجرد، وخلق إستراتيجية إعلامية واضحة خلال الفترة المقبلة. وأوضح المشير السيسى أن الإعلام لآبد أن يكون لديه الفهم الوطني والأمانة في العرض والنشر، مؤكدا أن تحسين الخطاب الإعلامي خلال الفترة المقبلة يجب أن يكون مسئولية الإعلاميين الشرفاء، لافتا إلى أنه كلما زاد مستوى الوعي والفكر والثقافة لدى الناس كلما زادت القدرة على التواصل والفهم فيما بينهم. وأكد أن الوطن لو سقط مرة لن يعود ثانية، والمشكلة التي يعانى منها البعض أنهم غير مدركين لما قد يحدث في المجتمع حال استمرار الوضع الراهن على ما هو عليه، موضحا أن هذا لن يكون أبدا في مصلحة الوطن، والإعلام هو المسئول عن تشكيل وعى المواطنين، وهذا يحتاج دائما إلى معلومات ودقة في الطرح والتناول، قائلا: " الإعلام يهز وجدان المصريين ويؤثر في معنوياتهم دون أن يشعر بذلك". وأوضح السيسى خلال اللقاء مع الإعلاميين أن الشعب المصري لو أصبحت لديه ثقة حقيقية سيفعل المستحيل، مؤكدا أن القدرات الذاتية للمصريين قادرة على تغيير مستقبل هذا الوطن للأفضل خلال المرحلة المقبلة. وفى رده على سؤال حول أحداث 30 يونيو والفترة التي سبقتها أكد المشير السيسى أنه أخبر الرئيس السابق قبل 30 يونيو أن البلاد سوف تدخل في نفق مظلم حال استمرار الخلاف السياسي، قائلا: " تعاملنا بمنتهى الشرف والأمانة مع الأحداث في مصر خلال فترة حكم الرئيس السابق، وأخبرته أن جماعته سوف تحول الخلاف السياسي إلى خلاف ديني وحرب مقدسة ". وفى سؤاله حول استعادة الأوضاع الأمنية خلال الفترة المقبلة والواقع الأمني الحالي أكد السيسى أن الأمن يواجه تحديات كبيرة في الوقت الراهن، ومستوى تعامل أجهزة وزارة الداخلية مع القضايا الأمنية المختلفة في الوقت الراهن جيدا جدا حال مقارنته بحجم التحديات الموجودة في المجتمع، مؤكدا أن هناك تيار في المجتمع يرى أنه فقد فرصة العودة إلى المجتمع بعدما تشكل رأى عام غير قابل لدعمه مرة أخرى. وأوضح المشير عبد الفتاح السيسى أن التحديات التي تواجه مصر في الوقت الراهن كبيرة جدا ومختلفة تماما عن الفترات السابقة ، ولكن الشعب المصري بعبقريته التي أذهلت العالم على مدار السنوات الثلاث الماضية قادر على وضع مصر على الطريق الصحيح والتقدم بها إلى الأمام. وأشار المرشح الرئاسي إلى أن العالم في الوقت الراهن متعدد المصالح والعلاقات، ونحن لا نتقاطع مع الآخرين أو نعارض مصالحهم ، طالما أن الآخرين يحترموننا، ولا يعتدون على حدودنا أو أرضنا، مؤكدا أن مصر تواجه تحديات كبيرة في الوقت الراهن على الكثير من الاتجاهات الإستراتيجية وليس على اتجاه واحد فقط. وأكد المشير عبد الفتاح السيسى خلال اللقاء أن الرأي العام المصري هو من يقود المشهد خلال الفترة المقبلة، وليس الأنظمة موضحا أن المستقبل والمسار السياسي في مصر سيضعه الرأي العام، وأي نظام غير مدرك لهذا ستكون لديه مشكلة كبيرة، فالرأي العام لا يتم إرضائه بالكلام. وقال المشير: " لابد أن تكون هناك حلول مناسبة لمشكلات المصريين خلال المرحلة المقبلة، وأنا أمتلك عصاه سحرية وهى إرادة المصريين، القادرة على صناعة المستحيل". وأضاف: " المصري الحقيقي هو من يعرف مشاكل بلده جيدا، ولو استطعنا خلق حالة فهم حقيقية، سوف نغير مستقبل مصر إلى الأفضل"، واستطرد المشير: " ثقتي في الله وإرادة المصريين لا حدود لها، ولن يترك الله مصر أبدا، وقد عشت عمري كله هكذا ". وفى رده على سؤال حول رموز الأنظمة السابقة وكيفية التعامل معها خلال الفترة المقبلة، قال السيسى إن كل من نطلق عليهم مجموعات مصالح هم في النهاية مصريين، ويجب أن نستدعى قوى الخير الموجودة لديهم بدلا من استدعاء قوى الشر، والبلد كلها تحتاج التكاتف والتعاون دون إقصاء لأحد، فليس مطلوبا أن نتقاطع مع الناس ولو لم نحل مشكلات هذا البلد لن تكون لنا أو لغيرنا. وبيّن المشير السيسى أنه غير محمل بمجاملات من أحد في الداخل والخارج، قائلا: " أنا محسوب على أثنين فقط ، على الله سبحانه وتعالى وعلى المصريين، أنا راجل صادق وأمين وليست لدى فواتير لأسددها لأحد". وأشار المرشح الرئاسي إلى أنه سيعمل وفقا لإستراتيجية تعتمد على محاور متوازية، نظرا لأن الأوضاع في مصر وصلت إلى طريق لا يمكن خلاله أن نحل كل مشكلة على حده، خاصة مع تراكم مشكلات لأكثر من 40 عام مضت. وفى رده على سؤال حول سبب غيابه في الفترة الماضية عن وسائل الإعلام، أكد المشير عبد الفتاح السيسى أن التزامه بالقانون كان سببا أساسيا في ابتعاده عن وسائل الإعلام خلال الفترة الماضية، داعيا كل مواطن إلى ضرورة أن تكون لديه ثقافة احترام القانون. وأوضح أن المصريين مروا بثورتين عظيمتين خلال السنوات الثلاث الماضية، من أجل حاجتهم إلى التغيير والطموح إلى الأفضل، ونحتاج خلال الوقت الراهن للحديث عن نقاط الاتفاق بين المصريين وليس نقاط الخلاف والمناطق الشائكة قائلا: " نحتاج إلى الرفق يبعضنا البعض، وغلق الملفات القديمة والتحرك إلى الأمام برؤية مختلفة، والقضية التي نحن بصددها ليس فيها مهزوم ومنتصر فنحن نتكلم عن شعب ووطن ". وأضاف المشير: " الشعب استدعاني لمهمة صعبة وهذا أمر واجب التنفيذ، على الرغم من أنني لم أكن راغبا في هذا الأمر، وأنا بتلك العبارات لا أغازل أحد بأي شكل، فأنا لدى قيم ومبادئ ثابتة، والوطن المصري يتسع للجميع". وفى رده على سؤال حول دور القوات المسلحة في الفترة القادمة أكد المشير عبد الفتاح السيسى أن القوات المسلحة هي الركيزة والدعامة الحقيقية للدولة المصرية وهى الضمير الوطني للمصريين، وليست ملكا لأحد بل ملك لكل المصريين، ولا ترى سوى مصر فقط لا يسار أو يمين أو أي توجه آخر.