قال وزير الخارجية المصري نبيل فهمي، أمس الأربعاء، إن مصر "ستقوم بتصحيح الإخطاء حال حدوثها"، في سياق حديثه عن أحكام الإعدام التي صدرت بحق مؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي، الاثنين الماضي. وأوضح فهمي في حديث تليفزيوني مع قناة msnbc الأمريكية، أنه "لم يتم إرسال أحد للإعدام حتى الآن، وهناك استئناف لهذه القضايا، وحتى وإن صدرت أحكام الإعدام في نهاية الأمر، فسيكون القرار في يد رئيس الجمهورية للتأكيد عليها من عدمه". وحذر فهمي خلال لقائه التلفزيوني، الذي أعقب لقاءه مع وزير الدفاع الأمريكي، تشاك هيغل، من التحرك "السريع جداً" لمنع المساعدات عن مصر. وطالب بعدم استخدام المساعدات الأمريكية كوسيلة ضغط على مصر مع كل خلاف، مشيرا إلى أن ذلك "سينتهي إلى هز جذور العلاقة الاستراتيجية مع مصر". وأوضاف فهمي، أن حكومته "تفعل الأفضل، ليس لأن أمريكا تريد ذلك، ولكن لأن المصريين يريدون منا أن نفعل ما هو أفضل". واعتبر أن حجب المساعدات الأمريكية عن مصر، "سيكون ثقبا في العلاقات المصرية الأمريكية، وسوف ينقص من التزام الولاياتالمتحدة تجاه مصر". وفي وقت سابق، عقد وزير الدفاع الأمريكي، تشاك هيغل، اجتماعا لمدة 15 دقيقة، مع فهمي، في واشنطن، لم يعقبه مؤتمر صحفي، على غير المعتاد. يأتي ذلك، بعد يوم من إعلان رئيس اللجنة الفرعية للمساعدات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، السيناتور الديمقراطي، باتريك ليهي، أنه لن يوافق على إرسال مساعدات للجيش المصري حتى يلمس أدلة مقنعة على التزام القاهرة بسيادة القانون. وذكرت صحف أمريكية، بينهما "نيويورك تايمز"، الأربعاء، أن المعونة العسكرية الأمريكية الموجهة إلى مصر فقدت دعم مجلس الشيوخ، في أعقاب ما وصفته بموجة "الإعدام الجماعي" من قبل المحاكم المصرية هذا الأسبوع. وفي حكم أولي قابل للطعن، قررت محكمة جنايات المنيا (وسط مصر)، الإثنين الماضي، إحالة أوراق 683 من أنصار الرئيس المصري المعزول، محمد مرسي، بينهم المرشد العام للإخوان المسلمين، محمد بديع، إلى مفتي الديار المصرية، لاستطلاع الرأي الديني في إعدامهم. كما قررت المحكمة نفسها، في اليوم نفسه ولكن في قضية أخرى، إعدام 37 شخصا آخرين من أنصار مرسي، في حكم غير نهائي. ووجهت العديد من العواصم، بينها واشنطن، والمنظمات الدولية، منها الأممالمتحدة، انتقادات حادة لتلك الأحكام، في وقت تردد فيه الحكومة المصرية أن القضاء المصري مستقل وغير مُسيس، ولا تتدخل في عمله. وتقاطعت زيارة فهمي لواشنطن مع زيارة قام بها مدير المخابرات المصرية، محمد فريد التهامي. وزيارة فهمي لواشنطن، التي بدأت الخميس الماضي وتستمر عدة أيام، هي الأولى له للعاصمة الأمريكية منذ 3 يوليو الماضي، حينما أطاح وزير الدفاع والقائد العام للجيش، آنذاك، عبد الفتاح السيسي، بمشاركة قوى شعبية وسياسية ودينية، بالرئيس حينها محمد مرسي. واستقال السيسي من منصبه الشهر الماضي، وترشح لخوض انتخابات الرئاسية المقررة يومي 26و27 مايو المقبل.