رغم امتعاض الإدارة الأمريكية من سقوط نظام الإخوان فى مصر، وعزل الدكتور محمد مرسى من منصبه ووضع خارطة طريق جديدة، ظل محافظاً على العلاقات بين واشنطن والقاهرة، فاتحاً خطاً للاتصال الدبلوماسى، يطّلع يوماً بعد يوم على آخر المستجدات، موجهاً رسائل الطمأنة لاستمرار العلاقات، رغم ما حدث ليكن «الوسيط» بين مصر وأمريكا. وزير الدفاع الأمريكى تشاك هيجل، أجرى أكثر من 20 مكالمة مع نظيره المصرى الفريق أول عبدالفتاح السيسى، مؤكداً فى كل محادثة أهمية استمرار العلاقات بين مصر والولايات المتحدة، لا سيما العلاقات العسكرية والتنسيق الأمنى بين البلدين. سعى تشاك هيجل وبكل قوة لاستمرار إرسال المساعدات العسكرية لمصر. وأكد على ذلك فى أكثر من مناسبة، وفى محادثاته مع الفريق السيسى، للحفاظ على العلاقات بين البلدين، وعلى أمن المنطقة وضمان أمن واستقرار السلام بين مصر وإسرائيل، حتى لا يضغط المصريون على إلغاء اتفاقية كامب ديفيد، بعد تعليق المساعدات التى كانت تعتبر ورقة ضغط لاستمرارها. وفى آخر محادثة لوزير الدفاع الأمريكى تشاك هيجل بالفريق أول عبدالفتاح السيسى تم بعدها تعليق جزء من المساعدات العسكرية لمصر، أكدت تخبط الإدارة الأمريكية وأن القرار لم يحظ بالقبول الكامل بين أركان الإدارة وأهمها البنتاجون التى تعتبر جزءاً مهماً من استراتيجية المساعدات. ورغم اتخاذ القرار، شدد «هيجل» فى آخر محادثة له على أهمية العلاقة بين أمريكا ومصر لاستقرار مصر وأمنها وأيضاً للولايات المتحدة والشرق الأوسط، وأن المساعدات مستمرة ولكن باستراتيجية جديدة تتناسب مع الأحداث الأخيرة فى مصر، التى من شأنها المطالبة بعودة المسار الديمقراطى. وتربط هيجل علاقة قديمة بالرئيس الأمريكى باراك أوباما، حيث تعرّف عليه فى مجلس الشيوخ عندما كان باراك أوباما يشغل منصب سيناتور، حيث وجدا العديد من نقاط التفاهم المشتركة بمواضيع متعددة، مثل حالات استخدام القوة العسكرية. ويعتبر وزير الدفاع الأمريكى تشاك هيجل من أبرز المعارضين للحروب والمؤيدين للسلام فى جميع بقاع العالم، ومن أشهر أقواله: «إذا ما تمكنت من الخروج سالماً من حرب فيتنام، فسأبذل كل جهدى من أجل منع الحروب».