ألقى الحكم القضائى بإعدام 683 شخصاً بظلاله على زيارة وزير الخارجية نبيل فهمى، إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، وسط مطالبات من بعض نواب الكونجرس الأمريكى بتعليق المساعدات مجدداً عن مصر. وفيما شدد «فهمى» على استقلالية أحكام القضاء المصرى أمام نظيره الأمريكى جون كيرى، قالت جين ساكى المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية: إن الاجتماع استمر لمدة ساعة، حيث أوضح له «كيرى» قلق الولاياتالمتحدة الشديد تجاه الأحداث التى تشهدها مصر، وأن هذه الأفعال تمثل انتكاسة وتجعل المضى قدماً أمراً ينطوى على تحديات أكثر. وأضافت أن وزارة الخارجية ستخطر أعضاء الكونجرس بما حدث فى الاجتماع وستستمع إلى بواعث قلقهم. وقال السيناتور الأمريكى باتريك ليهى، رئيس اللجنة الفرعية للمخصصات بمجلس الشيوخ، التى تشرف على المساعدات الخارجية، إنه لن يوافق على إرسال مساعدات مالية للجيش المصرى، مستنكراً ما وصفه بالمحاكمة الصورية، التى قضت فيها محكمة بإحالة أوراق 683 شخصاً إلى مفتى البلاد، تمهيداً للحكم بإعدامهم. وأضاف «ليهى» أنه كان سيتابع الوضع فى مصر «بإحباط متزايد»، حتى لو لم يكن رئيساً للجنة الفرعية للعمليات الخارجية التابعة للجنة المخصصات بعد «محاكمة صورية لم تدم سوى ساعة واحدة»، على حد قوله. وقال السيناتور الديمقراطى فى كلمة بالمجلس، موضحاً سبب رفضه الموافقة على إرسال المساعدات البالغة 650 مليون دولار إلى مصر: «لست مستعداً للموافقة على تسليم مساعدات إضافية إلى الجيش المصرى. لست مستعداً لفعل ذلك إلى أن نلمس أدلة مقنعة على التزام الحكومة (المصرية) بسيادة القانون». وعلى الرغم من تصريحات «ليهى» فإن مصادر مصرية ل«الوطن» استبعدت تعليقاً جديداً للمساعدات من قبل الإدارة الأمريكية، فى حين أبدى الكثير من التقارير الإعلامية الأمريكية الاهتمام بما قاله «ليهى»، ومن بينها ما ذكرته وكالة «رويترز» الأمريكية، إذ أكدت أن من شأن هذا الموقف من جانب «ليهى» -أقدم سيناتور فى مجلس الشيوخ وصاحب الرأى المؤثر فى السياسة الخارجية- أن يزيد من تعقيد علاقة إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما الصعبة مع مصر، فى حين أن المعضلة تكمن فى كون القاهرة من أهم الحلفاء الاستراتيجيين لواشنطن فى الشرق الأوسط. وأوضحت الوكالة أن هذه القناعة هى ما دفعت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) الأسبوع الماضى الإعلان عن تسليم 10 طائرات هليكوبتر حربية «أباتشى» و650 مليون دولار للجيش المصرى، فى خطوة لتخفيف تعليق المساعدات، الذى فرضته بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسى العام الماضى. وعقب لقائه مع «كيرى» تحدث «فهمى» إلى الصحفيين المصريين فى مقر إقامة السفير المصرى بواشنطن محمد توفيق، موضحاً أن مباحثاته مع «كيرى» اتسمت بالصراحة الشديدة حول جميع الأمور ذات الاهتمام المشترك، وأن الوزير الأمريكى نفى جملة وتفصيلاً كل ادعاءات وأحاديث المؤامرة، التى تمس السياسة الخارجية الأمريكية تجاه مصر، وأنه شرح اللبس فى تفسير حكم المحكمة الأخير، والمسار القضائى المصرى، مؤكداً استقلالية القضاء المصرى، فيما نفى «فهمى» أن يكون الحكم قد أثر بالسلب على زيارته، غير أنه أضاف قضية أخرى فى الحديث ضمن عدة قضايا.