حث مؤتمر قمة العمل العالمي للمحيطات الذي عقد في مدينة "لاهاي" الهولندية، المجتمع الدولي على سرعة التنسيق ووضع خطة إنقاذ عاجلة لاستعادة صحة محيطات العالم ضماناً للأمن الغذائي والرفاه الطويل الأجل لسكان العالم. وأكدت شارون ديجسما وزيرة الزراعة الهولندية في بيان أصدرته منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو"، أن الحاجة قائمة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة ومشتركة على صعيد المجتمع الدولي لمواجهة التهديدات التي تواجه محيطاتنا. وأضافت ديجسما أنه لابد من تحديد ابتكارات على المستويات المحلية تحقيقاً للتوازن بين متطلبات البيئة والاقتصاد في البحار، ووضعها موضع التنفيذ في المناطق الأخرى، طبقاً لما نشرته وكالة "أنباء الشرق الأوسط". وأوضح أرني ماثيسن المدير العام المساعد مسئول قسم مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية لدى "الفاو"، أن "المحيطات الصحية ستنهض بدور أساسي في حسم واحدة من أكبر مشكلات القرن الحادي والعشرين، أى إشباع 9 مليارات نسمة من سكان العالم بحلول عام 2050. وقال ماثيسن :" إننا بحاجة إلى التحرك الآن وبسرعة على النطاق اللازمين، لمجابهة التحديات التي نواجهها من خلال ضم القوى بين جميع أصحاب الشأن، وتعزيز الشراكات، وتحفيز النمو المستدام. وكشف المؤتمر، أنه من المتوقع أن يتضاعف الطلب على البروتين السمكي خلال السنوات العشرين المقبلة، فيما تقع نحو 28 % من الأرصدة السمكية العالمية بالفعل تحت طائلة الصيد المفرط. فى الوقت ذاته، يهدد تغير المناخ سلامة التنوع البيولوجي واتزان الموائل البحرية، بل وأيضا بتغيير إنتاجية مصايد الأسماك على صعيد الكوكب. وشدد المشاركون على ضرورة جذب الانتباه العالمي وزيادة الاستثمار في معالجة التهديدات الثلاثة الرئيسية المسلطة على سلامة المحيطات والأمن الغذائي، وهى (الصيد الجائر، وتدمير الموائل البحرية، والتلوث). واستعرض المؤتمر بعض من الأسباب الأساسية التي أدت إلى الإفراط في صيد الأسماك، وزيادة التلوث البحري، وفقدان الموائل الحرجة، وكذلك الحلول المحتملة لتلك المشكلات والتى تركز بصفة أساسية على تحقيق توازن بين الطلب على النمو والحاجة إلى صون المناطق البحرية، والتصدى لأنشطة صيد الأسماك غير المشروعة بلا إبلاغ أو تنظيم، سواء في أعالي البحار أو داخل المناطق الاقتصادية الخالصة ضمن الولايات الوطنية، وضمان ألا يأتى نمو القطاع الخاص على حساب سبل معيشة المجتمعات المحلية.