أعرب السياسي السوري المعارض الشهير كمال اللبواني عن "استعداده لزيارة إسرائيل إذا كان ذلك يخدم الشعب السوري والسلام لشعوب المنطقة". وقال اللبواني الذي استقال من الائتلاف السوري مؤخرا في مقابلة مع وكالة الأنباء لألمانية من العاصمة الاردنية عمان اليوم الجمعة إن "مبادرتي للسلام مع اسرائيل هي الحل للعدالة والحق والصراعات والفوضى في المنطقة". وأوضح اللبواني أنه "بصدد زيارة ألمانيا قريبا لمواعيد تتعلق بطرح مبادرته حول السلام مع اسرائيل"، دون أن يكشف عن مزيد من التفاصيل في هذا الشأن. وحول سبب طرحه مبادرة سلام في هذه الظروف حاليا، قال اللبواني: "جميع الاطراف تعرف عن نفسها تبعا لموقعها من الصراع مع اسرائيل ، والاساس الذي سيعتمد لحل هذا الصراع يمكن تعميمه على الصراعات الاخرى في المنطقة بطريقة او اخرى ، لا سيما بين الاصوليات". وردا على سؤال عن انقسام السوريين حاليا، أجاب اللبواني "سورية تمر حاليا في مرحلة الحرب الأهلية، وإذا اردنا اعادة بناء الوحدة المجتمعية فان ذلك سيتطلب منظومة قيم مجتمعية وتطويرها، وما سيوحد الشعب السوري هو السلام القائم على نمط عقلي جديد سيحل القضية المركزية.. ومبادرتي عن السلام مع اسرائيل هي ذهاب إلى لب الصراع ومركزه، ولكي ينعكس معا مسار تاريخ المنطقة من تقسيم وحروب الى توافق واستقرار". وحول ما اذا كان كثيرين من الشعب السوري يؤيدون طرحك هذا ، قال " اي شعب يؤيد قيم الحق والعدل ومصالحه، وبالتالي نحن نهدف الى ذلك كله معا". وحول كيفية تجاوز العقبات المعنوية وثقافة العداء مع الآخر ، قال "ذلك بات أمرا واقعا، والسوريون يتقبلون السلام بعد ما جرى ، لقد تشاورت وتواصلت مع قيادات عسكرية وسياسية وشخصيات عامة ومختلف اطياف الشعب السوري في الآونة الاخيرة بخصوص هذه المبادرة ، واستنتجت امكانية واقعية الفكرة والهدف وضرورة العمل على هذه المبادرة وهذا الخيار، لكن على الطرف الآخر، اي اسرائيل ، استثمار هذه الفرصة التاريخية وان تسلك سلوكا مختلفا لسلوكها في المنطقة، خاصة ان السوريين منفتحون على التغيير ، لأن الثورة حطمت كل الثوابت ، والبشاعات دمرت كل الاصنام ، وبقاء (الرئيس السوري بشار )الاسد في الحكم سيكون لعنة على من يدعم بقاءه قبل اعدائه، وحركة الأحداث تثبت ذلك يوما بعد آخر، لأن السلام يتم على قيم العدالة والحق وليس على تسويات بين عصابات، يجب دعم المجتمع الدولي في مواجهة جرائم نظام الاسد، هذا هو الطريق الى السلام، الذي يبنى على الاخلاق وليس على ما يقوم به المجرمون". و عما اذا كان طرح على الاسرائيليين بشكل مباشرة وماذا كان ردهم ، قال "المبادرة وصلتهم ، حتى الآن كان التجاوب جيدا ، لكن لم يصل الى مستوى القرار السياسي الرسمي المعلن، نحن نعمل على ذلك ". ولم يقم اللبواني بزيارة اسرائيل، وقال" ليس بعد، هذا مرتبط بأن تنضج الامور، و بالتوافق على الخطوط العريضة". وحول ما إذا كانت الاطراف الدولية والاقليمية المعنية بالسلام على اطلاع بمبادرته، يقول المعارض السوري "اعتقد أن معظم العالم يؤيد السلام في الشرق الاوسط ، و نحن و الاسرائيليين لا نحتاج وسطاء كي نتحدث مع بعضنا ، نحن نحتاج داعمين". وحول ما اذا كان قد تحدث مع مسؤولين أمريكيين أو روس عن المبادرة، أجاب بقوله "من الضروري اطلاعهم والبحث عن دعم ودور ايجابي لهم، في اطار عدم اعاقة مصالحهم كذلك ، أو خلافاتهم التاريخية في الشرق الاوسط ، السلام هنا سينعكس ايجابا على كل العالم" ،وهل اذا كان يعتقد ان الاجواء العامة للشعب السوري في الداخل والخارج مهيئة أو تساعد على هذه المبادرة؟. قال اللبواني: "الحاجة أم الاختراع ، اعتقد ان الاحداث الراهنة حرقت المسافات ، نحن بحاجة ماسة لي بارقة أمل، لوقف العنف وسيل الماء، النظام كان يكذب في العداء تجاه اسرائيل كان يتاجر بذلك، و هو لا يستطيع كنظام أقلوي ان يصنع السلام حتى لو بقي في الحكم مئات السنين، وليس لديه القدرة ايضا ، هو نظام جهاز أمني و عصابات مافية لا أكثر، ليس لديه وظيفة سياسية نظام الاسد ، كما يعرف العالم كله ... " . وعن رأيه بشان موقف العالم العربي من هذه المبادرة ، قال " معظم البلدان العربية لها مصلحة في ذلك ، والشعوب العربية ايضا ، بحاجة للرفاهية والانخراط في العولمة وتوفير الحياة الافضل والاقتصاد المنفتح والتشاركية ، فكثير من الاستبداد يبرر لنفسه العداء للاخر ... ذلك انتهى والشعوب العربية اليوم تعرف جيدا كل ما يجري في محيطها و من حولها و في العالم". وتابع: "الشعب الاسرائيلي شعب ذكي ، وسيفهم أن هذه فرصة تاريخية قد لا تتكرر في نفس الظروف، على الاقل قبل عقدين من الزمن ، وإذا أضاع هذه الفرصة سيستمر الحصار عليه والتقوقع ، نحن سنعمل على اقناعه بالانخراط في العملية بقدر ما يتفهمها مجتمعنا معه ايضا وبالتالي نحن نعرف أن هناك صعوبات علينا ان نذللها سوية". وقال اللبواني: "معي في المبادرة قلوب معظم السوريين، لا سيما المنكوبين منهم ، واهالي الشهداء ، واطياف واسعة ممن لا يستطعيون التعبير، والتجار ورجال الاعمال و العديد من المثقفين وشرائح البسطاء وملايين الثكلى اللذين يريدون السلام و ليس الانتقام " . وحول ما اذا كان لديه اطياف من الموالين للنظام، قال " ليس لديهم مخرجا ، استمزجت العديد من أرائهم ، يريدون ثقافة جديدة في حياتهم المستقبلية ، السلام والتسامح مطلب الجميع من الاجيال المقبلة ، بعد كل حرب يحل السلام ، و يجب نهييء مستقبلا لابنائنا بعيدا عن الاستبداد و التطرف". . وتتلخص مبارد اللبواني كما أوجزها لل(د.ب.ا) اليوم بقوله: "مبادرة سلام تشكل رافعة اقليمية تدعم قوى الاعتدال والتمدن في مواجهة الصراعات والازمات التي تهدم المنطقة والطرفان الاساسيان فيها هما الشعبان السوري و الاسرائيلي، الرافعة تهدف الى انتاج شرق اوسط اتحادي كبير على النمط الاوروبي، يضمن العرب والاتراك والفرس الايرانيين والاكراد واليهود". وعما اذا كان يعتقد انه يسبق عصره او يتشبه بالرئيس المصري انور السادات الذي كان اول عربي يوقع اتفاق سلام مع اسرائيل، يقول السياسي السوري المرتبط بشبكة علاقات دولية واسعة: "الفرق كبير بيني وبين الرئيس السادات ، انا سياسي معارض ، لست في الحكم، السادات كان رئيس دولة كبيرة لكني اعتمد على تقبل مجتمعي و قناعته بالسلام ". يذكر ان اللبواني من مواليد العام 1957 في منطقة الزبداني بريف دمشق وهو طبيب بشري مسلم سني ، تخرج من جامعة دمشق في عام 1982 ومتزوج وله ابنتان وابن ، و زوجته مهندسة، قضى في سجون النظام نحو عقد من الزمن، من العام 2001 حتى العام 2004 و من العام 2005 حتى العام صيف العام 2011 وتعيش عائلته تعيش حاليا في اوروبا وهو يتنقل بين اوروبا وتركيا ودول عربية والولايات المتحدة .