صنعاء: بالتزامن مع تجمع المعتصمين الجمعة في ميدان التغيير وسط العاصمة صنعاء للمطالبة برحيل النظام ، اتهم الرئيس علي عبدالله صالح الحوثيين وتنظيم القاعدة واللقاء المشترك والحراك الجنوبي بالوقوف وراء الاضطرابات التي تشهدها اليمن منذ أكثر من شهر . وقال الرئيس اليمني ، في كلمة القاها اليوم اما الالاف من انصاره في ميدان السبعين بصنعاء في ما اسماه "جمعة التسامح"، انه على استعداد للرحيل من السلطة لكن على اسس سليمة ، مضيفا انه قدم التنازلات حرصا على عدم اراقة الدماء. وأعلن الرئيس اليمني استعداداه لتسيلم السلطة إلى ما وصفها ب " الأيادي الأمينة التي يختارها الشعب" بشكل مشروع وليس إلى " الفضوليين والغوغائيين". واتهم معارضيه الذين ينظمون حركة الاحتجاجات ضده بأنم" مغامريين ومتآمرين يريدون القفز على السلطة". ومضى قائلا إن"السلطة محرمة على الفوضويين"وقال إن التجمع الحاشد في ساحة التحرير هو "الرد العملي والاستفتاء الشرعي على الوحدة والشرعية". واكد صالح انه ضد الانقلاب والفوضي، معبرا عن استعداده للقاء الشباب والتحاور معهم لتأسيس حزب سياسي لهم. وترددت تقارير عن أن اللواء علي محسن الأحمر قائد المنطقة الشرقيةالغربية الذي اعلن انشقاقه وانضم إلى حركة الاحتجاج التقى بالرئيس صالح لمناقشة خياراته تنحيه لكن الرجلين فشلا في التوصل إلى اتفاق. وقالت المصادر القريبة من الطرفين إن صالح والأحمر "التقيا مساء الخميس في منزل نائب الرئيس عبد ربه منصور بحضور رئيسي مجلسي النواب والشورى". واضافت إن "اللقاء جاء كمحاولة لرأب الصدع ومنع انشقاق المؤسسة العسكرية وبحث آليات تسليم السلطة ضمن المبادرات السياسية المطروحة". وتابعت المصادر إن "اللقاء أخفق في نزع فتيل الأزمة وتقريب وجهات النظر بين الطرفين". وفي أول تعليق على خطاب الرئيس صالح قال الناطق باسم تكتل المشترك للمعارضة اليمنية "إذا كان الرئيس صادقا في قوله بأنه سيسلم السلطة لمن يثق بهم سنرى وسنعطيه فرصة 24 ساعه ليثبت أنه صادق". وأفادت الأنباء بأن الجيش اليمني أطلق الجمعة الرصاص في الهواء لمنع انصار النظام من الاقتراب من المحتجين في صنعاء. وكانت الحشود الجماهيرية الغفيرة من المواطنين ورجال القبائل اليمنية من مختلف المحافظات قد واصلت تدفقها إلى العاصمة صنعاء منذ الصباح الباكر للمشاركة في مسيرة تأييد تحت اسم "جمعة التسامح" عقب صلاة الجمعة وتبدأ من ميدان التحرير وسط العاصمة اليمنية . وتعبر هذه المسيرة عن تأييد القبائل اليمنية المشاركة لمبادرات الرئيس اليمني علي عبد الله صالح ودعواته للحوار لحل الأزمة السياسية التي تعاني منها اليمن حاليا, وتأكيد وقوفهم مع أمن واستقرار ووحدة اليمن والشرعية الدستورية, ورفض الفوضي والعنف . وفي المقابل, بدأ منذ صباح اليوم الباكر توافد ممثلي القبائل المناهضة للنظام باليمن وكذا الفعاليات الحزبية والمدنية علي الساحة الرئيسية أمام جامعة صنعاء والانضمام إلي المعتصمين بالساحة, وذلك لأداء صلاة الجمعة بالساحة حيث تبدأ بعدها مظاهرات ومسيرات تحت عنوان ما أسماه البعض "جمعة الزحف" بينما أسماه آخرون "جمعة الرحيل" التي تطالب بإسقاط النظام ورحيل الرئيس صالح . وحذرت السلطات اليمنية من خروج اي تظاهرات غير مرخصة يوم الجمعة بعد ساعات من تصريحات المعارضة بأن المعصتمين في صنعاء سيزحفون على قصر الرئاسة. وقامت السلطات بقطع بعض الطرق الرئيسية المؤدية إلى "دار الرئاسة" الذي يبعد حوالي 10 كيلومترات من ساحة الاعتصام. وشوهدت أعداد من الدبابات والعربات المصفحة والآليات العسكرية والمدافع المضادة للطيران وقد نشرت في محيط القصر وعدد من المنشآت الحيوية في صنعاء ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي " عن مصادر في المعارضة وأخرى من "ساحة التغيير" في صنعاء أن السلطة تحشد أعدادا كبيرة من المواطنين والقبائل وتوزع الأسلحة عليهم لاستخدامهم كدروع بشرية لحماية "دار الرئاسة" من أي زحف محتمل عليه من قبل المعتصمين. وأشارت هذه المصادر " هناك مخطط من السلطة لتحويل المشهد إلى "قتال بين المواطنين" مع بعضهم بعد تسليح قبائل بهدف الاعتداء على المعتصمين سلميا بحسب وصفهم.