أتذكر جيداً ما قاله الرئيس السابق محمد مرسي في حواره مع الاعلامي عمرو الليثي في العام الماضي عندما سئل عن انتخابات مجلس الشعب والتي جاءت مع أعيادنا نحن الأقباط فأجاب مرسي قائلاً: "هما قالوا اننا عندنا اسبوع كامل اسمه اسبوع الآلام وبالتالي الناس بتروح فيه الكنيسة وترجع كل يوم فده ما لم نكن نعرفه بالكامل" وعلى هذا الأساس سخر الاعلامي باسم يوسف قائلاً : "شوفوا احنا كإخوان لما جينا كوكب الأرض اكتشفنا إن في ناس استغفر الله العظيم يارب مسيحيين وعندهم حاجة استغر الله العظيم يارب اسمها أعياد وكنا ممكن نعرفها بنتيجة حيطة .... "إلى باقي الفقرة فكيف لنا – أقباط و مسلمون- نحيا على أرض واحدة ومن المفترض أن نشارك بعضنا البعض المناسبات دون أن نعرف حتى قشور الأمور لا تفاصيلها. كتبت هذا المقال بدافع الوطنية لا بدافع التبشير -لا من قريب ولا من بعيد- لكني أتساءل "كيف لنا أنا نحيا نحن الأقباط مع اخواتنا المسلمون ف الوطن وهم لا يعلمون عننا إلا القليل". يعد أسبوع الآلام هو الأخير في الصوم الكبير الذي يسبق عيد القيامة المجيد، الأمر ببساطة أن أسبوع الآلام عبارة عن أسبوع يمارس فيه المسيحيين الطقوس الحزينة داخل كنائسهم في إشارة إلى رحلة آلالام السيد المسيح، يبدأ الاسبوع من اليوم السبت "سبت لعازر "حينما أقام السيد المسيح ألعازر من الموت ثم يوم الأحد "أحد السعف" يوم دخول السيد المسيح إلى أورشليم مروراً باحداث الاثنين والثلاثاء إلى أن نصل ليوم الأربعاء يوم "المشورة الرديئة" حينما تآمر يهوذا "أحد تلاميذ المسيح" مع السنهدرين (الكهنة والسلطات الدينية اليهودية) ليسلمهم السيد المسيح مقابل ثلاثين دينار فضة. ثم ف اليوم التالي يوم "خميس العهد" ذكرى تأسيس سر عظيم للأقباط "سر التناول" وهو اليوم الذي غسل فيه السيد المسيح أرجل تلاميذه ووعظ فيهم بأن يحبوا بعضهم البعض كما أحبهم هو وترك لهم وصيته. ويقوم الكاهن في هذا اليوم بغسل أرجل المصليين (إشارة لما فعله المسيح مه تلاميذه) ورشمهم بالزيت، أيضاً في يوم خميس العهد تم القبض على المسيح ليلاً بعد خيانة يهوذا له وتسليمه لليهود ومحاكمته بتهمة التجديف. ويأتي اليوم المشهود "الجمعه العظيمة" أو "جمعة الآلام" وهو يوم بارز لذكرى صلب السيد المسيح على خشبة الصليب وتحمله للمشقة معلقاً على خشبة الصليب إلى أن أسلم روحه ثم أخذ يوسف الرامي الجسد المقدس ليدفنه. ويأتي يوم السبت "سبت النور" حيث تعيد الكنيسة بدفن يسوع المسيح وانحداره إلى الجحيم، وبذلك أعتق جنسنا من الفساد ونقله إلى حياة أبدية، وفيهِ يُحتَفل بنزول المسيح إلى الجحيم أعني إلى نفوس الآباء والأجداد الذين ينتظرون مجيء المسيح. وتقام صلاة تقديس النور، لأن النور أشرق من قبر المسيح. وفي القدس تقام أجمل الاحتفالات السبت ظهراً بفيض النور من قبر المسيح. وتتحوّل القدس إلى نور ويطوف الناس بالنور ويحملونه إلى جميع المدن والقرى. أحد القيامة نتذكر فيه قيامة المسيح من بين الأموات بعد ثلاثة أيام من صلبه وموته كما هو مسطور في العهد الجديد، وفيه ينتهي الصوم الكبير الذي يستمر عادة أربعين يومًا؛ كما ينتهي أسبوع الآلام. خلاصة الأمر أن أسبوع الآلام عند الأقباط يمثل (رحله البشريه من الموت إلي الحياه) أو بمعني آخر ( المسيحيه في اسبوع). للتواصل مع الكاتب : [email protected] وعبر فيسبوك https://www.facebook.com/maro.vito