أسرة "شهيد الطواري" ترفض تقرير الطب الشرعي وتهدد باللجوء للأمم المتحدة تظاهرات للتنديد بمقتل خالد سعيد القاهرة: رفضت أسرة خالد سعيد الذي بات يعرف باسم "شهيد الطوارئ" تقرير الطب الشرعي الذي قال إن وفاته كانت نتيجة الاختناق بعد ابتلاع لفافة بانجو ، متعهدة باللجوء إلى الأممالمتحدة. وقالت زهرة شقيقة خالد سعيد "لن نقبل بالتقرير الجديد ولن ترهبنا أي تهديدات من أي جهة وقد وضعنا أرواحنا على أكفنا ولن يهدأ لنا بال قبل محاكمة القتلة وسنلجأ للأمم المتحدة للتحقيق في القضية". وأضافت "أننا متأكدون من تلفيق القضية وتزوير هذا التقرير هدفه تضليل العدالة وتضليل الرأي العام المصري والعالمي عن السبب الحقيقي وراء ما حدث لشقيقي". وتابعت "جهات التحقيق كانت تقول تارة إنه هارب من التجنيد، وتارة تقول إنه مطلوب القبض عليه في قضايا جنائية ولكن كل هذا الكلام تلفيق للتغطية على جريمة القتل العمد التي ارتكبتها الشرطة المصرية بحق خالد سعيد، لأن السلطات المصرية تعلم أن هذه القضية سيتورط فيها مسؤولون كبار فيما إذا سارت مسارها الطبيعي". من ناحيته قال إسلام العبيسي محامي أسرة خالد سعيد " ما أعلن كذب وافتراء وتدليس ، وما قيل عن سبب الوفاة تهريج وليس تقريرا يحق الحق بل هو يمنح القتلة الفرصة للهروب". ونقلت جريدة "القدس العربي" عن العبيسي قوله "بدانا بالفعل السعي لمقاضاة دولية للقتلة ونعد بأن يكون ملف خالد سعيد سيكون أول الملفات على مائدة المؤتمر الدولي لحقوق الانسان الذي سيعقد في الأممالمتحدة الشهر المقبل". وأضاف 'للأسف كنا لا نريد ان نلجأ للقضاء الدولي لكن دفعنا لذلك الظلم وقد اضطرتنا الحكومة المصرية الى هذا الإجراء بسبب إصرارها على تبرئة المعتدين على خالد سعيد". ويعني التقرير الذي صدر الأربعاء أنه سيتم استدعاء أسرة خالد سعيد للتحقيق معها في النيابة، بتهمة البلاغ الكاذب بأن مسؤولين في الداخلية هم الذين قاموا بتعذيب نجلهم حتى الموت. تأكيد رسمي ومن ناحيته ، أعرب الدكتور السباعي أحمد السباعي رئيس قطاع الطب الشرعي وكبير الأطباء الشرعيين عن استغرابه من تشكيك البعض في تقرير الطب الشرعي بشأن وفاة خالد سعيد. وقال السباعي في تصريح للتلفزيون المصري مساء الأربعاء "وفاة خالد سعيد كانت نتيجة انحشار لفافة بانجو في بداية المجرى الهوائي للشاب المتوفي، وهي عبارة عن لفافة من السوليفان وطولها 5ر7 سم وقطرها 5ر2 وحاول الشاب بلعها فانحشرت في الحلق وأدت لاختناقه". وأضاف "لكي يقوم شخص بوضع هذه اللفافة بالقوة لابد أن يتم الإمساك بالفم والضغط على عضلات الفم وهي قوية ثم بعد ذلك يتم حشر اللفافة"، مشيرا إلى أنه لو حدث ذلك لكان ترك آثارا في منطقة الفكين وأيضا فإن محاولة إدخال هذه اللفافة تؤدي إلى آثار سحجات. وأضاف السباعي أنه ثبت تناول الشاب قبل الوفاة مادة الترامادول المخدردة والحشيش، وهناك آثار كدمات سحجات والتقرير الأول يقول إنه نتيجة المصادمة بأجسام صلبة وأيضا قد تكون نتيجة الضرب ولكن الإصابات في مجملها لا تؤدي للوفاة أبدا. وكان المستشار ياسر رفاعي المحامي العام الأول لنيابة استئناف الإسكندرية قال "إن سبب وفاة خالد سعيد نتيجة إسفكسيا الاختناق بانسداد المسالك الهوائية بجسمٍ غريب ثبت من تحليله أنه عبارة عن لفافة بلاستكية تحوي مادةً خضراء اللون ثبت أنها لنبات البانجو المخدر". ووعرض رفاعي التقرير المبدئي الوارد من مصلحة الطب الشرعي بشأن نتائج إعادة تشريح جثة خالد سعيد، في وجود اللجنة الثلاثية التي أمر المستشار عبد المجيد محمود النائب العام بتشكليها. وأكد وجود اصابات في جسد خالد سعيد ، الا انه قال إنها بسيطة، ولم تتسبب في حدوث الوفاة، وتبيَّن من تحليل أحشاء المتوفى وجود مادة التارمادول المدرجة بجدول المخدرات، وكذلك آثار لتعاطي الحشيش. وعن الصور التي تم نشرها في الصحف والفضائيات عن الجثة قال " هذه الصور التقطت بعد الانتهاء من التشريح السابق، وهو ما يبرر وجود كدمات في جسد المتوفى ظنَّ البعض أنها نتيجة الضرب، بينما هي نتيجة الخياطة الخاصة بالتشريح في وجه وعنق الشاب الذي تسببت وفاته ". بداية القضية وتعود وقائع قضية الشاب خالد محمد سعيد الشهير ب "شهيد الطوارئ" إلى 7 يونيو 2010 عندما كان المجني عليه يجلس داخل إحدى محلات الإنترنت الكائن بشارع بوباست بمنطقة كيلوباترا بالاسكندرية وتردد أنه فوجئ بمخبرين يقتحمان "الكافية نت" ويدخلان ويطلبان من المتواجدين إبراز تحقيق الشخصية وتفتيشهم بدون وجه حق تحت مسمى قانون الطواريء . وعندما اعترض المجني عليه على طريقة تعامل المخبرين الهمجية والوحشية، قام المتهم الأول بتقييده من الخلف لشل حركته، وعندما حاول المجني عليه الخلاص منهما قاما بطرحه على الأرض وركله في البطن والصدر واصطحابه إلى أحد المنازل المجاورة لمحل الإنترنت ، حيث واصلا الاعتداء عليه بالضرب المبرح والركل بأقدامهما في مختلف أنحاء جسده مما جعله يفقد الوعي ونزف سيلا من الدماء من أنفه واعتقد المخبران أن هذه هي تمثيلية من المجني عليه، ثم حاول الثاني إفاقته بضرب رأسه في ترابزين سلالم العقار المشار إليه ما أدى لحدوث كسور بالجمجمة أودت بحياته . وبعد أن اتهم أهل الشاب أفراد الشرطة بضربه مما أدى لوفاته وذلك أثناء تواجده بمقهى انترنت بالقرب من مسكنه بسيدي جابر وسط الإسكندرية وتفجر عاصفة من الجدل والغضب في آن واحد في الشارع المصري عقب ذلك ، قرر النائب العام المصري المستشار عبد المجيد محمود في 15 يونيو استخراج جثة الشاب خالد محمد سعيد وندب لجنة ثلاثية من مصلحة الطب الشرعي بالقاهرة برئاسة كبير الأطباء الشرعيين لإعادة تشريحها لبيان سبب الوفاة والإصابات الموجودة بالجثة وسببها وتاريخ وكيفية حدوثها والاداة المستخدمة في احداثها ، وتم استخراج الجثة بحضور رئيس نيابة استئناف الإسكندرية أحمد عمر وأهل الشاب المتوفي . وأثبت تقرير الطب الشرعي الأول أن الشاب توفي اثر ابتلاعه لفافة بانجو حيث انحشرت في حلقة مما أدى لإصابته باسفكسيا الخنق ووفاته ، في حين أكد أهله وشهود اخرون أنه توفي بعد اعتداء رجال الشرطة عليه بمنطقة "سيدي جابر" وسط الإسكندرية . وكانت التحقيقات التي أشرف عليها المحامي العام لنيابات شرق الإسكندرية أكدت أن المتوفي مسجل جنائيا فئة "ج" وهارب من حكم جنائية وسبق اتهامه في عدة قضايا. وتبين من التحقيقات أنه كان بحيازته لفافة لمخدر البانجو بقصد التعاطي، وعندما شاهد أحد رجال الشرطة المعينين لمتابعة الحالة الأمنية بمنطقة سيدي جابر وسط الإسكندرية لاذ بالفرار وابتلع لفافة البانجو خشية ضبطتها معه إلا أنها انحشرت في قصبته الهوائية ولفظ أنفاسه نتيجة اسفسكيا الخنق.