شدد مولود تشافوش أوغلو، كبير المفاوضين الأتراك، وزير شؤون الاتحاد الأوروبي، على ضرورة التصدي لكل الحركات السياسية العنصرية والمعادية للأجانب والمنادية بكراهية الإسلام، خلال انتخابات البرلمان الأوروبي، التي ستجري الشهر المقبل مايو/أيار. ذكرت وكالة "الأناضول" للأنباء إنه جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها الوزير التركي، أمس الأربعاء، أمام مؤتمر بعنوان "إسهامات المستثمرين المهاجرين في الاقتصاد الأوروبي"، والذي نظمته جمعية كافة الصناعيين ورجال الأعمال "تومسياد"، في العاصمة البلجكية، بروكسل، وشاركت فيه نائبة رئيس الحكومة البجكية، وزيرة الداخلية، جويل ملكويت. وأضاف الوزير التركي، أن "القارة الأوروبية قبيل انطلاق الانتخابات البرلمانية المقبلة، تشهد زيادة ملحوظة في العنصرية والعداوة تجاه الأجانب والإسلام فوبيا ومعاداة السامية"، لافتا إلى أن أوروبا عانت الكثير من سموم العنصرية التي أدت إلى حروب وكوراث لم ينساها الأوروبيون أنفسهم حتى الآن، على حد قوله. ولفت إلى أن الاتحاد الأوروبي، والمفوضية الأوروبية، تأسسا من أجل توحيد الأوروبيين، مضيفا "لكن مع الأسف ما نراه على أرض الواقع يختلف كثيرا عن أهداف الاتحاد التي يسعى لتحقيقها من وحدة وانصهار بين كافة الأطياف دون تمييز قائم على أي مبدأ". وأفاد أن زيادة مقاعد الأحزاب العنصرية في البرلمان الأوروبي، يعد خطرا كبيرا يهدد مستقبل الاتحاد، مشيرا إلى أن تلك الأحزاب تتبنى خطابات وأفعال تتسم بالكراهية ضد المهاجرين والمسلمين، "مما سيؤدي إلى تدمير الاتحاد الأوروبي وقيمه التي بنى عليها". وفي سياق آخر ذكر أن تركيا أكبر سابع شريك تجاري للاتحاد الأوروبي، لافتا إلى أن دول الاتحاد الأوروبي تشكل 85 في المئة من الاستثمارات الأجنبية المباشرة التي تأتي إلى تركيا. وأوضح أن الجالية التركية في أوروبا، ولا سيما المستثمرين منهم، لهم أعمال كبيرة، وإسهامات لا يمكن أحد أن يغفلها في الاقتصاد الأوروبي، على حد قوله. ومن جانبها قالت وزيرة الداحلية البلجكية، جويل ملكويت، إن المستثمرين الأجانب، بما في ذلك الأتراك، لهم إسهامات بالغة الأهمية في الاقتصاد البلجيكي، مبينة أن هناك ما يقرب من 14 ألف مؤسسة وشركة تجارية تركيا في بلجيكا.