«لا أدري ماذا أفعل.. قد يلتقيان ولكن من وراء الأسوار»، هكذا قالت سناء عبد الجواد زوجة القيادي الإخواني محمد البلتاجي عضو المكتب التنفيذي لحزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين بمصر، متحدثة عن جلستي محاكمة لزوجها ونجلها أنس في قضيتين مختلفتين اليوم تقامان في مكان واحد. وتشهد اليوم، محكمة جنايات الجيزة المنعقدة بمعهد أمناء الشرطة بطره جنوبي القاهرة، أولى جلسات محاكمة البلتاجي وآخرين، في قضية اتهامهم بارتكاب وقائع العنف وقتل المواطنين والتحريض عليها والإرهاب والتخريب، التي جرت في محيط مسجد الاستقامة بالجيزة في أعقاب عزل الرئيس السابق محمد مرسي عن منصبه. كما يشهد اليوم، استكمال جلسات محاكمة 20 متهمًا في قضية تحريض قناة الجزيرة القطرية على مصر، المعروفة إعلاميا ب«خلية الماريوت»، المنعقدة فى معهد أمناء الشرطة بطرة جنوبي القاهرة، والمتهم فيها أنس البلتاجي، بنشر أخبار كاذبة من شأنها زعزعة استقرار البلاد. وأضافت سناء في تصريح لوكالة «الأناضول»، إنها لا تملك من أمرها إلا أن تدعو علي من ظلم زوجها وابنها، والذي جعلهما يلتقيان من وراء الأسواء، بعد أن حبستهما سلطة الانقلاب ثأرا من البلتاجي لمواقفه الرافضة للانقلاب، والداعمة لثورة 25 يناير. وأضافت: «أحمد الله أن جلستي المحاكمة في مكان واحد كي استطيع أن أرى الاثنين، خاصة أن المحاكمات هي الفترة الوحيدة التي أري فيها زوجي وابني، ويروا هم أنفسهم أشخاصا آخرين، فكلاهما محبوسان في زنزانة انفرادية لا يرون فيها أحدا». وأشارت إلى أنها غير نادمة على ما قدمت من تضحيات، وأن مثل هذه المحاكمات ومن قبلها استشهاد ابنتها أسماء، لن يثنيها عن طريق الحرية والكرامة. وتابعت: «نحن دفعنا الثمن والله لن يضيعنا في الدنيا ولا الآخرة، ونعتبر أن استشهاد أسماء ومن بعده اعتقال البلتاجي وأنس وتلفيق التهم لهم، شرف لنا وغير نادمين على سلك هذا الطريق». وكان البلتاجي، المحبوس بسجن «العقرب» شديد الحراسة، جنوبي القاهرة، قد ألقي القبض عليه قبيل نهاية أغسطس الماضي، بتهمة التحريض على العنف، كما وجهت له اتهامات في قضايا أخرى. وفي 31 ديسمبر، ألقت قوات الأمن القبض علي أنس بتهمة الانضمام إلى تنظيم إرهابي وحيازة سلاح و22 طلقة نارية وكاميرات وأجهزة بث مسروقة من التليفزيون المصري، وهي الاتهامات التي نفتها أسرته.