أعربت الخارجية الفرنسية، أمس الثلاثاء، عن أنها ستساعد في عملية "إجلاء" المسلمين المحاصرين في أفريقيا الوسطى. ونقلت وكالة "الأناضول" للأنباء عن الناطق باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال، خلال مؤتمر صحفي عُقد، اليوم، في باريس، لتوضيح موقف فرنسا بشأن إجلاء المسلمين المحاصرين في أفريقيا الوسطى في مناطق معزولة في بانغي وجنوب غربي البلاد إن "فرنسا ستساعد على القيام بعمليات إجلاء استثنائية بالاتفاق مع السكان المعنيين بالأمر خصوصًا في حال عدم توفر الأمن وتعذر الحصول على المساعدات الإنسانية". وأشار نادال إلى "مساندة فرنسا لكل من يرغب في الانتقال إلى مكان آخر من المهددين". غير أنه عاد ليوضح أنه لا يجب أن يتم الإجلاء إلا "في حال انعدام أي حل آخر". وكان الجنرال "فرانشسكو سوريانو" قائد عملية "سانغريس" الفرنسية، أعلن الخميس الماضي، رفض فرنسا تأمين إجلاء المسلمين، قائلا "أنا أرفض ذلك تأمين إجلاء المسلمين"، متابعا "دورنا حماية السكان والقيام بكل شيء كي يتمكنوا من العيش حيث عاشوا طوال حياتهم". وكانت المفوضية العليا للاجئين قد أعلنت في أول أبريل/ نيسان الجاري عن عزمها تنظيم عملية إجلاء 19 ألف مسلم يقبعون تحت وطأة تهديدات الميليشيات المسيحية المسلحة "أنتي بالاكا" وفي ظروف إنسانية قاسية. وأعرب "جون ماري فاردو" مدير منظمة "هيومن رايتس واتش"، الحقوقية الدولية، في فرنسا، في تصريحات للأناضول، عن "ابتهاجها المنظمة بالموقف الذي اتخذته فرنسا اليوم". وأضاف فاردو: "كنا أعلنا منذ عدة أسابيع عن موقفنا المساند لإجلاء أشخاص يتعرضون للخطر باستمرار"، متابعا "الإجلاء هو أحد أفضل الحلول الرديئة"، بحسب تعبيره. وتعيش أفريقيا الوسطى منذ الخامس من ديسمبر/ كانون الأوّل الماضي صراعا طائفيا استدعى تدخّل فرنسا عبر ما يعرف بعملية "سانغاريس"، كما قام الاتحاد الأفريقي بنشر بعثة دولية لدعم أفريقيا الوسطى والتوصّل إلى تسوية للنزاع فيها. وبحسب بيانات منظمة الأممالمتحدة غادر ما يقرب من 150 ألف مسلم نحو دول الجوار بينما لم يقع تحديد أرقام النازحين إلى شمال شرق البلاد.