قال مسئول في الجامعة العربية، إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، سيشرح خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب يوم الأربعاء المقبل كل المراحل التي مر بها مسار مفاوضات السلام مع إسرائيل. وأضاف السفير محمد صبيح مساعد الأمين العام للجامعة العربية لشئون فلسطين والأراضي العربية المحتلة، في تصريحات للصحفيين، اليوم، أن اجتماع وزراء الخارجية العرب سيستمع إلى عرض من الرئيس الفلسطيني حول المستجدات والعراقيل التي تعيق تقدم مفاوضات السلام، بسبب التعنت الإسرائيلي وتراجعها عن التزاماتها بشأن إطلاق سراح الدفعة الرابعة من قدامى الأسرى الفلسطينيين. واستأنف الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي مفاوضات السلام في يوليو الماضي بعد توقف دام 3 سنوت، برعاية أمريكية، على أمل التوصل إلى اتفاق سلام خلال 9 أشهر تنتهي يوم 29 أبريل المقبل. وبينما تريد إسرائيل والولايات المتحدة تمديد المفاوضات لمدة عام، تطالب السلطة الفلسطينية في المقابل بتجميد الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، وهو ما ترفضه حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. ومؤخرًا، تصاعدت الأزمة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إثر مماطلة إسرائيل في إطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى القدامى. وكانت إسرائيل وافقت على الإفراج عن 104 أسرى فلسطينيين معتقلين منذ ما قبل اتفاق أوسلو بين تل أبيب والسلطة الوطنية الفلسطينية عام 1993 على أربع دفعات، مقابل عدم طلب الجانب الفلسطيني عضوية مؤسسات الأممالمتحدة، ولاسيما محكمة العدل الدولية في لاهاي، بعد أن حصل في نوفمبر 2012 على صفة "دولة مراقب غير عضو" في المنظمة الدولية. وبالفعل أفرجت إسرائيل عن ثلاث دفعات، غير أنها لم تفرج عن الدفعة الرابعة التي تضم 30 أسيرا، بينهم أسرى من فلسطينيي عام 1948 (إسرائيل)، كان من المقرر الإفراج عنهم مساء السبت. ووقع الرئيس الفلسطيني، الثلاثاء الماضي، أمام وسائل الإعلام، على أوراق انضمام بلاده إلى 15 معاهدة واتفاقية دولية، وذلك في خطوة جاءت كرد على "تنصل" إسرائيل من الاتفاق القاضي بإطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين. وتعليقا على الخطوة الفلسطينية، اعتبر صبيح أن "قرار فلسطين الانخراط في كل المنظمات والاتفاقيات الدولية هو حق للشعب الفلسطيني، وهو ما يعنيه مبدأ حق تقرير المصير". ومضى قائلا: إن أمريكا تفهم تماما هذا المبدأ وتدافع عنه في كل ركن من أركان العالم فكيف لا يتم الدفاع عنه بالنسبة للشعب الفلسطيني الذي ارتضى وقدم التسهيلات الكاملة للمفاوضات ودعمت الجامعة العربية هذا التفاوض. وأشار إلى أن الرئيس الفلسطيني عباس أعلن مرارا أنه مع المفاوضات والحل السلمي "شريطة احترام الشعب الفلسطيني وحقه أن يعيش في دولته حرا كريما مستقلا". ومن المقرر أن يعقد وزراء الخارجية العرب، الأربعاء المقبل، اجتماعاً طارئاً بمقر الجامعة العربية، بالقاهرة، استجابة لطلب عباس، من أجل بحث آفاق المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، بحسب ما أعلن عنه أمس نبيل العربي، الأمين العام للجامعة العربية.