تداول ناشطون سوريون اليوم الثلاثاء، على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، وبمناسبة حلول الأول من أبريل/نيسان عدد من "الكذبات البيضاء"، وكان أبرز كذبتين "انشقاق الشرع" و"استقالة الجربا". ويعد تاريخ الأول من أبريل/نيسان في سوريا وعدد من الدول العربية الأخرى مناسبة لتبادل "الكذبات البيضاء" كنوع من المزاح والمداعبة بين المعارف، واستغلها الناشطون السوريون هذا العام ل"الكذب" في بعض الأمور المستعصية على ثورتهم ك"نوع من التخفيف عن أنفسهم وعلّها تتحول حقيقة"، حسب تعبيرهم. وذكرت وكالة "الأناضول" الإخبارية أن أنباء كثيرة تواردت منذ اندلاع الثورة السورية مارس/آذار 2011 حول انشقاق فاروق الشرع نائب رئيس النظام السوري بشار الأسد، الذي يحظى ببعض التأييد من قبل المعارضة، كونه "لم تتلطخ يداه بدماء السوريين". إلا أن أياً من تلك الأنباء لم يصدق، وما يزال الشرع موجوداً في دمشق ومتوارياً على الأنظار منذ أكثر من عام ونصف العام، ولم يكن له مشاركة في أي من المناسبات السياسية في تلك الفترة. كما أن "كذبة استقالة الجربا" تأتي بعد دعوات عديدة داخل المعارضة السورية مؤخراً، لاستقالة أحمد الجربا رئيس الائتلاف السوري المعارض" لما قالت عنه "سوء إدارته للملفات السياسية والعسكرية الخاصة بالمعارضة" منذ توليه رئاسة الائتلاف منتصف العام الماضي. كما تداول الناشطون بعض "الكذبات" الأخرى مثل "تحرير الفرقة 17 في الرقة" و"تحرير مطار دير الزور العسكري"، وهما موقعان استراتيجيان ما تزال قوات النظام تسيطر عليهما في المحافظتين الشرقيتين التي سيطرت عليهما قوات المعارضة منذ أكثر من عام ونصف، وتحاصر قوات المعارضة هذين الموقعين منذ ذلك التاريخ دون أن تتمكن من اقتحامهما. وقال محمد خلف الناشط الإعلامي من محافظة دير الزور إن كذبة نيسان (أبريل) تقليد قديم لدى السوريين، يمارسونه منذ الصغر حيث كان الطلاب في المدارس "يكذبون" على بعضهم البعض بخصوص غياب مدرس أو وفاته مثلاً. وفي تصريح هاتفي لوكالة "الأناضول"، أضاف الخلف "أنه اليوم وبعد أكثر من 3 سنوات على اندلاع الثورة، استثمر الناشطون هذا التقليد ل"الترويج لأمور استعصت على الثوار أو أنها أصبحت شبه مستحيلة التحقيق". وأشار إلى أنه مع كثرة المآسي التي مر بها الشعب السوري، يحاول بعض الناشطين خلق نوع من الدعابة والأمل من خلال إحياء هذا التقليد المعروف لدى السوريين والذي يحمل لديهم ذكريات قديمة.