القاهرة : إستيقظت الطفلة البريئة من النوم، ارتدت ملابسها وأسرعت إلي مدرستها تسبقها أحلامها، كانت ترفرف في سماء السعادة وهي تجلس وسط زملائها في المدرسة، لكن فجأة شعرت بآلام حادة في البطن، وتم عرضها علي طبيب المدرسة الذي شخص حالتها بأنها اشتباه في الزائدة الدودية . طلب الطبيب من التلميذة أماني محمد جمعة "بالصف الأول الإعدادي" كارنيه التأمين الصحي الخاص بها لتحويلها إلي مستشفي التأمين الصحي، وتوجهت التلميذة إلي المنزل بصحبة الباحثة الاجتماعية لأخذ الكارنيه، إلا أن الأم رفضت الأمر تخوفاً من سمعة التأمين الصحي، ورفضت طلب طبيب المدرسة ، ورغم أنها تنتمي لأسرة متوسطة في مدينة دكرنس بمحافظة الدقهلية الساحلية فإنها أصرت علي عرضها علي طبيب خاص داخل عيادته والذي علي الفور أمر بإجراء عملية جراحية ب"الزائدة" . كانت الأم تنتظر مصير ابنتها المجهول أمام باب غرفة العمليات، إلا أن ارتباكاً ملحوظاً أثار قلق وانتباه الأم، لاحظت فيه أن طبيب التخدير نزل إلي الشارع أكثر من مرة لشراء أدوية وهو في حالة ارتباك ملحوظ، وعقب إجراء العملية أعلن الطبيب نجاحها وأن أماني "هتفوق" من البنج في الصباح، إلا أنها فاقت بعد 24 ساعة، وحين تخوفت الأم أخبرها الطبيب قائلاً "بنتك بتدلع" وبعدها اكتشفت الأم أن ابنتها جثة بها روح فقط فاقدة النطق والحركة والرؤية، وعلي الرغم من ذلك أمر الطبيب بإخراج أماني من عيادته بعد ثلاثة أيام، وتهدئةً للموقف قام طبيب التخدير بزيارة أماني في المنزل منبهاً عليها عدم الذهاب بها إلي أي طبيب آخر . وبحسب صحيفة "المصرى اليوم" زادت شكوك الأم وشعرت بغموض شديد يحيط مصير ابنتها وعلي الفور واجهت الطبيب المعالج متسائلة عما أصاب ابنتها، ففاجأها بأن ابنتها فاقت أثناء إجراء العملية فقام طبيب التخدير بإعطائها جرعة مخدر إضافية ليصبح البنج كلياً وهو ما تسبب في حالتها . حضرت الأم إلي القاهرة وأسرعت بابنتها إلي أحد المستشفيات الخاصة الكبري وعرضتها علي أطباء المخ والأعصاب والقلب والباطنة فخرج تقرير الأطباء صادماً، حيث وجدت الأم أن ابنتها أصبحت في حالة الفنانة "سعاد نصر" في مراحل إصابتها الأولي لأن أماني حقنت بجرعة تخدير زائدة أوقفت القلب أثناء إجراء الجراحة أدت إلي نقص الأكسجين في المخ، مما أدي إلي غيبوبة طويلة وهو ما كان يتطلب وضعها علي جهاز التنفس الصناعي علي الفور، إلا أنه لم يحدث . ورصد التقرير أن أماني مصابة بفقدان الوعي وعدم القدرة علي الكلام مع تشنجات باليدين وتجلطات بالمخ والجانب الأيمن ونصح التقرير باستكمال العلاج الطبيعي والطبي بمراكز التأهيل . تقدمت الأم ببلاغ للنيابة العامة بالدقهلية كما تقدمت بشكوي لوزارة الصحة ونقابة الأطباء .
