ماتتجوزش من بنت مؤدبة علشان هاتلاقيها باردة معاك " جملة مستفزة انتشرت مؤخرا بشكل كبير بين الشباب، يتم تقديمها كنصيحة علي طبق من فضة لمن يبحث عن نصفه الآخر.. نصيحة كانت السبب في فتح هذا الملف الشائك ومناقشة موضوع البرود الجنسي بين الأزواج.. لذك قررنا أن نخترق الخطوط الحمراء ونعطي مساحة خاصة لشباب عانوا من تلك المشكلة لنبحث معهم عن حلول ونصحح مفاهيم خاطئة قد تدمر حياة بأكملها ... معتز شاب عمره 32 عاماً عندما قرر الزواج اختيار بنت ناس محترمة علي حد تعبيره معروفة بأخلاقها وتربيتها الكريمة ولأن معتز قد عاش حياته بالطول والعرض كما اعترف لنا كان يثق تماما في أن الفتاة التي اختارها للزواج هي النموذج الجيد للزوجة والأم التي يبحث عنها. لكن ومع مرور الأيام بدأ معتز يشعر بالتعاسة لأن زوجته وإن كانت زوجة مثالية إلا أنها عديمة الخبرة لا تمتعه جنسيا بالقدر الذي يتمناه فهو كما وصفها متحفظة وخجولة جدا لا تتقن فنون الإمتاع كل شيء عندها حرام وعيب، وبالرغم من أنه حاول كثيرا معها إلا أن جميع محاولاته قد باءت بالفشل فلم يكن أمامه حل سوي الانفصال. الوضع بالنسبة لعادل ومريم مختلف قليلا عن معتز وزوجته فهما قد تزوجا بعد قصة حب كبيرة توقع الجميع أن يكونا من أسعد الأزواج إلا أن المسألة اختلفت تماما في غرفة النوم. وهو الأمر الذي أدهش عادل بشدة لأن مريم باردة جدا علي حد وصفه أثناء ممارستهما للعلاقة الحميمة وهو الأمر الذي لم تعرف له مريم سببا بالرغم من أنها كانت متيمة به. وبالرغم من أنها حاولت معه كثيرا تجاوز هذه المسألة إلا أنهما لم يجدا بديلا عن الانفصال بعد عام واحد من الزواج وخمس سنوات من الحب. الغريب في الأمر أن مريم تزوجت بآخر وأنجبت منه طفلا وتؤكد أنها منسجمة تماما مع زوجها الجديد وخصوصا في علاقتهما الحميمة وهو الأمر الذي جعلها تؤكد للجميع أن الحب شيء والتفاهم والكيمياء بين الازواج شيء مختلف تماما. أين تكمن الأزمة إذن.. هل البرود الجنسي بين الازواج سببه خلل في التربية أم هي الكيمياء؟ سعد يؤكد أن الخلل يكمن في الثقافة الجنسية فالمسألة ليس لها علاقة بكون الزوجة مؤدبة ومحترمة أو لا ولكنها تتعلق بحجم المعلومات الصحيحة التي يعرفها الطرفان عن العلاقة الزوجية السليمة. فالمجتمع يربي الفتاة علي أن أقتراب أي رجل غريب منها معناه محاولة منه لاغتصابها وبمجرد أن يعقد قرانها رجل غريب عنها تصبح مطالبة بالقيام بكل ما تربّت علي رفضه والخوف منه وهنا تكمن الأزمة وتقع في حيرة عندما تجد أن ما تتمني القيام به وما يطلب منها بالفعل يتنافي تماما مع ماتربت عليه طوال سنوات عمرها لذلك يجب أن نزيد المعلومات التي نعطيها لأبنائنا لتتخطي وصف الجهاز التناسلي الذي يتم تدريسه في المرحلة الثانوية إلي كيفية التعامل مع الآخر. لذلك فمشكلة البرود الجنسي نفسية بنسبة 90% تتعلق بثقافة الطرفين وليس بأخلاق البنت. وتؤكد الدكتورة رضوي سعيد عبدالعظيم طبيبة أمراض نفسية بال قصر العيني وعضو قسم الصحة الجنسية بالجمعية العالمية للطب النفسي أن الاضطرابات في الاستجابة الجنسية والتي كانت معروفة سابقا بالبرود الجنسي لا تكون بالضرورة عند المرأة المحترمة فقط كما يعتقد البعض لكنها توجد في أعلي معدلاتها عند المنحرفات أو بائعات الهوي. وهذه المسألة تنتشر بشكل كبير في المجتمعات العربية لأن الشباب العربي ليس لديه وعي نفسي جنسي سليم لذلك فالمفاهيم المرتبطة بالممارسة الجنسية سواء داخل منظومة الزواج أو خارجها كلها مشجوبة دائما. فترسيخ فكرة أن الجنس هو ممارسة غير حميدة خلال سنوات التنشئة يرفع من القلق أثناء الممارسة الجنسية حتي لو كانت في إطارها الطبيعي وهو ما يؤدي إلي اضطرابات الإستجابة. فالجهاز السمبتاوي في هذه الحالة يكون في أعلي معدلاته ولا يسمح بحدوث الترتيبات الجسدية الطبيعية التي تسهل العملية الجنسية بين الطرفين. وتضيف الدكتورة رضوي أن هناك فرقاً كبيراً بين الفتاة المؤدبة التي لا تقوم بالممارسات التي تدينها وفي نفس الوقت تعلم جيدا حقوقها وواجباتها وتجيد الاستمتاع في حالة الارتباط وبين البنت المتحفظة التي يمنعها قلقها من الوقوع في الخطأ من الاندماج في علاقة متكافئة جنسيا مع زوجها رغما عنها. والسائد عند الجميع هو إلقاء اللوم علي المرأة في مسألة إضرابات الاستجابة الجنسية لكن لا يمكن إغفال جانب مهم جدا وهو أن جزءاً من المشكلة قد يتحمله الزوج ففي أحيان كثيرة جدا يكون هو المسئول عن عدم استجابتها لأنه لا يستطيع اثتثارتها بالشكل الكافي. "التربية الجنسية هي عفريت الشعب المصري" ..هكذا أكدت إنشاد عز الدين أستاذ علم الاجتماع بجامعة المنوفية مضيفة: للأسف فلسفة الارتباط وثقافة التعامل مع الآخر في إطار مؤسسة الزواج مسألة غائبة عن الوعي المصري فالجميع يخاف من التربية الجنسية للأبناء متصورين أنها أمور ضد الأخلاق ومتناسين تماما أن هذه الثقافة تشمل قيم الاستقرار والتعامل الإيجابي بين الطرفين في كل الأمور لبناء أسرة سعيدة. وأن كان الشاب في الأعوام الماضية يتخذ خطوة الزواج دون الإلمام بأي معلومات عنه فالآن لا يمكن اتباع نفس الطريقة لأننا أصبحنا في عصر السماوات المفتوحة والمعلومة التي لا يحصل عليها الشاب أو الفتاة بطريقة شرعية سليمة سيحصل عليها عن طريق الأبواب الخلفية وهنا تكمن المشكلة. لذلك نحن أمام موضوع يستوجب وقفه لأنه سيؤثر علي تكوين مجتمع فارتباط فكرة البرود الجنسي لدي الشباب بالفتاة المحترمة ومن ثم الابتعاد عنها عند التفكير في الزواج سيؤدي إلي خلل اجتماعي أكيد. لأن احترام الفتاة لايتنافي أبدا مع إلمامها بحقوقها وواجبتها في أمر شرعه الله وسن له قواعده المحددة ولا حياء في الدين والله عز وجل تحدث عن ذلك في كتابه الكريم وكذلك سنة رسوله فلماذا نحرم نحن الكلام فيها ونعتبرها منطقة محظورة ممنوع الاقتراب منها