أثار خبر اكتشاف شركة مصرية لمنجم ذهب في أثيوبيا الحديث عن مناجم الذهب التي تم اكتشافها في مصر، وما العائد الذي راح للمصريين والاقتصاد القومي من هذه المناجم الذهبية منذ أن تم اكتشافها. كانت الحكومة المصرية قد أعلنت عام 2009 عن اكتشاف منجم ذهب بجبل السكري في الصحراء الغربية، وتوقع البعض وقتها أن يترتب على ذلك تحسن في أحوال معيشة المواطن المصري ورفع قيمة العملة المصرية وارتفاع الاحتياطي النقدي من الذهب في مصر. غير أن شيئاً من ذلك لم يحدث خلال هذه السنين، حيث انخفض الاحتياطي، بل ارتفع سعر الذهب في مصر ليصل إلى عشر أضعاف ما كان عليه قبل عشر سنوات، وفُعل بالعملة المصرية الأفاعيل، وازدادت تدهور الأحوال الاقتصادية حتى وصلنا الان لمرحلة التقشف، بعد أربع أنظمة وثلاث دستاتير والعديد من الحكومات! أتذكر – قبل أربع سنوات - أنه حين وصل إلى غرفة أخبار شبكة محيط إعلان سامح فهمي وزير البترول الأسبق اكتشاف منجم ذهب في مصر، أن تساءل المحررون عن العنوان المناسب للخبر الذي يتناسب مع اهتمامات القراء، حيث يعتمد نظام النشر في محيط على اهتمامات القراء وليس تصريحات المسؤولين الوردية! ولما كان اكتشاف حكومة الحزب الوطني منجماً للذهب أمر ليس مثيراً للاهتمام في أوساط العامة، لشكهم في تأثير ذلك على الأوضاع الاقتصادية للمواطن العادي ، تم نشر الخبر في محيط تحت عنوان "جبال الذهب توفر فرص عمل جديدة"، على أساس أن هذا هو العائد المأمول للمصريين من جبال الذهب رغم هامشيته، خصوصاً بعد أن إسنادها لشركة تعدين أسترالية وليس مصرية! قبل ذلك ، منذ ثلاث أو أربع أو خمس آلاف سنة، لا أذكر على وجه التحديد، كان المصريون القدماء ينقبون عن الذهب في الصحراء في الصحراء الشرقية بالقرب من جبل السكري، ولعل هذا الجبل نفسه كان من المناطق التي اكشتف ثرواتها المصريون قديماً واستخلصوا منها هذا المعدن الثمين ، وتركوا وراءههم 120 منجماً للذهب فى الصحراء ممتدة حتى السودان، ومازالت الآثار والمشغولات الذهبية تشهد على براعتهم في ذلك. والآن لم تجد حكوماتنا غير شركة أجنبية تسند لها بالأمر المباشر مهمة التنقيب عن الذهب الذي تركوا لنا الأجداد. ويبدو أن المصري رئيس هذه الشركة الاسترالية كان من أحفاد الفراعنة حقاً في حين باقي الشركات في مصر من أحفاد الهكسوس! روابط تجدر الإشارة إليها محيط – سامح فهمي: جبال الذهب توفر فرص عمل جديدة