الرياض: بعد حياة حافلة من العطاء توفى في ساعة مبكرة صباح اليوم السبت، الأمير سلطان بن عبد العزيز ولى العهد السعودي الابن الخامس عشر للملك عبد العزيز آل سعود وتقلد المغفور له بأذن الله العديد من المناصب وأسس وساهم في العديد من الأعمال الخيرية داخل وخارج السعودية. نشأته ودراسته
ولد الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود في السادس عشر من شعبان 1349 ه , الخامس من يناير 1931 م بمدينة الرياض، ونشأ وترعرع في كنف والده الملك عبد العزيز مؤسس المملكة العربية السعودية، وتعلم القرآن الكريم وعلوم اللغة العربية على يد كبار العلماء وتوسعت معارفه بمطالعته المكثفة في مجالات المعرفة والدبلوماسية ومن خلال زياراته المتعددة. وشارك الأمير سلطان في معظم الوفود السعودية الرسمية التي ترأسها العاهل السعودي الراحل فيصل بن عبد العزيز آل سعود لحضور مؤتمرات القمة العربية والإسلامية وجلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وترأس الأمير سلطان وفودا سعودية رسمية في زيارات خارجية متعددة منها: "وفد المملكة في احتفالات هيئة الأممالمتحدة فى عام 1985م في ذكرى مرور أربعين عاما على تأسيسها، وفي الذكرى الخمسين في عام 1995م". كما رأس وفد السعودية المشارك في الاجتماع العام رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقد بمقر المنظمة الدولية بنيويورك في عام 2005م بمناسبة الذكرى الستين لإنشاء المنظمة. وفي شهر ذي القعدة من عام 2007 م رأس وفد السعودية في قمة أوبك الثالثة المنعقدة في الرياض. مناصب ولي العهد الراحل
وتقلد سلطان بن عبد العزيز عددا من المناصب منذ عهد والده الملك عبد العزيز حيث تقلد منصب أمير الرياض في 22 فبراير 1947م. كما شغل منصب وزير الزراعة في 24 ديسمبر 1953م وكان وزيرا للمواصلات في 5 نوفمبر 1955م ، ثم تقلد منصب وزير الدفاع والطيران في 21 أكتوبر 1962م وحتى وفاته وشغل أيضا منصب النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء في 13 يونيو 1982 م، بالإضافة إلى مسئولياته وزيرا للدفاع والطيران والمفتش العام. وتقلد منصب ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء في 1 أغسطس 2005 م، بالإضافة إلى مسئولياته وزيرا للدفاع والطيران والمفتش العام.
وتولى الأمير سلطان بن عبد العزيز رئاسة ونيابة رئاسة عدد من المجالس واللجان منها رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني ورئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للخطوط الجوية العربية السعودية ورئيس اللجنة العليا للتوازن الاقتصادي ورئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للصناعات الحربية ورئيس مجلس إدارة الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها ورئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية والرئيس الأعلى لمؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية ورئيس اللجنة الوزارية للبيئة والرئيس الأعلى للخزن الاستراتيجي . كما تولى رئاسة اللجنة الخاصة في مجلس الوزراء ورئيس اللجنة العليا لسياسة التعليم ورئيس اللجنة الوزارية للتنظيم الإداري ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للغذاء والدواء ورئيس مجلس إدارة الموسوعة العربية العالمية ورئيس الجانب السعودي في مجلس التنسيق السعودي- اليمني ورئيس الجانب السعودي في مجلس التنسيق السعودي- القطري ونائب رئيس الهيئة العليا لمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية ونائب رئيس مجلس الأمن الوطني ونائب رئيس المجلس الأعلى لشئون البترول والمعادن.
انجازاته وحصل الأمير سلطان بن عبد العزيز على العديد من الشهادات التقديرية من مؤسسات علمية وعالمية عريقة، أبرزها: درع رجل البيئة العربي الأول، عام 1996م، وشهادة الدكتوراه الفخرية من الجامعة الإسلامية بماليزيا، عام 2000م، وشهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة الجزيرة بالسودان عام 2001م، وجائزة الشيخ راشد للشخصية الإنسانية عام 2002م وشهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة "كرانفيل" البريطانية لعلوم الفضاء والطيران، كما اختارته الجامعة ليكون شخصية عام 2003م، تقديرا لجهوده في مجال الطيران المدني والعسكري.
وحاز أيضا على جائزة السلام والبيئة من مركز التعاون الأوروبي العربي، عام 2003م، وشهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة "وا سيدا" باليابان، عام 2006م، وشهادة الدكتوراه الفخرية من معهد موسكو للعلاقات الدولية بجمهورية روسيا الاتحادية نوفمبر 2007م، وشهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة الملك سعود بالرياض سبتمبر 2008م . أعماله الخيرية وللأمير سلطان بن عبد العزيز سجل طويل حافل بأعمال الخير في الداخل والخارج وقد تم تحويلها إلى عمل مؤسسي تشرف عليه جهات خيرية متخصصة؛ تنظيما لأعمالها وضمانا لاستمرارها، ومن أبرز تلك الجهات مؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية وهى مؤسسة غير ربحية أنشأها وينفق عليها منذ عام 1995م.
وللمؤسسة عدد من الأهداف الإنسانية والاجتماعية، تتمثل في تقديم الرعاية الاجتماعية، الصحية، والتأهيل الشامل لذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين، كماأن لها أنشطة بارزة في دعم الأبحاث في مجال الخدمات الإنسانية، والطبية، والعلوم التقنية، بالتعاون مع مراكز الأبحاث المرموقة في العالم. وتسعى المؤسسة لتحقيق أهدافها من خلال عدد من المشروعات والنشاطات، أبرزها مدينة سلطان بن عبد العزيز للخدمات الإنسانية وبرنامج سلطان بن عبد العزيز للاتصالات الطبية والتعليمية ومركز سلطان بن عبد العزيز للعلوم والتقنية ومشروعات مؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية للإسكان. وهناك أيضا لجنة الأمير سلطان بن عبد العزيز الخاصة للإغاثة وتهدف إلى تقديم خدمات إنسانية وإغاثية خارج السعودية مثل تسيير القوافل الإغاثية والطبية العامة لمكافحة الأمراض الشائعة، كالملاريا والعمى كما أقامت العديد من المشروعات التنموية والاجتماعية والصحية؛ كحفر الآبار، وبناء المدارس والمكتبات العامة والمساجد والمستشفيات ومراكز غسيل الكلى. مشروعاته العلمية والبحثية وكان للأمير سلطان بن عبد العزيز دور كبير في دعم المشروعات العلمية والبحثية من خلال دعمه لجامعة الأمير سلطان الأهلية في الرياض وكلية دار الحكمة للبنات في جدة ومشروعات أبحاث الإعاقة ومراكز المعاقين ومراكز أبحاث وعلاج أمراض القلب وأبحاث الشيخوخة والخرف بجامعة الملك سعود بالرياض وصندوق الحياة الفطرية ومشروع إعداد أطلس الصور الفضائية السعودية، وتأسيسه مركز الأمير سلطان الحضاري في حائل ورعايته مشروع الأمير سلطان بن عبدالعزيز للمحافظة على الصقور. كما قام بإنشاء مدارس روضة الأجيال في فلسطين، ودعمه مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة بمبلغ عشرة ملايين ريال سنويا، وجامعة الأمير فهد بن سلطان بمنطقة تبوك، وجامعة الملك سعود بمبلغ 10 ملايين ريال سنويا، ودعمه المدرسة السعودية للأيتام في باكستان والمشروع الطبي "بكشجري" في باكستان ومركز معالجة الأمراض السرطانية في المغرب وجامعة الأزهر في مصر، ومآوى للبنات في الفلبين، والمركز الإسلامي في اليابان، والمجلس الأعلى للمساجد في ألمانيا، والمؤسسة الثقافية بجنيف، والهيئة العربية العليا في فلسطين، والموسوعة عن القضية في فلسطين. هذا بالإضافة إلى مركز سلطان لجراحة المناظير في كوسوفا، ودعم وتمويل برنامج الأمير سلطان بن عبد العزيز العالمي للمنح البحثية المتميزة بجامعة الملك سعود، والجمعية السعودية للاقتصاد والجمعية السعودية للإعلام والاتصال بجامعة الملك سعود، والكراسي العلمية بجامعة الملك سعود ودعمه عددا من الجمعيات والفعاليات العلمية بالجامعات السعودية. دوره في القضايا الدولية وتعتبر زيارات الأمير سلطان بن عبد العزيز الدولية تعزيزا وتأكيدا لدور المملكة الإقليمي والعالمي فشملت الزيارات على سبيل المثال اليابانوروسيا آسيويا وفرنسا واسبانيا أوروبيا ومصر والكويت عربيا وباكستان إسلاميا. فقد زار ولي العهد جمهورية مصر العربية في 15 نوفمبر 2005 وهذه الزيارة تعد الأولى لمصر بعد توليه منصب ولاية العهد مما يعكس أهمية العلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين، وفي الفترة من 5 إبريل 2006 إلى 18 إبريل 2006 زار كل من اليابان وسنغافورة وباكستان، وفي 31 مايو 2006 عقدت في مدينة المكلا اليمنية اجتماعات الدورة ال 17 لمجلس التنسيق السعودي - اليمني برئاسة كل من ولي العهد ورئيس الوزراء اليمني عبد القادر باجمال حيث شهدت الزيارة توقيع بروتوكولات تعاون في مجالات الصحة والتعليم والطرق والكهرباء. وتلبية لدعوة من الرئيس الفرنسي جاك شيراك، زار فرنسا في 19/07/2006 حيث التقي الرئيس الفرنسي شيراك ورئيس الوزراء دو فيلبان ووزيرة الدفاع ميشال اليو ماري ، وفي 18 سبتمبر 2006م زار دولة الإمارات العربية بهدف تعميق أواصر الصداقة والتعاون بينهما. وفي 31 يوليو 2007م زار ولي العهد مصر حيث تباحث مع الرئيس حسني مبارك في شرم الشيخ في أمن الخليج والانتشار النووي، وفي 24/10/2007 زار ولي العهد دولة الكويت حيث عقد مع الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، جلسة مباحثات رسمية في قصر بيان وجرى خلال الجلسة بحث آخر مستجدات الأوضاع على الساحات الخليجية والعربية والإسلامية والدولية . وتتويجا للتعاون الاقتصادي بين السعودية وروسيا الذي يعود إلى عام 1972، وتعزز بعد استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما عام 1990م، وصل في 21/11/2007 ولي العهد إلى موسكو في زيارة رسمية إلى روسيا تلبية لدعوة تلقاها من الرئيس فلاديمير بوتين ولقد أكدت هذه الزيارة التقارب في وجهات النظر بين البلدين والرامية إلى تحقيق سلام شامل وعادل في منطقة الشرق الأوسط ودعت إلى تنسيق الجهود على المستوى الدولي للتعاون البناء لما فيه خير الإنسانية جمعاء. وفي 10 مارس 2008م زار ولي العهد الدوحة، حيث أكد أن زيارته هي تعزيز للعلاقات الثنائية بين البلدين ولمسيرة مجلس التعاون الخليجي. وبناءً على دعوة من ملك إسبانيا خوان كارلوس قام سموه بزيارة رسمية إلى مملكة إسبانيا خلال الفترة من 1-4 جمادى الآخرة 1429 الموافق 5 - 8 يونيو 2008 . تم خلالها مناقشة العملية السلمية في الشرق الأوسط وكافة القضايا ذات الاهتمام المشترك.