حالات حية رصدتها شبكة الإعلام العربية "محيط" لفتيات تزوجن دون السن القانوني للزواج، للوقوف على مساوئ ذلك الزواج.. ودور الفقر والجهل باعتبارها اللاعبان الأساسيان للخلاص من "الفتيات" بذلك الزواج الوهمي. «ياسمين».. تزوجت وعمري 11 عاما والسبب «الفقر» تقول "ياسمين ج م" 20 عاما من عزبة "أبو غنيم" بشبرا النخلة ، كان عمري 11 عاما، وأخرجني والدي من التعليم لأتجوز احد أقربائي، وكان يعمل حلاقا وكانت حالته المادية عادية، وكان عمره وقتها 24 عاما. وعن رأيها في ذلك الزواج قالت في البداية كنت رافضة، لأني كنت أتمنى أن أكمل تعليمي خصوصا إني كنت متفوقة في المدرسة، لكن والدي كان قراره نهائيا، حتى موقف أمي وأخواتي الأولاد الثلاثة كان سلبيا جدا، وإحنا أصلا فلاحين و"كلام أبويا هو اللي بيمشي". وعن أسباب إجبارها على ذلك الزواج تقول أن السبب في ذلك أن والدها كانت مريضا، وكان يريد أن يزوجها ويشوفها عروسة وفي بيت "العدل" قبل ما يموت. وعن حياتها بعد الزواج تقول أنها راضية بحياتها خاصة بعدما أنجبت، وتعيش من اجل كفلها، وراضية بما كتبه الله لها. «سلوى».. أخذت حبوب منع الحمل ليقيني من الطلاق أما "سلوى م أ" من قرية " حفنا " محافظة الشرقية تقول عمري 19 عاما ومطلقة.. ووقت الزواج كان عمرها 18 عاما ، وعريسها 20 عاما، وكان موظفا في شركة وراتبه جيد. وعن زوجها قالت انه قدم لها شبكة عبارة عن " خاتم ودبلة ومحبس " وكان "مهرها"، تجهيز شقة الزواج وكان جهاز جميل جدا، ولهذا السبب من وجهة نظر أهلها كان العريس مناسبا، وضغطوا عليها للموافقة عليه، أصروا عليها وزوجها رغما عن إرادتها. ووفقا لرواية "سلوى" كانت المشاكل مستمرة " حماتها " ومع زوجها نفسه، وهو ما دعاها لتقرر عدم الإنجاب منه، وأخذت حبوب منع الحمل، ومع تزايد المشاكل قررت المنزل بعد 6 أشهر وتعود لأهلها، حتى انفصلت عنه رسميا. «كريمة».. زواج عرفي في انتظار الطلاق الرسمي ! تقول "كريمة م" من شبرا النخلة، تزوجت وعمري 15 عاما وكان زواجا عرفيا من ابن عمها 18 عاما، وكانت حالته المادية جيدة ويعمل موظفا براتب شهري، وكانت سعيدة بالزواج منه لتقارب السن وما زاد من فرحها: فستان الفرح، والخاتم، والدبلة، وكان مهرها "غرفة أنترية ، وحجرة نوم وأطفال" وكانت متلهفة على ذلك الزواج أكثر من أهلها. وعن الحياة بعد الزواج تقول "كريمة" كانت حماتي تعاملني ك " زوجة ابن" عليها واجبات لابد أن تقوم بها، ومن هنا حدثت المشاكل، وانفصلت عن زوجها بعد 6 أشهر فقط، وانقلبت فرحتها لحزن شديد وقالت " لو عاد بي الزمن كنت بالتأكيد سأرفض ذلك الزواج". أما والدة "كريمة"، فأكدت أن ابنتها لم تبلغ السن القانوني بعد وفي انتظار ذلك حتى يتم الزواج الرسمي وبعدها الطلاق الرسمي، حيث تزوجت عرفيا وكان الطلاق شفهيا!. «هيام».. اصغر من زوجها ب 31 عاما ! تقول "هيام م س" تزوجت وأنا عمري 15 عاما، وكان عريسي 46 عاما وكان مدرس ألعاب وكنت غير متعلمة، وكان قريبي من بعيد، ووافق أهلي عليه واعتبروه "فرصة لا تعوض" رغم إن مهري كان صغير والشبكة على الماشي، وضاعت الدبلة 3 مرات قبل الزواج ورفضت أكثر من مرة لكن "مفيش فايدة". أنجبت هيام بعد الزواج بسنتين محمد وأحمد وإيمان وحنين وتوالت السنين واكتشفت عدم التوافق بينها وبينه، فلم يكن يصرف على البيت، وكانت معاملته جافة، وقررت الانفصال أكثر من مرة، لكن كل مرة كانت تفكر في مصير أطفالها، فتنازلت عن أشياء كثيرة من أجلهم. وقررت النزول للعمل بسبب ضيق المعيشة وغلاء الأسعار ومتطلبات البيت والأبناء، وعملت بالفعل في أحدى الشركات، وبلغت الآن 33 عاما وفي عز شبابي ومتحملة مسؤولية بيت و4 أطفال، ولم أجد الكلمة الحلوة وحياتي تعيسة جدا. الضحية.. الفتاة وأطفالها في قرى مصر ومدنها، حالات زواج قاصرات كثيرة، ضحايا جهل وفقر وأمية، والاهم في ذلك هو المجتمع لم يوفر لهم العيشة الكريمة التي تليق بآدميتهم. ويدفع ثمن ذلك، الفتاة التي وجدت نفسها "أما" لأطفال مسئولة عنهم وعن تربيتهم، وهي في الأصل طفلة لم تنضج بعد، وجدت نفسها مطلقة، وهي لم تبلغ السن القانوني حتى لتحصل ورقة طلاق رسمية، وأخرى لا يوجد لديها أوراق تثبت أنها تزوجت بالفعل. القضاء على الطفولة البريئة، والطموح، وإنجاب أطفال غير مؤهلين لأن يكونوا شباب المستقبل بات سمة الحياة في مصر.. وهو ما يجعلنا نتساءل أين القانون؟!. اقرأ فى هذا الملف * أكتوبر والفيوم وأسيوط.. «بؤرة» انتشار زواج القاصرات * زواج القاصرات في الشرع والقانون والفن * علماء نفس ل "محيط ": عملية بيع وشراء لجسد الفتاة ** بداية الملف