استكمل كبار المسئولين والمندوبين الدائمين لدى الجامعة العربية اجتماعاتهم أمس الجمعة ، بإعداد توصيات وتقارير ترفع إلى اجتماع وزراء الخارجية المقرر غدا الأحد كما يعقد اليوم السبت اجتماعات المجلس الاجتماعي والاقتصادي على المستوى الوزاري لوضع التوصيات النهائية التي ترفع للقادة العرب. وتسلمت الكويت أمس رئاسة القمة العربية من قطر، خلال اجتماع المندوبين الدائمين لدى جامعة الدول العربية وكبار المسئولين في وزارات الخارجية العرب المنعقد في إطار التحضير للقمة العربية في دورتها العادية ال25 التي تنطلق في الكويت الثلاثاء المقبل. وأكد نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير الدكتور أحمد بن حلي أن انعقاد القمة العربية في الكويت التي تنتهج سياسة رصينة ورشيدة، من خلال خبرة وحنكة أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، يشكل فرصة مهمة لمعالجة أوضاع هذه العلاقات وإزالة الشوائب التي تعكر صفوها وتنقية الأجواء العربية. وناقش المجتمعون أمس مشاريع القرارات للبنود المدرجة على مشروع جدول الأعمال القمة لرفعها إلى اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي على المستوي الوزاري الذي يقعد اليوم السبت واجتماع وزراء الخارجية لمجلس الجامعة المقرر غدا الأحد. من جانبه، أكد وكيل وزارة الخارجية خالد الجار الله أن القمة العربية في الكويت تنعقد في ظل ظروف دقيقة تتطلب اللقاء والتشاور حول قضايا مهمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والوضع المأساوي في سوريا. وشدد الجار الله في كلمته التي افتتح بها اجتماع المندوبين الدائمين وكبار المسئولين للإعداد لاجتماع وزراء الخارجية التحضيري للقمة العربية على ضرورة الاهتمام بالقضايا التي تهم العالم العربي والخروج بتوصيات ومشاريع قرارات حاسمة لهذه القضايا لرفعها إلى القادة العرب في اجتماعهم الثلاثاء. وتمنى الجار الله أن يتمكن اجتماع المندوبين وكبار المسئولين من التوصل إلى قرارات تضفي جوا من الأمل والتفاؤل بنجاح القمة العربية والخروج بنتائج تعمل على تعزيز العمل العربي المشترك والدفع به إلى آفاق أرحب من التعاون ووحدة الصف والتماسك الذي ينشده الجميع، مشيدا بأعمال الأمانة العامة للجامعة العربية واللجان التحضيرية للقمة التي أخذت على عاتقها إنجاز وصيانة الوثائق المعروضة حاليا. أما رئيس وفد دولة قطر مندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية سيف أبو العينين فاستعرض ما قامت به بلاده على مدار عام كامل لدعم مسيرة العمل العربي المشترك وتعزيز الجهود الهادفة لتنفيذ قرارات قمة الدوحة. وذكر أبو العينين في كلمة قطر رئيسة الدورة الماضية للقمة، أن بلاده دعمت الجهود المبذولة لتنفيذ قرارات قمة الدوحة سواء في ما يتعلق منها بالقضية الفلسطينية أو الأزمة السورية أو تطوير منظومة العمل العربي، وذلك جنبا إلى جنب مع شقيقاتها الدول العربية. وأضاف أن "العالم العربي يمر بمرحلة استثنائية بالغة الدقة يواجه فيها تحديات مصيرية تمس حاضر ومستقبل المنطقة، وهو ما يضعنا جميعا أمام منعطف تاريخي حاسم ومسؤولية جسيمة تفرض علينا تسريع وتيرة الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وضمان نجاعتها واستمراريتها لتجاوز الأزمات المتعددة التي تواجه أمتنا العربية، وذلك بهدف الاستجابة لتطلعات شعوبنا وطموحاتها". وشدد على ضرورة تطوير العمل العربي المشترك والانتقال به إلى مرحلة بناء شراكات جديدة مع مختلف الدول والتكتلات الدولية والإقليمية بما يفرضه الواقع وتمليه التحديات من أجل بناء فضاء اقتصادي عربي مندمج وواع بأهداف وطموحات شعوبه. وقال أبو العينين "إن دولة الكويت بقيادة أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لن تدخر جهدا في سبيل إعلاء شأن الأمة العربية وتوفير كل ما من شأنه دفع مسيرة العمل العربي المشترك وتطويره.. فالجميع معنيون كل حسب موقعه بمستقبل هذه المنطقة الذي نتطلع جميعا إلى أن تنعم فيه دولنا بالكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية والأمن والرخاء بعيدا عن النزاعات والتوترات، مرتكزين في ذلك على مبادئ حسن الجوار والمبادئ المشتركة وعلى تحقيق التكامل الاقتصادي الذي نتطلع إليه". وأكد المسئول القطري إيمان بلاده بأن العمل على تعزيز وتقوية جامعة الدول العربية يشكل الرافد الأساسي لأي تحرك عربي للتعامل مع التكتلات الإقليمية والدولية والتحديات التي تواجهها دول المنطقة، مرحبا بالخطوات التي تم إنجازها لتعزيز العمل العربي المشترك في إطار تطوير منظومة جامعة الدول العربية وفقا لقرارات ونتائج قمة الدوحة ال24. من جانبه، دعا نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير أحمد بن حلي، في كلمته أمام الاجتماع، إلى استعادة المبادرة العربية والتحرك الناجع والتحسب لأي إخفاق في مفاوضات المسار الفلسطيني - الإسرائيلي التي تقودها الولاياتالمتحدة. وشدد بن حلي على طرح الحلول البديلة والتحرك الدبلوماسي الفاعل لكسر حالة الحصانة التي تتمتع بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد أي مساءلة أو متابعة قضائية أو ردع عقابي لجرائمها، ولعدم التزامها بأسس تحقيق السلام، ولخرقها المتواصل للقوانين والشرعية الدولية. وحول الشأن السوري طالب بن حلي بموقف عربي فاعل يفضي إلى حل سياسي للأزمة وينهي مأساة الشعب السوري ويحفظ وحدة الأراضي السورية وسلامتها، مشددا على أهمية إعادة الاهتمام بملف الأمن العربي بما في ذلك قضية جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل والتصدي لآفة الإرهاب التي قال إنها أصبحت تهدد استقرار مجتمعاتنا وتعوق حركة النهضة والتنمية فيها.