وصف رئيس بعثة رعاية المصالح الإيرانية لدى مصر علاقة الشعبين المصري والايرانى بأنها ممتازة لأنها قائمة على الصداقة والمودة.. مؤكدا أن مصر مهمة للغاية لهذه المنطقة فكل شيء بشمال أفريقيا يبدأ من مصر. وشدد مجتبى أماني - خلال لقاء صحفي عقده الليلة الماضية، بمقر إقامته- على أن مصلحة إيران فى وجود مصر قوية بالمنطقة لأسباب كثيرة أهمها المصلحة الإستراتيجية لان إيران ضد الكيان الصهيونى وموقف طهران واضح فى هذا الموضوع وهو ما يراه اى خبير استراتيجي صادق. وأضاف أماني: أن إيران مستعدة دوما للتعاون مع مصر بكل ما فى وسعنا لأننا نعتبر البلدين قوتان مهمان فى هذه المنطقة من العالم . وتابع: أننا نقول مستعدون " للتعاون " ولا نقول "المساعدات" لأن المساعدة يليها تعليمات بل هو تعاون مشيرا إلى أن مصر أغنى بمواردها من ايران ولكن من المهم الاعتماد على الداخل حتى تعبر مصر من هذه المرحلة الصعبة وفقا لما نقلتهوكالة أنباء الشرق الأوسط . وأشار أمانى الى أنه سعى خلال سنوات عمله فى مصر لتمهيد التقارب بين مصر وإيران أكثر مما كان فى الماضي سواء فى فترة حكم الرئيس الاسبق مبارك او فى فترة حكم المجلس عسكري بقيادة المشير طنطاوى أو فترة محمد مرسى أو فى الفترة الحالية مع الرئيس عدلى منصور وأوضح أن هذه الفترة شهدت زيارات عديدة للنخبة المصرية إلى إيران سواء أطباء أو صحفيين أو فنانين وتجار ورجال اقتصاد وشيوخ لإعطاء وتوضيح الصورة الصحيحة لإيران وتحقيق التقارب بين الشعبين . وحول رؤية إيران للعلاقات مع مصر فى حال فاز المشير عبد الفتاح السيسى بمنصب الرئاسة قال امانى " أننا لا نتدخل فى شئونكم الداخلية وفى انتخابات الرئاسة " . وحول رؤية طهران للمناورات العسكرية الأخيرة بين مصر والإمارات أن لدينا نوعا من التحفظ كي لا نقوم بإثارة الإطراف هنا .. ونحن أيضا كنا مستعدين لإجراء مناورات مشتركة عسكرية مع الدول العربية بجوارنا .. وطرحنا موضوع الدفاع والتعاون المشترك .. وليس هناك أي رأى خاص بالنسبة للمناورات المصرية العسكرية مع أي بلد آخر. الثورات العربية: وردا على سؤال حول توصيف ايران الثورات فى الدول العربية مثل ثورة 25 يناير بانها ثورات اسلامية فيما أسمتها دوائر أخرى بالربيع العربى قال امانى انه عندما بدأت الثورات داخل الدول العربية اسماها البعض ربيعا والاخر فوضى خلاقة وغير ذلك ولكننا فى ايران - ولدينا تجربة اسلامية نعتبرها انجازا للاسلام السياسى ونفتخر باننا جمهورية اسلامية ولدينا تجربة ناجحة فى كل المجالات سياسية واقتصادية وعلمية وعسكرية - وصفنا ما حدث بالصحوة الاسلامية ولم نستخدم مصطلح ثورة اسلامية مطلقا والمصريون احرار فى تسميتها فالمصريون هم من صنعوا ثورتهم كشعب. وأضاف: خلال فترة حكم مرسى كانت هناك محاولات كثيرة من الجانبين للتقارب وتم فتح السياحة لمصر للايرانيين الذين كانوا ممنوعين من دخول مصر ثم ذهب وزير السياحة فى عهد مرسى ووقع اتفاقا مع ايران لفتح السياسة وبدأت السياحة ثم بعد عزل مرسى جاء وزير السياحة وقال اننا اغلقنا باب السياحة .. كما كانت هناك محاولات اخرى مثل اللجنة الرباعية بشان موضوع سوريا وحدث ما حدث .. ونحن لا نريد ان نختلف بهذه الموضوعات ونريد ان نفتح الابواب امام الطرفين حتى تتحقق مصالحهما التى تصب لصالح المنطقة بأسرها لأننا ندرك المكانة الاستراتيجية الهامة لمصر . وفيما يتعلق بالملف السوري وموقف إيران الداعم لبشار الأسد قال امانى أننا أوضحنا منذ البداية أن الشعب السوري يجب أن يختار حكومته . ولم يحدث ما قاله الآخرون من أن بشار الأسد سيسقط بعد أسبوع أو شهر أو شهور لكن حكومته لا تزال قائمة ونعتقد أن المعارضين كانوا يريدون أن يعتمدوا على الخارج والدعم الخارجي كي ينجحوا ويفوزوا داخل سوريا . أضاف أن موقف إيران كان واضحا منذ البداية وهو ضرورة منع الإرهابيين الذين يأتون من دول أخرى ووقف إمدادهم بالسلاح داخل سوريا وإعطاء إمكانية للحكومة لإجراء انتخابات داخل البلاد وانه يجب على كافة الدول تقديم المساعدة الإنسانية حتى تنتهي معاناة الشعب السوري . سياسات روحاني: وفيما يخص سياسات الرئيس الايرانى حسن روحانى قال أن الرئيس روحاني جاء بانتخاب من شعب إيران وله توجهات خاصة وقد يختلف آو يتفق مع الرئيس السابق نجاد ولكن ذلك كله يتم تحت إطار حكومة الجمهورية الإسلامية وثوابتها مثل القضية الفلسطينية والاستفادة من الطاقة النووية السلمية النووية. وبالنسبة للملف النووي الايرانى أوضح أماني أننا جلسنا كثيرا فى إطار مفاوضات 5 +1 ولكنهم فى النهاية جلسوا معنا واعترفوا بحق إيران النووي حتي ولو بشكل غير مكتوب قائلا أن موقف طهران واضح ونحن لا نستطيع أن نخذل علماءنا وشعبنا وبلادنا ونريد أن نأخذ حقنا الطبيعي المشروع . وتطرق إلى حديث الرئيس الامريكى اوباما مع الرئيس روحاني والمزاعم بعده بان كل المنطقة ستتغير وما إلى ذلك من مبالغة قائلا أن إيران لم تقطع علاقتها بأمريكا ولكنهم من فعل ذلك وعملوا ضد إيران لأكثر من ثلاثة عقود وجربوا معنا كل الأساليب للإطاحة بالنظام فى إيران وكذلك فعلت إسرائيل ولم ينجحوا فى ذلك .. وأضاف أن حديث اوباما وروحانى بشأن الموضوع النووي يأتي فى ضوء عضوية الولاياتالمتحدة فى خمسة + واحد . وحول المخاوف من اندلاع حرب بين العرب وإيران قال انه لا توجد مشاكل كبيرة مع السعودية التي قدم سفيرها الجديد لدى طهران اوراق اعتماده منذ اسبوع للرئيس الايرانى موضحا ان هناك بعض الأطراف داخل الدول العربية تريد تشويه صورة ايران لتحقيق مصالحهم. وحول علاقة حماس بإيران خاصة بعد فقد حماس حلفاء عديدين ومدى ضلوع إيران فى إطلاق صواريخ على إسرائيل قال امانى أن إطلاق التسعين صاروخ كان من الجهاد الاسلامى وليس حماس مضيفا أن علاقة إيران بحماس ليس على هذا النحو لنقول لهم اطلقوا صاروخا فهم لديهم الاختيار والحرية ويعرفون مصالحهم فالعلاقة ليست بهذا الشكل مطلقا مع المقاومة الفلسطينية.. وقال أن مصالحنا جميعا فى دعم المقاومة داخل المنطقة ضد الكيان الصهيوني . وأضاف أن إيران ليس لديها نية أن تكون علاقتها بطرف على حساب طرف آخر .. وعلى سبيل المثال فان علاقتنا بالإمارات جيدة وهناك تبادل تجارى بين 13 وعشرين مليار دولار سنويا كما ان هناك ثلاثين رحلة طيران أسبوعيا بين البلدين مشيرا إلى أن الخلافات الحدودية موجودة بين دول كثيرة وبين دول عربية وبعضها البعض ولكننا يجب أن نركز على المصالح أكثر من تركيزنا على الخلافات .