أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية اليوم السبت، أن معركة يبرود بمنطقة القلمون جنوبي البلاد، دخلت مرحلة "حرب المدن" مع تقدم قوات النظام المدعومة من عناصر حزب الله اللبناني على أطراف المدينة واشتباكها مع مقاتلي المعارضة الذين ما يزالون يسيطرون عليها. وفي تصريح لوكالة "الأناضول" الإخبارية عبر الهاتف، قال عامر القلموني الناطق باسم الهيئة "تنسيقية إعلامية تابعة المعارضة" في القلمون: "إن معركة يبرود دخلت مرحلة "حرب المدن" مع تقدم قوات النظام وحزب الله إلى المزارع المحيطة بالمدينة، الأمر الذي سيريح الثوار تدريجياً من القصف الجوي والمدفعي والصاروخي الذي كان تمطر بها قوات النظام المدينة منذ 32 يوماً من عمر الحملة العسكرية عليها". وتتسم "حرب المدن" باشتباك القوات البرية مع بعضها البعض في الشوارع والأزقة والمنازل دخل المدينة التي تدور فيها المعارك، وهو ما يقصي الطيران الحربي والقصف المدفعي والصاروخي عن المعركة؛ خوفاً من أن تصيب نيرانها القوات الصديقة الملتحمة مع العدو. ولفت القلموني إلى أن طيران النظام شنّ على المدينة، صباح اليوم، 15 غارة وألقى 6 براميل متفجرة عليها، في ظل قصف مدفعي عنيف. ولم يقدّم الناطق إحصائية حول أعداد الضحايا جراء هذا القصف المكثف، أو يحدد المساحات التي تقدمت فيها قوات النظام. ونفت المعارضة السورية، اليوم السبت، الأنباء التي تحدثت عن سيطرة قوات النظام السوري المدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني، بشكل كامل على مدينة يبرود، معتبرة أن "التقدم الطفيف من قبل تلك القوات لا يعني سقوط المدينة". وقالت القيادة العسكرية الموحدة في القلمون التابعة للمعارضة، على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي على الانترنت "فيسبوك"، في وقت سابق اليوم، إن مدينة يبرود بالكامل تحت سيطرة مقاتليها، نافية الأنباء التي تحدثت عن سيطرة قوات النظام وحزب الله عليها. واعتبرت القيادة أن "التقدم الطفيف من قبل قوات النظام والعصابات الأخرى لا يعني سقوط المدينة"، حسب تعبيرها. وأعلن مصدر عسكري تابع للنظام، أمس الجمعة، عن إحكام سيطرة القوات النظامية على المدخل الشرقي والتخوم الشمالية الشرقية لمدينة يبرود والقضاء على بعض مقاتلي المعارضة وإلقاء القبض على آخرين وتدمير آليات وكميات من الأسلحة والذخائر الخاصة بهم، حسبما ذكر لوكالة الأنباء الرسمية "سانا". في الوقت الذي ذكرت فيه بعض وسائل الإعلام أن قوات النظام سيطرت بالكامل على يبرود، الأمر الذي أنكرته القيادة العسكرية الموحدة في بيانها. ومنذ أكثر من شهر، تشن قوات النظام السوري بدعم من مقاتلي حزب الله، حملة عسكرية واسعة على مدينة "يبرود" بمنطقة القلمون، التي يقطنها سكان مسلمون ومسيحيون، بغية استعادة السيطرة عليها من قوات المعارضة. ومنطقة القلمون هي سلسلة جبلية تقع جنوب غربي سوريا، وتسمى سلسلة جبال لبنانالشرقية، وتشكل حداً فاصلاً بين لبنانوسوريا، وتضم من الجهة السورية عشرات المدن والبلدات، أبرزها: دير عطية ومعلولا والنبك ويبرود وغيرها. وتعتبر المنطقة ذات أهمية استراتيجية كونها تقع على الطريق الدولي الذي يربط العاصمة بمنطقة الساحل التي ينحدر منها رئيس النظام السوري بشار الأسد وعدد من أركان نظامه، وانطلاقاً من كونها منطقة حدودية مع لبنان.