أبو النمرس .. من مدينة النمرسي إلى سوق الجملة أصل مسماها فرعوني .. معناه مدينة العشق والغرام أهلها غلبوا العفاريت في التجارة تجهيز العرائس وتجارة الأدوات المنزلية ومحاربة البطالة "ضرب سعادة وحمام التلات" ضحايا نجاح أبو النمرس أبو النمرس.. ليست مدينة يستهان بتاريخها؛ لأنها مدينة النمرسي الذي غلب العفريت، وحققت جل معاني المثل القائل بأن "التجارة شطارة"، ما جعلها مدينة منتجة، لا ينام أهلها الليل إلا وبضاعتهم تنتشر في كل محافظات مصر. إذا فتحت إحدى صفحات كتاب "أبو النمرس ماضيها وحاضرها ومستقبلها" للكاتب الدكتور سعيد أحمد بيومي، ستجد عبارة تؤكد أن تاريخ أبو النمرس أصيل وممتد، حيث أن أصل اسمها مشتق من اللغة الهيروغليفية القديمة وتعني "مكان العشق والغرام"، وقد ذكرت المدينة لدى كبار المؤرخين في العصور الإسلامية كابن حجر والمقريزي والجبرتي وغيرهم. وهي مدينة تجارية تقع على الجانب الغربي من نهر النيل، وتشتهر بالزراعة وبعض الصناعات الخفيفة، وإنتاج البلح وعسل النحل. وفي الفترة الأخيرة، دخلت أبو النمرس موسوعة المدن المنتجة للأدوات المنزلية وتجارتها بالجملة، حتى اقترن اسمها بتلك الصناعات كدليل على جودة الخامات وأصل المنشأ، حتى تحولت المدينة إلى سوق كبير. ولأن أبو النمرس مشهورة إعلاميا تحت بند الحوادث غالبا، دون التطرق إلى تميزها التجاري، رأت شبكة الإعلام العربية "محيط" أن تكون هي صوت الدفاع عن أهلها المنتجين والناجحين في عملهم حتى التصقت باسمهم مهارات الذكاء والدهاء حتى قيل أنهم "غلبوا العفريت في التجارة". "السريحة" صاروا تجارا تقابلنا مع الحج محمود الشنواني، الذي سرد لنا قصته في تجارة الأدوات المنزلية، قائلا: كنت سرّيحا في البداية أحمل شنطة فوق أكتافي وأضع فيها بضاعتي وألف على جميع محافظات الجمهورية حتى أبيع البضاعة التي اشتريها من العتبة في وقتها، ولما فتح السوق في أبو النمرس اشتريت محل هنا أبيع فيه بضاعتي". وأضاف الشنواني أن أبو النمرس الآن يقصدها الجميع من كافة أنحاء الجمهورية لعدم غلو الأسعار بها، وخاصة فيما يخص تجارة الأدوات المنزلية الشعبية، معلقا " من الإبرا للصاروخ". مدينة تتحول إلى سوق أما الحاجة أم محمود، إحدى سكان أبو النمرس، فقد أعطتنا إشارة تاريخية عن المدينة التي كانت سوقا قديما، مفيدة أن هذا السوق قديم جدا عمره أكثر من مائة عام؛ حيث كانت تجارة الأدوات المنزلية بسيطة في البداية، وكان التجار يستوردون السلع والأدوات من ليبيا والعراق وسوريا، لافتة إلى أن منهم من فتح مصانع حاليا، ويقوم بالتوزيع على التجار الكبار أو التصدير للخارج. سعر المتر 30 ألف جنيه وأضاف أحمد سعد تاجر أدوات بلاستكية، أن حركة التجارة في أبو النمرس رفعت سعر متر الأرض بها إلى 30 ألف جنيه، ولا أحد يبيع الآن، بل يتم عرض الأراضي بالإيجار وغالبا لا يقل عن ثلاثة ألاف جنيه شهريا لمساحة أقل من 10 أمتار للمحل الواحد. وأيده القول مصطفي سيد تاجر، بإن تجارة الأدوات المنزلية لها مواسم معينة يكثر فيها البيع والشراء، وخاصة الأعياد ومناسبات الزواج، وأعياد الأم في هذه الأيام، والأسعار في أبو النمرس مناسبة بسبب كثرة المعروضات. فيما يظهر الرواج التجاري خاصة للمقبلات على الزواج من الفتيات، أشارت نوال ربة منزل، إلى أنها تشتري لوازم "جهاز" ابنتها من أبو النمرس، مضيفة أن المشكلة هو بعد المدينة عنها بالاضافة للزحام الدائم للمواصلات التي تؤدي إليه. وأضافت أن أسعار الأدوات المنزلية في ارتفاع دائم وخاصة الحاجة المستوردة أما المحلية فتكون مناسبة. فيما ذكرت رحاب سعيد، أن أسعار الأدوات المنزلية ترتفع في المواسم فقد حضرت إلى هنا لكي اشتري هدية عيد الأم، منوهة إلى أن المواصلات للسوق صعبة، ويجب الاهتمام بزيادة عدد السيارات الأجرة لخدمة الجمهور. وقال حسين فراج تاجر من المنيا، إنه يأتي إلى أبو النمرس بعدما سمع عنها كثيرا، لافتا إلي أن التاجر الذي يتعامل معه حاليا، وهو أحد التجار المشهورين هناك، كان يتعامل معه في المنيا حينما كان يعرض الأدوات المنزلية في حقيبة "سريح". ضرب سعادة وحمام الثلاثاء كل ما سبق جاء في صالح المدينة النمرسية، ولكن "ضرب سعادة " وسوق"حمام الثلاثاء" " وسوق العتبة"، فقد تضرروا كثيرا من وراء نجاح أبو النمرس في جذب الزبائن إليها، وخاصة في تجارة الأدوات المنزلية وتجهيز العرائس. وحول ذلك أكد مرزوق علي سائق توك توك بأبو النمرس، أن التجار كانت في الماضي تذهب إلى وسط البلد، لأن المستوردين كانوا يتمركزون هناك؛ أما الآن فانتقل تجار العتبة وحمام الثلاثاء إلي هنا. البطالة..لا كما تمكنت أبو النمرس من رسم خطوط عريضة لها في مجال التجارة، تمكنت أيضا في استيعاب قدر هائل من العاطلين، وتحويلهم من يد عاطلة إلى أيد منتجة. سمير الوداني من أهل "ابوالنمرس "، والذي كان عاطلا في الماضي، صار اليوم أحد العاملين في التجارة، حيث أوضح أن سوق الأدوات المنزلية ساهم بقدر كبير في القضاء على مشكلة البطالة، لافتا إلى أن الشباب الصغير يعمل في بيع المنتجات داخل المحلات، ومنهم من يشتري من المحلات بالجملة و"يسرح" بها في الأماكن البعيدة. وأشار إلى أن البلد بأكملها في حالة حركة مستمرة طوال أربعة وعشرين ساعة، حتى أصحاب المقاهي والمطاعم يستفيدون من الرواج التجاري للسوق. هذه أبو النمرس، البلدة الطيب أهلها، ضربت أعظم مثل في الإنتاج والعمل، فمتى سنرى جميع مدن مصر الحبيبة أسواقا تجارية ناجحة، تصدر للخارج منتجاتها، ونأكل من عمل أيدينا.. لعل المستقبل يكون أفضل بإذن الله تعالي.