قبل أعوام حفرت محال تجارة الأدوات المنزلية مجري جديدا لها في منطقة العتبة, بعد ان ضاق سوق حمام الثلاثاء بألاف الزوار من المقبلين علي الزواج يوميا, فانتقلت عشرات المحال التجارية الي منطقة درب سعادة لتصير منافسا قويا للسوق العتيق الذي يعود تاريخه الي مئات السنوات. يقع درب سعادة في الجهة المقابلة لحمام الثلاثاء من شارع الأزهر ويعج بمئات المحال التجارية التي استوطنت المكان منذ نحو عشرة اعوام, حسبما يروي محمد علي رمضان احد بائعي درب سعادة. ويضيف: كانت المنطقة مشهورة بتجارة الاخشاب والبلاستيكات قبل عشرات السنين لكن بائعي حمام الثلاثاء جاءوا إلي المنطقة تدريجيا. تحول المحل الذي يعمل به محمد منذ خمسة وعشرين عاما تقريبا في بيع ادوات النظافة والاواني البلاستيكية التي يملك توكيل احد المصانع المحلية الشهيرة الي بيع الاكواب الزجاجية المستوردة من الماركات التركية والفرنسية واطقم العشاء. ويقول محمد انه كان لابد ان يواكب التغيرات التي طرأت علي المكان فتجار حمام الثلاثاء جاءوا بزبائنهم وبضائعهم ولم يكن هناك معني للاكتفاء ببيع الاواني البلاستيكية فالناس صارت تأتي لتطلب سلعا اخري ومع ذلك ظل المحل محتفظا بقسم صغير لبيع ادوات النظافة والاواني البلاستيكية. لم يبق في درب سعادة من تجار البلاستيك والخشب سوي عدد قليل لا يتجاوز10 بائعين, اذ تحول معظمهم إلي تجارة الادوات المنزلية من الزجاج والصيني والكريستال واطقم تقديم الطعام واواني الطهو الاستانلس والالومنيوم والتيفال من مختلف الماركات. ويقول كريم احد الباعة الذين اتوا للبيع في درب سعادة بدلا من حمام الثلاثاء: جئنا لأن حمام الثلاثاء صار ضيقا جدا ومزدحما وهناك صعوبة في نقل البضائع من وإلي المحال خصوصا اننا نتعامل بالاساس مع تجار الجملة لكن بمرور الوقت عرف الناس المكان. ويقدر كريم عبدالمنعم احد العاملين بمحل للأودات الزجاجية حجم السوق بنحو15 مليار جنيه مؤكدا ان هذا الرقم يشمل البضائع المحلية الصنع والمستوردة اذ يعرض السوق مختلف السلع من كل بلاد الدنيا. لكن اشرف هلال رئيس شعبة الادوات المنزلية بالغرفة التجارية ينفي وجود أي احصائيات رسمية حول حجم سوق الادوات المنزلية, مؤكدا ان حجم التعاملات في السوق انخفض بنسبة تتراوح بين30 و40% بعد الثورة. وهو الامر الذي يؤكده مصطفي احد بائعي درب سعادة مضيفا ان تدبير الدولار صار هما يحاصر التجار حتي ان بعض المستوردين لا يأخذون ثمن بضائعهم الا بالدولار. وارتفعت الاسعار بحوالي نسبة15% عن بداية العام الحالي, الأمر الذي يري مصطفي انه يؤثر علي قدرة الزبائن الشرائية رابط دائم :