فنان اتسمت أدواره بالجدعنة والشهامة من خلال شخصية أبن البلد التي يجسدها في معظم أعماله التليفزيونية بل والسينمائية أيضا, وقد يرجع ذلك إلي ملامحه المميزة والتي يتميز بها شباب النيل المصري قمحي اللون, والطباع الصارمة والغليظة على كل ماهو سلبي وغير تقليدي ولايتفق مع عاداتنا الشرقية الأصيلة, فقد أمتعنا الفنان الشاب محمود عبد المغني في الموسم الرمضاني السابق بشخصية "جيكا" في مسلسل "الركين" ليعبر بها عن معاناه الشباب المصري في ظل الظروف السياسية للبلد وعدم توافر فرص العمل لخريجي الجامعات, وهو ما يجعلهم يتجهون إلى أعمال لاتتناسب مع مؤهلاتهم العلمية. والكثير والكثير من الأدوار التي أمتعنا بها الفنان وعبرت عن مشاكل المجتمع المصري, مثل دوره في مسلسل "طرف ثالث"، ودوره في "المواطن إكس"، ولأن الفنان المصري دؤوب على مناقشة تلك القضايا في أعماله وإمتاعنا بها، كان لشبكة الإعلام العربية"محيط" معه هذا الحوار حول ماهية العمل الذي يتم التحضير له في الموسم الرمضاني القادم. وإليكم الحوار: هل هناك عمل جديد يقدمه محمود عبد المعني في الموسم الرمضاني المقبل؟ نعم سوف أخوض الموسم الدرامي القادم بمسلسل "المكس" وهو عمل درامي اجتماعي من تأليف مصطفي حمدي, وإخراج حازم فودة, ويشارك في البطولة الفنانة كندة علوش, كما أن العمل يعد تجربة جديدة علي وستكون مفاجأة للجمهور, ويعتبر ثاني بطوله مطلقة لي في دراما المسلسلات بعد مسلسل "الركين". هل من لمحة مبسطة عن العمل؟ لا أريد الافصاح عن العمل حتى يتم البدء في تصويره, ولكن بوجه عام هو مفاجأة للجمهور. ماذا عن شخصية "جيكا" التي قدمتها في رمضان الماضي؟ شخصية جيكا شخصية حقيقية من واقع الحياة الاجتماعية في مصر، وهو بالفعل شخص جلست معه عدة مرات لمعرفة ظروف حياته والتي دفعته للعمل بعيدا عن مؤهله التعليمي. هل من الممكن لمحمود عبد المغني بعد الدخول في البطولة المطلقة أن يعود للبطولة الجماعية؟ ما يهمني هو طبيعة الدور، فهل هو جيد ومناسب لي أم لا؟ ولا يختلف عندي بعد ذلك بطوله مطلقة أو جماعية. هل تري أن البطولة المطلقة لم تضف إلي مشوارك الفني؟ بالعكس فقد حققت نجاحاً كبيراً من خلال العمل في مسلسل "الركين" وبطولتي به, كما إنني تلقيت ردود فعل إيجابية من الجمهور لدرجة أن الناس عندما يقابلوني في الأماكن العامة ينادونني بجيكا, بالإضافة إلى أن المسلسل حقق دخلا كبيرا للجهه المنتجة له وهي مدينة الإنتاج الإعلامي، ويعرض حالياً على المحطات الفضائية عرض ثاني. ماذا عن مسلسل "زمن القرود" هل تشارك في بطولته؟ لا لم أشارك في العمل, وكل ما نشر عن انسحابي منه بعيد تماماً عن الصحة لأنني لم أبدي موافقتي عليه من البداية. هل أنت صاحب فكرة عملك الجديد مثلما يتردد مؤخراً؟ بالفعل فأنا صاحب الفكرة وشاركني فيها المؤلف مصطفي حمدي, وهي مفاجأة للجمهور لأنني أرى نفسي فيها. ما معايير اختيارك للدور؟ أنا أضع في حسباني أمرين هامين عند المفاضلة بين الأدوار، الأول أن يضيف الدور لي فنياً, والأخر أن يكون مختلفاً عن ما قدمته من قبل, وإذا توفر هذان العنصران في أي عمل لا أتردد في قبوله, وهذا ما اعتاد عليه الجمهور مني؛ لذلك نشأت علاقة إحترام متبادله وثقة, وهذا هو ما أحافظ عليه من خلال اختياراتي الدقيقة والمتأنية التي أقدمها في أدواري, حتى لو وصل بي الأمر أن أظل سنوات بدون عمل حتى أنهم يطلقون علي في الوسط الفني "المزجانجي". ماذا عن السينما؟ السينما وحشتني جداً؛ لذلك قررت العودة لها من خلال فيلم جديد, ولكن غيابي عنها كان نتيجة أن الأدوار التي عرضت علي في الفترة الماضية لا تناسبني، والملاحظ في الفترة الماضية أن أغلب الفنانين هربوا من السينما إلى التليفزيون, الذي يشهد نقلة نوعية في الأعمال الدرامية على مستوى الصورة والتكنيك. ما هو عملك السينمائي الجديد؟ يتم حالياً التجهيز لفيلم سينمائي جديد بعنوان "الخطوة السابعة" ولكنة في مرحلة الكتابة بعد تجربتنا الاولى في فيلم "رد فعل"، وهو من تأليف مصطفي حمدي, وبعد الانتهاء من الكتابة سيتم الإعلان عنه. هل أنت راض عن الشخصيات التي قدمتها في حياتك الفنية؟ الحمد لله, فأنا راض إلى حد كبير؛ ذلك لأنني أتعلم دائماً من أخطائي وأحرص دائماً على اختيار الأفضل, وأعتقد أنني وفقت ولقيت أثراً في قلوب الجماهير ورد فعل إيجابي, فأنا أحب التركيز على الشخصيات المهمشة في مجتمعنا, والتي لايلتفت إليها المجتمع والمسئولين لندق عليها "ناقوس الخطر"، والتحذير من استغلالهم في أعمال تهدد سلامة المجتمع, وبعد كل عمل أضع نصب عيني رد فعل الجمهور الذي هو الحكم في النهاية على اختياراتي للشخصيات. كيف ترى الوضع السياسي في مصر؟ أعتقد أن ثورة "يونيو" الماضي كانت ثورة مكتملة ومستقلة بذاتها, وإذا أردنا أن نطلق عليها مسمى سوف نطلق عليها "ثورة تصحيح" ذلك أن الفن والإبداع سوف يشهدان انطلاقة حقيقة في الفترة القادمة. وبماذا كان تصويتك على الدستور؟ - صوت بنعم؛ لأن مصر تستحق الكثير منا, وأعتقد أن إقرار الدستور سوف يكون صفحة جديدة في تاريخ الأمة ونهاية للإرهاب الذي شهدته مصر في الفترة الماضية, وستظل وصمة عار في ذاكرة التاريخ لأن تنسى وتذكرنا دائماً بمدى عنف من ارتكبوا مثل تلك الأعمال الإجرامية, وأعتقد أننا تعلمنا شيئا مهما خلال الفترة الماضية, فلا إرهاب يدوم ولا فصيل يستطيع أن يهزم دولة في أي مكان في العالم, ففي النهاية الدولة بشعبها وجيشها وشرطتها هم المنتصرون.