نانيس أيمن فنان يحمل دائما هموم الشباب، ويُحاول في جميع أعماله أن يُعبّر عنهم، وعلى الرغم من وصوله لمرحلة النضج الفني؛ فإنه يعتبر نفسه تلميذا يُحاول الاجتهاد ليُقدّم أفضل ما لديه. إنه.. الفنان محمود عبد المغني الذي التقى "بص وطل"، للحديث عن دوره في مسلسله الجديد "الركين"، بجانب طرح آرائه السياسية، وتفاصيل أخرى تعرفونها في هذا الحوار... تُقدّم هذا العام شخصية "جيكا" من خلال مسلسل "الركين"؛ فما الجديد الذي تُقدّمه في الدور ويختلف عمّا قدّمته مِن قبل في أعمالك الأخرى؟ دائما ما أبحث عن الجديد فيما أقدّمه للجمهور، بشرط أن يكون مرتبطا برجل الشارع؛ لأني أحمل هموم الجمهور والمشكلات التي يُعانون منها؛ فالممثّل الناجح -من وجهة نظري- هو مَن يتنوّع في أدواره، ولا يقف عند مرحلة معيّنة، و"جيكا" من الشخصيات التي نقابلها في حياتنا اليومية باستمرار؛ فهو "الركين" الذي يُعاني من الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة، ويعبّر عن نبض الشارع المصري. ما هي الصعوبات التي واجهتك في شخصية "جيكا" في أثناء التحضير لها؟ دائما أحضّر لأي شخصية أجسّدها بالورقة والقلم، وأشعر كأنني تلميذ مبتدئ، ولكن الصعوبات التي واجهتني أنني أريد أن أقابل أكبر عدد ممن يعملون في مجال "الركنة" لكي أقترب من مشكلاتهم وحياتهم أكثر. وبالفعل نزلت للشارع وقابلت العديد من النماذج، وجلست معهم على الرصيف، وأكلت معهم "كشري"، وكان أحدهم معه دبلوم، وقال لي: هل أجلس في البيت بالدبلوم أو أتاجر في المخدرات؟ أم أنزل الشارع أفضل وأتحمّل المعاناة من أجل اللقمة الحلال؟ وقال شخص آخر إن كل طموحاته أن يفرح بزواج شقيقته؛ لذا فهو مشترك في جمعية وعليه التزامات مادية. حدّثنا عن كواليس العمل؟ كلنا نعمل بالمسلسل بروح الأسرة الواحدة، بالإضافة إلى أن لقاء الخميسي عِشرة عمري؛ لأنها دُفعتي من معهد السينما، أمّا بالنسبة لإيمان العاصي فيعتبر "الركين" هو العمل الثاني الذي يجمعنا بعد أن قدّمنا معا فيلم "مقلب حرامية"، بالإضافة إلى أستاذ محمود الجندي وأحمد وفيق، وكل شخص فينا يريد تقديم دوره على أكمل وجه، وتسود العمل روح المحبّة والألفة الحمد لله، وأنجزنا حتى الآن حوالي 40% من تصوير العمل. "الركين" هو العمل الأوّل الذي يجمعك بالمخرج جمال عبد الحميد؛ فماذا عن العمل معه؟ جمال عبد الحميد من صنّاع الدراما المصرية؛ فهو مخرج متميّز، وأعتبره في مقام الأخ الأكبر. كنتُ قد اعتذرت عن "الركين" ثم تراجعت وقبلت الدور مرة أخرى؛ فما السبب؟ اعتذاري عن "الركين" جاء بسبب عدم قدرتي على التوفيق في التصوير بينه وبين مسلسل "رغم الفراق" الذي كنتُ قد تعاقدت عليه بالفعل مع الفنانة زينة؛ وذلك بسبب ضيق الوقت حتى ألحق بالموسم الرمضاني، ولكن عندما تأجّل "بعد الفراق" تحمّست للرجوع ل"الركين"؛ خصوصا أني معجب بفكرة العمل جدا. ومتى تبدأ تصوير "رغم الفراق"؟ بعد عيد الفطر مباشرة، وأتمنّى أن يعرض خارج الموسم الرمضاني لعام 2014 لكي نخلق موسما جديدا غير الموسم الرمضاني. وماذا عن مسلسل "الوطن"؟ العمل ما زال في مرحلة التحضير، وهو مِن إخراج كرم النجار. وأين أنت من السينما؟ السينما متأثّرة بحال البلد، وأتمنّى أن يعود المنتجون مرة أخرى، ومِن وجهة نظري؛ فإن أجرأ منتجين موجودين في السوق الآن هم السبكية. هل ترى أنك لم تأخذ حقّك في السينما؟ بالعكس.. قدّمت أعمالا كثيرة ناجحة للسينما كان آخرها فيلم "رد فعل"، وأتمنّى العودة قريبا وأن تنهض السينما مِن كبوتها. كيف ترى حال البلد الآن؟ أصبحنا في حالة انقسام وفرقة كبيرة بسبب الصراع على الكرسي، ويجب ألا ننحاز لحزب أو دين أو فصيل ونحب بعضنا، لكي نستطيع أن نعبر هذه المرحلة؛ فالثورة قامت من أجل تحقيق بعض الأهداف التي لم تتحقّق حتى الآن، بعد أن انشغلت مختلف الفصائل السياسية بمصالحها الشخصية ونسيت مصلحة الوطن والمواطن، كما أنها قامت من أجل الموظف البسيط الذي يأخذ 500 أو 600 جنيه في الشهر، وما زال يعاني حتى يومنا هذا دون أن تنصفه الثورة؛ بل بالعكس ارتفعت الأسعار وزاد الحمل على الموظفين، بجانب مشكلات البطالة التي لم تعد قاصرة على الطبقة الشعبية؛ بل امتدت إلى خريجي المدارس الأجنبية الذين يُصرف عليهم أهاليهم مبالغ طائلة، ثم يجلسون بجوارهم في البيت بنهاية المطاف، ومعظم أصدقائي سافروا وهاجروا، ومَن الذي سيبني البلد إذا هاجرنا وتركناها؟ وما رأيك فيما يتردّد عن الجيش المصري حاليا؟ المؤسسة العسكرية لها كل الاحترام والتقدير، وإذا كانت هناك نماذج منها أخطأت؛ فأهلا بالحساب دون أن يتم تعميم الخطأ على مؤسسة من أهم وأشرف المؤسسات في البلد، وتاريخها يشهد لها عبر الزمان، وبطولاتها محفورة، والاقتراب من هذه المنطقة معناه أنك تسلّم البلد لعدوك، إمّا لأنك جاهل وغير داري بدورها وأهميتها، أو لأنك في حكم الجاسوس، وسيخبرنا التاريخ في النهاية دور هذه المؤسسة لحماية البلد من الفتن، وإذا كان الرسول قد قال عنه "خير أجناد الأرض" فلا كلام بعد كلام النبي.