صحفيون: مجلس النقابة «متواطئ» ضد أبناء المهنة «إستقلال الصحافة»: «البقاء لله» في النقابة.. وانجازات ضياء «وهمية» ما هي إلا ساعات قليلة وتنطلق فعاليات الجمعية العمومية العادية لنقابة "الصحفيين"، المقرر انعقادها يوم الجمعة المقبل، وعلى الرغم من انحصار دور تلك الجمعية العمومية على التصديق على الموازنة العامة للنقابة خلال العام الماضي، إلا أنها تأتي وسط العديد من التحديات التي يواجهها مجلس النقابة الحالي برئاسة ضياء رشوان، نقيب الصحفيين، خاصة في ظل ما يتعرض له الصحفيين من موجات متكررة من الاعتقالات، والتي ذات حدتها خلال الأيام القليلة الماضية، وسط صمت من أعضاء مجلس النقابة. ويأتي موعد انعقاد الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين وسط انقسامات حادة بين أعضاء مجلس النقابة، الأمر الذي دفع بعضهم إلى شن هجوم حاد على زملائه بسبب التقصير في أداء مهامهم المنوط بهم، وعلى رأسها حماية المهنة، والدفاع عن أبنائها، فمن جانبه وصف هشام يونس، رئيس لجنة الشئون الخارجية بالنقابة، بعض أعضاء المجلس بأنهم "كائنات فضائية" لا تجيد الحديث سوى أمام الكاميرات. وقال "يونس" عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»: "مجلس نقابة الصحفيين فيه عمال تراحيل شغالين ومش واخدين حاجة، وفيه كائنات فضائية لا تتنفس إلا أمام الكاميرات والأضواء، وفيه كائنات تحب اللعب تحت الترابيزة لأن اللعب فوقها بيحرجهم، وفيه كائنات تطوف خارج البلاد شرقا وغربا إلى درجة التجمد". غضب "يونس" لم يكن الحالة الأولى، حيث كانت عبير السعدي، وكيل النقابة، من أوائل الأعضاء الذين صبوا نيران غضبهم على مجلس النقابة برئاسة "رشوان"، وذلك بعد أن أعلنت مقاطعتها أعمال مجلس نقابة الصحفيين وتجميد عضويتها، مشيرة إلى أن قرار المقاطعة جاء رداً على الأداء الضعيف والمتخاذل من جانب مجلس نقابة الصحفيين، لافتة في الوقت ذاته إلى أن هناك عددًا من الصحفيين لقوا حتفهم مؤخرًا ولم يحدث تحقيق جاد في أي من هذه الحوادث. معاناة الصحفيين في مصر خلال الفترة الأخيرة من استهداف واضح من قبل أجهزة الدولة، وتحولهم إلى مجرمين، وذلك بعد أن وصلت الاعتداءات على الصحفيين إلى درجة غير مسبوقة حيث تعرض العشرات منهم خلال الشهور الماضية إلى القتل، والإصابات، والاعتقال أثناء تأدية عملهم، من بينهم الزميلة نورا راشد "جريدة الجمهورية"، والزميل كريم بحيري"جريدة البديل"، والزميلة سماح إبراهيم "جريدة الحرية والعدالة"، والزميل عمر حسن "موقع مصر العربية"، وتحويلهم إلى محاكم الجنايات لمجرد انتقادهم لأعضاء بالحكومة أو نشرهم معلومات رسمية عن القضاة. تكرار وقائع الاعتداء والتنكيل بأبناء مهنة الصحافة دفع شباب الجماعة الصحفية إلى إطلاق سلسلة من الاحتجاجات تستهدف مواجهة الانتهاكات ضد الصحفيين دون الدخول في أي صراع سياسي لا شأن للمهنة به، مشيرين إلى أن كل هذه الانتهاكات تأتي وسط صمت من نقيب الصحفيين، ومجلس النقابة يصل إلى حد التواطؤ. في سياق متصل شن بشير العدل، رئيس لجنة استقلال الصحافة، هجوماً حاداً على مجلس نقابة الصحفيين، مشيراً إلى أن أعضاء المجلس الحالي لا يدركون تاريخ النقابة التي يمثلونها، خاصة في ظل "هرولة" كثير منهم وراء الفضائيات والمناصب، مستغلين عضوية مجلس النقابة في تحقيق مصالح شخصية لهم بعيداً عن هموم أبناء المهنة، ولعل نقيب الصحفيين، ضياء رشوان، ووكيل أول النقابة، جمال فهمي، خير مثال على ذلك. وقال "العدل"، في تصريحات خاصة: "البقاء لله في نقابة الصحفيين، فنحن ليست لدينا نقابة لتدافع عن حقوقنا المهدرة، والتقرير الصادر عن انجازات المجلس الحالي، والذي صدر منذ يومين، ما هو إلا محاكاة لبيانات حكومات الحزب "الوطني" المنحل، خاصة وأنه حمل الكثير من الانجازات الوهمية، في حين انحصرت الانجازات الأخرى على ما حققه مجلس النقيب السابق ممدوح الولي، من انجازات نسبها المجلس الحالي لنفسه دون وجه حق". وأضاف: "الحل الوحيد للخروج من تلك الأزمة يتمثل في تمثيل قوى للجمعية العمومية، التغلب على ما يعانيه أعضائها من "خنوع" غير مبرر، فلابد أن يتحمل أعضاء الجمعية العمومية مسئوليتهم تجاه نقابتهم، خاصة في ظل تجاهل مجلس النقابة الحالي للمذكرات التي يتم رفعها إليه، كما حدث في أزمة التطبيع الأخيرة".