ملفات ساخنة متعددة في انتظار الدكتورة ناهد حسن حسين العشري وزيرة القوى العاملة والهجرة الجديدة في حكومة المهندس إبراهيم محلب والتي تسلمت مهام الوزارة كثانى سيدة في المنصب خلفاً لكمال أبو عيطة وزير القوى العاملة السابق. ويعتبر الملف العمالي والإضرابات والاحتجاجات العمالية من أهم الملفات التي تواجهها الوزيرة الجديدة بعد أدائها اليمين الدستورية أمام رئيس الجمهورية وان تواجه تحدى إعادة الاستقرار والتوازن لعلاقات العمل التي شهدت اضطرابا خلال فترة أبو عيطة رغم انتمائه ورئاسته للاتحاد المصري للنقابات العمالية المستقلة قبل تولى مسئولية الوزارة قبل عدة أشهر. كما تساهم خبرة الوزيرة الجديدة في مجال المفاوضة الجماعية وعقد الاتفاقات في تهيئة الأجواء بين ممثلي أصحاب الأعمال والمستثمرين وبين ممثلي العمال لدعم جهود العمل والإنتاج حيث أكدت الوزيرة فور ترشيحها للمنصب اهتمامها بهذا الملف الهام. كما ستهتم الدكتورة ناهد بحكم اهتمامها كرئيس لقطاع شئون الهجرة والمصريين في الخارج بالوزارة قبيل توليها المنصب مباشرة بالجاليات المصرية بالخارج والاستفادة من تواجدهم لدعم القضايا الوطنية بدول أوربا والرد على الدعاوى ضد المصرين ومحاولة التنظيمات الإرهابية بالخارج تشويه الثورة المصرية والنيل من خريطة الطريق كما تسعى الوزيرة الجديدة للانتهاء من مشروع قانون العمل الجديد والنقابات العمالية بعد عرضه على كل الأطراف والدعوة لانتخابات عمالية بعد إقرار القانون وفتح الحوار مع التنظيم العمالي بهذا الصدد. يذكر أن الدكتورة ناهد العشري وزير القوى العاملة الجديدة كانت تتولى رئاسة قطاع الهجرة بالوزارة قبيل توليها الوزارة مباشرة وذلك اعتباراً من 22 ابريل عام 2013 وتبلغ من العمر 58 عاما و حاصلة على ليسانس حقوق جامعة عين شمس 1979 كما حصلت وزيرة القوى العاملة على دبلوم قانون إجتماعى جامعة القاهرة 1997 بتقدير جيد وعلى ماجستير في التشريعات الاجتماعية وموضوعها (وسائل فض منازعات العمل الجماعية وديا) جامعة القاهرة 2000 (تقدير جيد) ثم على الدكتوراه في التشريعات الاجتماعية وموضوعها (التوفيق والوساطة في منازعات العمل الجماعية وديا) جامعة القاهرة 2005 (تقدير جيد جداً). وتدرجت وزيرة القوى العاملة في العديد من المناصب بوزارة القوى العاملة حيث بدأت بالعمل في مجال علاقات العمل والمفاوضة الجماعية منذ التحاقها بالعمل في 15/8/1982 وحتى 22/4/2013 حيث تم ندبها لقطاع شئون الهجرة والمصريين في الخارج خلال تلك الفترة شغلت مناصب مدير عام الإدارة العامة لعلاقات العمل ووكيل وزارة لعلاقات العمل وشئون المفاوضة الجماعية ثم وكيل أول وزارة القوى العاملة رئيس الديوان العام (ندبا) بجانب عملها كرئيس إدارة مركزية لعلاقات العمل وأخيراً رئيس قطاع شئون الهجرة والمصريين في الخارج. كما شاركت الدكتورة ناهد في العديد من اللجان بالوزارة منها اللجنة الدائمة لإعداد الوظائف القيادية و لاختيار المستشارين العماليين و الوظائف القيادية بالمركز القومي لدراسات الأمن الإجتماعى و إدارة الأزمات وحتى ندبها للعمل بقطاع شئون الهجرة والمصريين في الخارج إضافة لعضوية المجلس الإستشارى للعمل و صندوق الخدمات الاجتماعية والثقافية والصحية ولجان التوفيق في المنازعات المشكلة بقرار وزير العدل واللجنة المشكلة لتطوير نظام المعاش المبكر بالشركات القابضة إضافة للعديد من اللجان الفنية بمختلف الإدارات بالوزارة مما ساهم في تنوع خبراتها. كما حصلت الدكتورة ناهد على شهادة تقدير للتفوق من كلية الحقوق جامعة القاهرة بمناسبة حصولها على تقدير جيد جداً في رسالة الدكتوراه 2005 و على نوط الامتياز من الدرجة الأولى من رئيس الجمهورية تقديرا للجهد المبذول والأداء المتميز " في عيد العمال مايو 2013 " ومثلت مصر في العديد من مؤتمرات العمل العربية والدولية في الخارج وشاركت في مؤتمرات محلية وحصلت على العديد من الدورات التدريبية في مختلف قضايا العمل والعمال. وتساهم علاقات الوزيرة الجديدة بالقيادات العمالية ومسئولي شركات قطاع الأعمال والشركات القابضة على مدار عشرات السنوات في تقريب وجهات النظر بين العمال وأصحاب الأعمال والتوصل لحلول وسط للمشاكل العديدة المعلقة والتي تسببت في الإضرابات ومنها الاتفاق على الحد الأدنى للأجر وإعادة تشغيل الشركات المتعثرة وتطوير الشركات التي اقر القضاء بإعادتها للحكومة بدلاً من قطاع الأعمال العام والتوصل لاتفاقيات عمل متوازنة بين طرفي العمل بما يدعم فرص الاستثمار وجذب رؤوس الأموال العربية والأجنبية. وتعتبر الدكتور ناهد العشري ثاني سيدة تتولى وزارة القوى العاملة خلال السنوات الأخيرة حيث سبق وتولت نفس المنصب عائشة عبد الهادى التي جاءت من التنظيم النقابي فيما تأتى الوزيرة الجديدة من داخل الحكومة ممثلة في وزارة القوى العاملة كالعديد من سابقيها من الوزراء ومنهم عاصم عبد الحق. ويأتي تغيير وزير القوى العاملة كمال أبو عيطة بسبب المشاكل العديدة مع التنظيم النقابي وعدم قدرته على استيعاب الإضرابات العمالية ومنها عمال الغزل والنسيج والنقل العام إضافة إلى تحمسه الزائد لإشهار نقابات عمالية مستقلة وهو ما اعتبره التنظيم العمالي تفتيتا لوحدة العمل النقابي المصري وساهم في صراعات عديدة مع التنظيمات العمالية خلال الفترة الماضية.