نشرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية تحليلا عن الأوضاع في سوريا لباتريك كوبيرن تحت عنوان "هدنات صغيرة بين العناصر المشكلة لحرب طويلة في سوريا". وقال كوبيرن في تحليله: "إنه كان في زيارة لسوريا مطلع الشهر الجاري والشعور الذي خرج به من زيارته أن النظام أصبح أكثر سيطرة على الأوضاع منه في أي وقت سابق منذ بدء الحرب". وأوضح كوبيرن حسبما ورد بهيئة الإذاعة البريطانية ال "بي بي سي" أن رياح التغيير التي بدأت في الشرق الأوسط تغير اتجاهها حاليا على ما يبدو بعيد مفاوضات جنيف الثانية بين النظام السوري وفصائل المعارضة. وأضاف كوبيرن أن من دلائل هذا التغيير هو ما جرى في اجتماع قادة المخابرات في السعودية والولايات المتحدة مؤخرا والذي تم فيه إبعاد رئيس المخابرات السعودية بندر بن سلطان عن مهمة قيادة الملف السوري وإسنادها إلى وزير الداخلية المعروف بصداقته للولايات المتحدة وعداءه للقاعدة. كما أوضح الكاتب أن سبب التغيير هو الفشل الذريع لبندر في انجاز أي شيء، وهو ما تمثل في فشل مفاوضات جنيف الأخيرة حيث كان السؤال هو لماذا يقدم النظام السوري تنازلات وهو غير مضطر لذلك حيث أنه يحظى بدعم عسكري من كل من روسيا وإيران وحزب الله وهو الدعم الذي ينبغي أن يتوقف حتى يتراجع النظام عن موقفه. لكن كوبيرن علق قائلا: "إن روسيا بعد التطورات الأخيرة في أوكرانيا أصبحت تخشى من فقدان صيتها كدولة عظمى إذا تعرضت لأزمة أخرى في سوريا". ويقول كوبيرن: "إن المعارضة السورية في الوقت ذاته لازالت متفرقة ومشتتة لدرجة أن بعض الفصائل دخلت في هدنة مع قوات النظام في بعض المناطق مثل الغوطة الشرقية دون تنسيق مع بقية الفصائل وهو ما يؤكد أن فصائل المعارضة بشكل أوسع في مرحلة تراجع عسكري حيث يسيطر النظام على أغلب المناطق عالية الكثافة السكانية وأغلب الطرق الرئيسية بينما تسيطر المعارضة على جيوب في حمص دمشق والمناطق الريفية المحيطة بهما وهذه الجيوب تتعرض لضغط كبير من قبل النظام الذي يضيق عليها الخناق بالتدريج". وعاد كوبيرن لموضع الإدارة السعودية للملف السوري فأوضح أن التغيير الذي حدث بإسناد الملف لمحمد بن نايف حيث يتولى دعم وإمداد المعارضة السورية بالأسلحة والأموال يعد ثاني أكبر التحولات خلال مطلع العام الجاري. وأوضح كوبيرن قائلا: "إنه بهذا التغيير فمن المرجح أن قوات المعارضة السورية المدعومة سعوديا مثل الجيش الحر سوف تقاتل في جبهتين في وقت واحد ضد النظام السوري وضد المقاتلين الإسلاميين المتعاطفين مع تنظيم القاعدة وهو التنظيم الذي يعاديه بن نايف بشكل علني".