أوكا وأورتيجا.. أحمد ومحمد نرفض أن تنتج لنا الشركات.. ومايك ب10 جنيه يكفينا ناقد فني: كانوا يعملون تحت مسمى "فرقة عين شمس" حلمي بكر: أصواتهم كلها "تراب" "واحدة عملتلي عمل..عين صفرا والتانية حمرا"، "اصحى وصحي النايمين"، ليست تلك إلا كلمات عابرة في بحر الأغنيات الهابطة التي تجبر الآذان على سماعها، "أوكا وأورتيجا" أبطالها، لا يعترفون بالخطوط الحمراء، فعندهم رصيد من الألفاظ الخارجة وغير المفهومة التي يكونون من خلالها أغانيهم. هم يطلقون عليها موسيقى المهرجانات ولكنها مختلفة تماما عن المهرجانات التي تتداعى لأذهانكم ، ولا نتكلم هنا عن مهرجانات موسيقية وفنية أو حتى للسياحة والتسوق وانما نتحدث عن لون جديد منسوب للغناء الشعبي هل هي ظاهرة ستأخذ رونقها الزائف وتنتهي كما حدث في ظاهرة "شعبولا"؟ أم بداية لنوع جديد من الغناء الهابط الذي يعكر مستقبل مصر؟ من عين شمس ل"أوكا وأورتيجا" يقول أحمد سعد صحفي وناقد فني بجريدة الأهرام العربي :" إن هذه الفرقة ظهرت في البداية باسم فرقة عين شمس والتي كانت تطلق أغاني لم يعرفها أحد إلا أنها اشتهرت حاليا لاعتماد الأفراح الشعبية على ال"دي جي"، ويسجلون هذه الأغاني لتذاع في الأفراح ويرقصون عليها، وبعد فترة أصبح يضع المنتجون أعينهم على من وضع هذه الموسيقى فظهر ما يعرفان باسم "أوكا وأورتيجا" وهم نوع من أنواع مغنيي الراب لكن لهم جمل تغنى بشكل شعبي تتماشى مع سكان الأحياء الشعبية ." فيما يرى نادر عدلي نائب رئيس تحرير وناقد سينمائي بجريدة الأهرام" : أنه لا يمكن اعتبار هذا النوع كموسيقى بالمعنى الدقيق لأنها "ريتم" واحد يتكرر طوال الوقت، فإذا رجعت لأصلها تجد أنها فرضت نفسها على الأفراح الشعبية بشكل عام ." بدايتهم.. حفلة «تنجيد» "أورتيجا" واسمه الحقيقي "أحمد" والذي كان لاعبا في فريق الناشئين بنادي انبي الرياضي يقول: إحنا أصلا كنا بنغني راب في الأفراح، ولم يكن يعجبنا فن المهرجانات لما يحتويه من ألفاظ خارجة وموسيقى لا معنى لها ، إلى أن أتى صديق لنا وطلب أن نعمل أغنية لبنت خالته ليهديها لها يوم "تنجيدها" فعملنا أغنية التنجيد، من تأليفي ولحن وتوزيع أوكا". استطرد: أعجب الناس بها جدا وبدأنا نقدمها فى كل الأفراح، وبعدها فكرنا أن نجدد في الأغاني، أدخلنا الموسيقى الغربية على الألحان الشعبية، ليظهر "الراب الشعبي". أما "أوكا" واسمه الحقيقي "محمد" المسئول عن الألحان، هو صاحب فكرة مزج الريجان والراب مع المزيكا الشعبي. مايك ب10 جنيه حقق أحلامنا! يحلم "أوكا وأورتيجا" بأن يصل غنائهم للعالم قائلين " إحنا عايزين نغني للعالم كله عشان نثبت لكل من يهاجمنا أننا نقدم فن بأقل الإمكانيات، نعتمد فيه على أنفسنا فلا يوجد جهة منتجة، بل نسجل شغلنا على الكمبيوتر بواسطة "مايك" ب 10 جنيهات وأغانينا تحمل رسائل حول كل مشكلات مجتمعنا." وينفرد أورتيجا بالحديث مؤكدا: نرفض أن ينتج لنا أحد ونفضل أن نسجل أغانينا بإمكانياتنا حتى لا يتحكم فينا أحدا وقد رفضنا عروضا كثيرة ." ويضيف أحمد الطحاوي أحد أعضاء الفرقة-: " نريد أن نقدم الفن اللي على مزاجنا ولو وافقنا أن تنتج لنا شركة سنقدم ما يريده المنتج، ويدفع لنا قرشين حتى يجني من ورائنا عشرة ونحن عملنا لفن المهرجانات رسالة تعبر عن مشكلات المجتمع." أصوات كلها تراب! كل ما سبق لم يروق للملحن المعروف حلمي بكر، والذي استنكر بقوله: إن الساحة مليئة بأصوات كلها تراب، وأن الطافين على السطح هم أصحاب التقاليع وأصحاب الشذوذ الغنائي، ولا يمكن اعتبار مثل هؤلاء فنانين شعبيين، بل يمكن أن يطلق عليهم لقب "الفنان البيئي". وأوضح بكر أنهم يقدمون فن بيئي عشوائي يفرض مفرداتة؛ لذالك نجد أن ثلاث أرباع كلامه "جنسي" والباقي كلام فوضوي، مثال عندما يغني أحدهم "أجمل حاجة فيكي هوا دا" ثم يقول "خليها تكلك" فهذه كارثة بكل المقاييس؛ فالجملة الثانية تقال للإنسان الشاذ عند سبه، منوها إلى أن نجاح مثل هذه الأغاني هو بناء على مفردات نوعية يميل إليها لبعض الأفراد وليس لكل الشعب. ظاهرة ستنتهي مهندس الصوت "هاني محروس"، يرى إن أوكا وأورتيجا ظاهرة ستنتهي مطالبا نقابة الموسيقيين باتخاذ إجراءات صارمة ضد من يقدم أعمالا غنائية لا تليق بشكل مصر وقدرها، مؤكدا على أن نقابة الموسيقيين عليها دور كبير في إصلاح حال الغناء في مصر والحفاظ علي الهوية الموسيقية المصرية. كما أوضح أنه ممتنع عن المساهمة في أي عمل فني يمكن توصيفه بأنه فن هابط لأنه يخاف على سمعة مصر ومكانتها وسط العالم، مشيرا إلى أن العالم التفت لكوكب الشرق أم كلثوم وعبدالوهاب وغيرهم مما قدموا فن راقي شرقي عربي صميم وليس الفن الهابط المنتشر حاليا. اقرأ فى هذا الملف * كوكب الشرق.. الصوت الغائب الحاضر *«موسيقار الأجيال».. لحن لا ينتهي *الأطرش صوت العود الخالد في قلوب المصريين *شادية... صوت مازال في القلوب *مي كساب.. رقة «غمض عنيك» والتحول لهبوط «8%» *سما المصري.. فن هابط على «واحدة ونص» *سعد الصغير: من سائق «تاكسي» إلى مغني لكبار الأغنياء *حلمي بكر يرسم "لمحيط "خطوط عريضة تفرق بين الفن قديمه وحديثه * بداية الملف