ملوك المزاج الشعبي.. هم من أبدعوا الفن الجديد المسمى ب "المهرجانات" عبر كلمات بسيطة، وموسيقى قوية مبهجة، وأسلوب مميز في الأداء تربعوا على عرش البهجة، فلم تعد الأفرح تكتمل دون أغانيهم ، ولا يخلو توك توك أو ميكروباص من صوتهم، مهرجاناتهم "مزاج" يعمر به السامعون رؤوسهم، ومن يعتاده لا يسلاه. يعملون في ثنائيات لا تنفصل، " السادات و? فيفتي"، " ?فيجو و حاحا?"، "أوكا وأورتيجا" في ثلاث مناطق رئيسية "السلام، عين شمس،? ?المطرية"،? أحيانا يتعاونوا ليزيد العدد عن اثنين، ولكنه لا يقل بحال من الأحوال عن هذا العدد، السادات وفيفتي أحد أشهر ثنائيات فن المهرجان، حين يتحدث أحدهما يكمل الآخر الحديث ثم يلتقطه منه الأول، بسرعة وسهولة كأنهما عقل واحد وجسدين، يتحدث السادات عن عشقه "المهرجانات" قائلا: معناها مفهوم من اسمها، "مهرجان".. الكثير من الأمور، الكثير من الكلمات والموسيقى التي تأخذ السامع من واقعه، وتجعله يعيش جو مختلف.???????? في عالم "المهرجان" تبرز معان جديدة على السطح فلا وجود لفكرة المنتج، والبحث المستعر عن ممول يضع شروطه ويدفع المطرب للتوقيع على عقود احتكار تستمر لسنوات، الإنترنت هو الأساس، قد تجد الأغنية ولا تجد اسم المطرب، هم لا يهتمون بالأسماء ولا بالحديث عن أنفسهم، ولا يهتمون أيضا بحقوق الملكية الفكرية، فقد تجد كلمات هذا يغنيها ذاك، ولحن هنا أدخل عليه تغييرات وأصبح لحنا جديدا هناك، المشاع الإبداعي هو الأساس، يواصل السادات حديثه بثقة كبيرة مع بعض الإضافات من فيفتي: الشارع يعرفنا جيدا، يعرف صوتنا، لسنا ممن يذكرون أسمائهم ويتحدثون عن أنفسهم، ولا نغني أغاني نقول بها كلام بلا هدف، أو نسمع من خلاله أصواتنا وحسب، نود توصيل معلومة، وقد نجحنا في ذلك. يصعب تصديق الطريقة التي يتم بها إنتاج "المهرجان"، إذا ما قورنت بقوة انتشاره، فالفن الجديد الذي قلب سوق الغناء الشعبي رأسا على عقب يتم إنتاجه في "البيت"، ويتم تسويقه و إتاحته للمستمعين مجانا عبر الإنترنت، يقول السادات: سوقنا هو الإنترنت و ليس الكاسيت، الإنترنت "فجَر" مصر، و لنا ناس ب "يظبطوا" شغلنا على الإنترنت مثل سعيد برشامة، آخر أغنية لنا اسمها "أنا بابا يلا" سمعها 8 آلاف في أسبوع واحد فقط. فيجو صديقنا كان يغني وينشر أغانيه على الياهو في دائرة أصحابه، وقد نجح وانتشر بهذه الطريقة، الإنترنت سوق كبير، أصبح لنا فيه جمهور يتابع أعمالنا باستمرار، ويستيقظ في الصباح ليطلع على جديدنا، خصوصا أصحاب الدي جي، والقائمين على الأفراح. يرفض الثنائي السادات وفيفتي أن يتم وصف المهرجانات بأنها "فن هابط" وقد غضبا كثيرا من لقاء فبركته أحدي القنوات الفضائية عنهم، ووصف ما يقدمونه بأنه دون المستوى، يتساءل السادات باستغراب"فننا هابط؟ّ! إيه اللي هبطه"، ويقول: المهرجانات أفادت شباب كثيرين، العيال على النواصي أصبح لديهم هدف، يفكرون في أن يمسكوا مايك ويغنون، بدلا من الضياع، نحن لا نضر أحد، و فننا ليس هابطا، الناس في مصر لا يحترموننا ولكننا نتلقى دعوات لحفلات في الخارج، وقد التقت بنا أكثر من قناة فضائية وجريدة أجنبية في أمريكا وفرنسا، كانوا مهتمين بمعرفة كيف ننتج المهرجانات، وبعد أن كنا نستورد الموسيقى من أمريكا، أصبحنا نصدر لهم الجديد الذي ننتجه الآن. جمهور المهرجانات لم يعد يقتصر على المناطق الشعبية، فقد نجحوا في الاندماج مع ميدان التحرير عبر فرق إيجي ليونز وبهية وفرقة موسيقى الشارع : حاحا والسادات وأوكا وفيجو وأورتيجا، التي تقدم مجموعة من الأغاني التي كتبت ولحنت لشهداء الثورة، من بينها مهرجان"ثورة الغضب"، يقول فيه كل من السادات و فيفتي وفيجو": هو ايه اللي بيحصل في البلد دي، حاجات كتير بقت تعدي، الشعب والحكومة، ورشاشات وشومة، في مصر قامت قومة، هاتكلم عاللي واقف واللي صمد واللي مات، هاتكلم عالكنيسة والجامع والاخوات، أخويا كان بيموت وأنا واقف ماسك الطوب، حواليا ناس كتير، كل دقيقة يقعوا، الحكومة ظالمة ناس قوية، عايشين من غير حرية، لكن مصر حاتبقى قوية، في كلامنا مش راجعين، حتى لو ميتين. العبرة في المهرجان ليست بالصوت الجميل، ولا بالموسيقى الجديدة، ولا بالتوزيع، وإنما بالإبداع في تجميع كل تلك الشطرات،? ?و ضم كل هذه التفاصيل الصغيرة معا لتصبح حالة كاملة، ليس هناك خوف من سرقة المهرجان، وإن لم يوضع عليه اسم أصحابه، فهناك بصمة صوتية داخل الأغنية تقال بطريقة الروبوت، تشير لصناع المهرجان.??