بعد حفل راقص مربك سألني عمرو حاحا عن اسم شهرتي.. الموقف عادي، لكن استغراب حاحا هو ما جعلني أتوقف، وأفكر، كيف يمكن لموسيقيّ في موجة الغناء الشعبي الجديد أن يعيش بلا اسم شهرة؟! خاصة أن كل مطربي الغناء الشعبي يتخذون أسماءً للشهرة. كان حفل حاحا بصحبة أحمد فيجو، علاء فيفتي، السادات راب، وآخرين. الحفل الذي أقيم ضمن فاعليات برنامج »بره الصورة«، الذي نظمته مؤسسة المورد علي هامش احتفالية »ريميكس« للموسيقي الجديدة في مسرح الجنينة يومي الخميس والسبت قبل الماضيين. كانت الفكرة من وراءه »برة الصورة« أن يقدم الفن الشعبي الجديد، في محاولة للبحث عن وسائل تعبير مختلفة بعد الثورة، والدي جي الشعبي هو الفن الأحدث بامتياز، خاصة أنه يعتمد علي إنتاج منتج أقرب لتوليفة جديدة من منتجات قديمة، عزف جديد لألحان قديمة، لكن نجوم الأحياء الشعبية استطاعوا السيطرة بمزاجهم الموسيقي بعيداً عن سوق الغناء، حيث تجد موسيقاهم في كل شارع، كل ميكروباص، وكذلك كل توك توك.. نبذة تاريخية حاحا، وكذلك فيجو، هما الأقدم في تجربة الموسيقي الشعبية الجديدة، لديهما خبرة تزيد عن الست سنوات، بدآ من الشارع فعليا، كان الدي جي الشعبي يحضر بجميع أفراح المناطق الشعبية، ويحقق انتشاراً واسعاً. تحولت هذه الأفراح إلي مزار ثقافي يتردد عليه عدد من المهتمين بالموسيقي الجديدة، ومع انتشار الظاهرة بدأ هوس المثقفين بالدي جي الشعبي. تنبأ عدد من المدونين بأن الظاهرة ستكتسح، كان أولهم »جيمي هود«، الذي اعتبر أننا خلقنا خصوصيتا الثقافية في موسيقي البوب آرت.. هكذا بدأت الظاهرة في السيطرة علي الشارع، خاصة أن معدي هذه الموسيقي بدأوا في تنظيم مهرجانات خاصة بهم في الشوارع.. ارتبطت هذه المهرجات بلعبة السيطرة، فقد استطاع هؤلاء الموسيقيون الجدد أن يستحوذوا علي الشارع رغم سطوة (الشرطة) لهذا كان لابد لكل فنان من اسم شهرة. (قبل عامين شاهدت في المطرية فنان دي جي نرويجي جاء خصيصا لمصر لينظم حفلاً مع فنان الدي جي الشعبي »وزة«، لكن الحفل تعطل لأن الشرطة قبضت علي »وزة« بسبب شغله الطريق العام، رغم أن الحفل كان في حارة سد!) الشعب يريد في حفلي الجنينة عزفت موسيقي تمزج بين الإلكتروني، الغربي، والشرقي، مع كلمات خفيفة.. كانت أبرز الأغاني »الشعب يريد خمسه جنيه رصيد«، التي ما أن بدأت حتي انخرط جمهور مسرح الجنينة في الرقص. نحن نتكلم عن رقص شعبي، يعتمد علي الارتجال وتحريك كل عضلات الجسم بشكل مبالغ فيه. ألتراس أهلاوي بالطبع لم يخل الحفل من أغاني للنادي الأهلي، رغم تحفظ السادات راب، لأنه زملكاوي. خصوصاً أن عدداً من نجوم الدي جي الشعبي ينتمون إلي ألتراس القلعة الحمراء. خلال الحفل أعلن علاء فيفتي »فيجو وحاحا أخوات متصدقوش الإشاعات«، فيفتي كان يقصد أغنية لفيجو يهجو فيها حاحا، لكن تلك فترة وانقضت.. هذا هو الحفل الأول، حفل الخميس، أما حفل السبت فقد شهد سيطرة إسلام شيبسي عازف الكيبورد. شيبسي كان يعزف بتمكن رهيب، يضرب بالعصي علي الكيبورد، وبكوعه، وبكل طاقته، ولكنه توقف عن أنغام الفرحة، ليقدم لحنا شجيا محركاً للمشاعر، ثم عاد لموسيقاه الراقصة، كما لو أنه يقول للجمهور أستطيع أن أؤثر فيكم، بلا كلمات محزنة، ولكني أحب الإيقاع الراقص. صحب شيبسي عازفي الدرامز خالد ماندو وأحمد تأتأ. بعد الحفل يؤكد لي »شيبسي« أنهم قدموا الحفل بلا بروفة، رغم التناغم، وحركات إسلام الاستعراضية إلا أن كل ذلك تم بلا تدريب ما يعني أنهم إذا قدموا حفلا ببروفة سيقدمون موسيقي خيالية، فضائية، لم تسمع من قبل.