المرشد مصطفى مشهور يحدد اقامة الخرباوى فى بيته الدفع بخيرت الشاطر للرئاسة يدفع الهلباوى للاستقالة على الهواء الامام الغزالى يتهم الهضيبى بالماسونية ثم يتراجع الجماعة تتخلى عن مختار نوح فى محنته فيجمد عضويته فيها حينما يُصادق المرء شخصا أو أكثر ويصبحون أقرانه الذين لا يستطيع مواصلة حياته بدونهم, يصل إلى مرحلة يصعب عليه فيها أن يتركهم ويرحل, مهما كانت الأسباب والشواهد التى تُحَتِّم حدوث ذلك, فقد إرتبط بهم وعرف عنهم وعرفوا عنه, فأصبح لهم كالكتاب المفتوح يطالعون من صفحاته كما يحلو لهم, وهم له كذلك أيضآ هكذا يكون الأصدقاء وتكون الصداقات, فما بالنا بمن يدخل إلى جماعة أو تنظيم ما, فيرتبط به فكريآ وشعوريآ وتنظيميآ, وينظر إلى هذا الكيان على أنه المنقذ له من أغوار الحياة الدنيا ,فيجد فيه ضالته ويسير معه فى طريق البحث عن الحقيقة المنشودة والجوهرة المفقودة هذا هو حال كل من يتخذ قراره بالولوج إلى جماعة الاخوان المسلمين, تلك الجماعة العجيبة ذات الأسرار المريبة, والتى لا يوجد مخلوق على وجه البسيطة لديه الحقيقة التاريخية الكاملة لها, ومن ينجح فى التعرف على أحد أسرارها نراه يشرُع فى تاليف الكتب ويُبين الحقائق ويوضح الدقائق من أمورها, وقد مرت الجماعة بعدة إنشقاقات لعدد من القيادات التاريخية المؤثرة, والتى سنسرد كيفية إنشقاقهم مع تحليل مُبَسَّط, فى السطور التالية لهذه الكلمات أحمد عادل كمال رجل النظام الخاص تأتى البداية مع الأستاذ أحمد عادل كمال, الذى يعد أقدم المنشقين عن الجماعة والذى كان من أهم وأبرز رجالات النظام الخاص الذى أنشاه الإمام حسن البنا رحمه الله, وقد تم فصله من التنظيم عام 1956 بدون وجه حق وبطريقة تعسفية_ على حد قوله أثناء حواره مع جريدة الشرق الأوسط_ وقد ألَّف كتابه "النقط فوق الحروف", ليكشف العديد من الأمور والخبايا للجماعة, ولا أحد يعلم حقيقة إنشقاقه والأسباب التى أدت لاستبعاده, حيث لم يتم ذكر موقفا بعينه أو حادثة بعينها أدت الى ذلك الإمام محمد الغزالى ثم نأتى إلى الشيخ العَّلامة والمُلقب بأديب الدعوة محمد الغزالى, أحد القيادات التاريخية للتنظيم, والذى بدأ خلافه ينشب مع المرشد الثانى حسن الهضيبى عام 1965, عندما رفض مبايعته فقام الهضيبى بفصل الإمام الغزالى, ولم يسكت الغزالى بل كان رده عنيفآ, عن طريق عدد من المقالات التى إتهم فيها الهضيبى بالماسونية وأنه نبتة الماسون فى جماعة الإخوان, ولكن الغزالى عاد بعد حين ونفى كل ما أورد عن اتهامه للهضيبى بالماسونية ,وكان ذلك فى كتابه "معالم الحق فى كفاحنا الإسلامى الحديث", حيث إعتذر عما قال, وذكر أن ذلك كان مجرد غضب شديد نتيجة فصله من التنظيم, وقد نرى فى ذلك خطأ عظيم وقع فيه الإمام المرحوم الغزالى, حيث أن إتهام الناس بالباطل وذكرهم بما ليس فيهم ليس من تعاليم الإسلام ولا من تعاليم باقى الأديان, خاصةً وأن إتهامه للهضيبى كان مريعآ, فهو إتهام بالماسونية, ذاك المحفل الرهيب الذى يعد أقدم تنظيم سرى فى التاريخ والإنتماء إليه ليس بالشىء المُحبذ على الإطلاق, رحم الله شيخنا الغزالى على ما إقترف من خطأ فى حق المرحوم حسن الهضيبى أبو العلا ماضى وفكرة الحزب ثم نقفز بعد ذلك إلى العام 1989 حينما بدأ الخلاف بين المهندس أبو العلا ماضى وبين إخوانه فى الجماعة, حينما عرض فكرة إنشاء حزب سياسى على مجلس شورى الجماعة والذى كان أحد أعضائه, ولكن الفكرة قوبلت بالرفض, فلم يأبه ماضى لما قالته الجماعة واستمر فى العمل على تحقيق حلمه, وتقدَّم بأوراقه لإنشاء الحزب عام 1995 ,ولكن تم إعتقاله من جانب جهاز أمن الدولة, وبعد ثلاث سنوات عاود التقدم بطلبه وكالعادة قوبل بالرفض, وفى العام 2004 عاود المحاولة وتم رفض الطلب هذه المرة بعد تغيير قانون الأحزاب لتطلب ضم 1000مؤسس بدلآ من 50 مؤسس فقط كما كان الحال فى سابقه, وبعد ثورة يناير تم إنشاء حزب الوسط وتولى ماضى رئاسته, وفى عامنا الحالى 2013, وأثناء حوار أجرته شبكة الإعلام العربية "محيط" مع اللواء فؤاد علام, وكيل جهاز أمن الدولة الأسبق, أفضى "علام" بسر إنشقاق "ماضى" عن الإخوان, حيث نشر اللواء فؤاد علام مستندات تدين التنظيم وتثبت تورطه فى أعمال لا تليق, فذهب إليه المهندس أبو العلا ماضى وطلب منه أن يُطلعه على الحقيقة الكاملة, وبالفعل تم له ما أراد وأطلعه اللواء فؤاد علام على المستندات الكاملة, فخرج ماضى من عنده وقد اتخذ قراره بالإبتعاد عن جماعة الاخوان والإنشقاق عنها وهو ما حدث مصطفى مشهور لثروت الخرباوى:"إلزم بيتك" وبعد فترة ليست بالقصيرة وبالذات فى العام 2002, يخرج علينا المحامى ثروت الخرباوى ليعلن إنشقاقه عن التنظيم نهائيآ, وقد أعلن صراحةً فى كتابه "قلب الاخوان" عن سبب ذلك حيث ذكر أن العديد من المواقف جعلته يقف مع نفسه ويعيد تقييم الأمور, ولعل أبرز تلك المواقف كان دفاع المستشار مأمون الهضيبى المرشد السادس للجماعة, عن الاغتيالات التى نفذها النظام الخاص حينما قال أثناء مناظرته مع المفكر فرج فودة, أن الإخوان يتقربون إلى الله بأفعال النظام الخاص, ولكن دعنا من ذلك ونعود إلى حديثنا عن سبب إنشقاقه, حينما إتخذت الجماعة قراراها بالوقوف إلى جانب المحامى رجائى عطية أمام منافسه سامح عاشور فى إنتخابات نقابة المحامين, ولكن كان للخرباوى رأى آخر حيث رأى أن الأصوب هو إعطاء صوته لسامح عاشور, فاجتمع معه غير مرة, لتجاذب أطراف الحديث والتشاور بشأن الإنتخابات, فعلمت الجماعة بما حدث وأجرت تحقيقآ معه, وأمره المرشد مصطفى مشهور بأن يلزم بيته حتى إنتهاء الانتخابات وألا يخرج إلا فى حراسة أحد الأخوة فى التنظيم , وبعد إنقضاء الإنتخابات تم إجراء التحقيق الذى انتهى إلى فصل الخرباوى, وقد يُلاحظ أن هناك تحاملآ على الرجل فى ذلك فقد صدر ضده قرارآ أشبه ما يكون بالأوامر العسكرية, ولا يُعقل أن تصدر مثل تلك القرارات من إدارة جماعة دعوية, ولكن وإحقاقا للحق ما كان ينبغى للخرباوى أن يأخذ قراره منفردآ, فكان لزامآ عليه أن يخبر الجماعة بتصويته لعاشور, واجتماعاته معه, كى يبعد عن نفسه الحرج ولا يستطيع احد إيلامه, ولكنه لم يفعل وبذلك قد يرى البعض أنه يتحمل بعض الخطأ قضية مختار نوح "قضية النقابيين" ثم ياتى العام 2003 ليعلن المحامى الشهير مختار نوح, عن تجميد عضويته فى تنظيم الإخوان المسلمين وهى إستقالة فعلية لكنه أراد أن يبتعد بأسلوب يحمل بعض الرقى والتحضر فى التعامل مع جماعة قضى فترة طويلة من عمره فيها, وقد حدث ذلك عقب خروجه من السجن بعدما أنهى مدة العقوبة فى قضية النقابيين الشهيرة عام 1999 ,وقد ذكر نوح أنه لم يعد له دور فى الجماعة بعدما سيطر عليها التيار المتشدد من أهل الثقة داخل التنظيم, وفى واقع الأمر هذا سبب غير واضح المعالم وتلك العبارة فضفاضة إلى حد كبير, وقد يكون السبب الرئيس فى خروجه من الجماعة هو ما ذكره الأستاذ ثروت الخرباوى فى كتابيه" قلب الاخوان" و"سر المعبد", عن إهمال الجماعة لقضية نوح وزملائه والتسفيه من إنشغال الخرباوى بهم, بل قيل له صراحة أن السجن هو أحد معسكرات الإخوان التى يتدربون فيها على الصبر والاحتمال والجلد, ودخول نوح وزملائه السجن هو أمر وارد أن يحدث لكل من ينتمى للإخوان, وقد نجد أن هذا السبب منطقيا وكافيا لخروج نوح عن كنف الجماعة, فقد خرج من سجنه مُحملآ بخيبة أمل وحسرة تجاه جماعته التى تركته وحيدآ ولم تأبه له أو تنصفه, فانتابه شعور بأن الجماعة تضحى بأبنائها كى تحيا هى وتبقى فكرتها الدكتور محمد حبيب وبعد ثورة الخامس والعشرين من يناير التى قادتها جموع الشعب المصرى, لإسقاط نظام الرئيس الأسبق مبارك, تقدم الدكتورمحمد حبيب النائب الأول للمرشد سابقآ باستقالته بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من الجلوس على كرسى المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين, ففى إنتخابات 2009 التى كانت أول إنتخابات فى تاريخ الجماعة, فاز الدكتور محمد بديع بمنصب المرشد العام وخرج الدكتور محمد حبيب ومعه الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح من عضوية مكتب الارشاد ولم يصبحا اعضاء فيه بعد, مما جعل الدكتور حبيب يشكك فى نتائج الانتخابات, فقال أنها كانت إختيارات وليست إنتخابات, وأنه لو كان بايع بديع لأصبح عضوآ بمكتب الإرشاد, وبعد أن قدم الثلاثى مرسى والعريان والكتاتنى إستقالاتهم من الجماعة لتأسيس حزب الحرية والعدالة, طالب الدكتور محمد حبيب بإدخاله مرة أخرى إلى مكتب الارشاد بعد أن صارت هناك أماكن شاغرة ولكن ذلك لم يحدث,فكان ذلك بمثابة الإشارة الى سيطرة ممثلى تنظيم سيد قطب على مقاليد الامور داخل الجماعة بعد خروج رموز التيار المعتدل الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح تلت استقالة الدكتور محمد حبيب إنشقاق عضو اخر خرج مع رفيقه محمد حبيب من عضوية مكتب الارشاد بعد انتخابات 2009 ,وهو الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح صاحب المناظرة الشهيرة مع الرئيس الراحل انور السادات حينما كان قائدا لاتحاد طلاب جامعة القاهرة, والذى إنشق عن الإخوان على إثر خلافه الشهير معهم بعد ثورة يناير, حينما أراد ترشيح نفسه فى إنتخابات الرئاسة ولم يقبل التنظيم بذلك فوجد فى ذاك القرار تعنتآ, وأصبحت الأمور تتعقد وتلبدت سماء المشهد بالغيوم, فقرر الدكتور أبو الفتوح أن يستقيل من التنظيم ويُرشح نفسه للرئاسة, ولعلنا نلاحظ أن الجماعة يوجد بداخلها رجال يتخذون دومآ القرار الخاطىء فى وقته الخاطىء, ويستغنون عن قيادات ورموز لها باع كبير فى العمل العام, وكأن الجماعة قد أصابها مرض الذئبة الحمراء, فأضحت تهاجم كل من يريد الدفاع عنها إستقالة الهلباوى على الهواء وبعد عام من ذلك وتحديدا فى العام 2012 وعقب إعلان الجماعة رجوعها عن قرارها بعدم تقديم مرشح للرئاسة ودفعها بالمهندس خيرت الشاطر, قام الدكتور كمال الهلباوى المتحدث الرسمى باسم الاخوان المسلمين فى أوروبا, بإعلان إستقالته على الهواء مباشرة خلال برنامج العاشرة مساء الذى كانت تقدمه الإعلامية منى الشاذلى والمذاع على فضائية دريم, حيث أبدى إنزعاجه وإستيائه الشديدين من التخبط الإدراى للجماعة, وقد نلحظ ان الرجل وكأنه كان يتحسس طريقه للخروج من الجماعة, بعدما ثبُت يقينآ أن من يتحكم فيها الآن لا يريد إلا كل ذى عقل متشدد متحجر, فانشق الهلباوى وكان آخر القيادات التاريخية التى خرجت عن طاعة التنظيم قطبية الإخوان الإخوان فكرة أنشاها حسن البنا, دعت الى دين الله بالحكمة والموعظة الحسنة, ولكن أسَّس حسن البنا النظام الخاص لتحرير مصر من الاستعمار كما يقال, فكان هذا التنظيم السرى هو من جرَّ عليه الوبال فيما بعد, بعد أن تقابل رجال نظامه الخاص بالمرحوم سيد قطب فى السجن, فوجدوا فيه ضالتهم وتكون تنظيم سيد قطب المُدان فى حادث المنشية عام 1965 ,وعندما خرج هؤلاء من سجنهم كانت أفكارهم تجنح إلى التكفير واعتزال المجتمع الجاهلى الذى يحكم بما يخالف شرع الله, فأطلق عليهم المرحوم عمر التلمسانى المرشد الثالث للجماعة لقب "تنظيم العشرات", إشارة إلى السنوات العشر التى أمضوها فى سجون عبد الناصر, وأخبر التلمسانى الجميع أن هؤلاء لا يمثلون الجماعة بعدما خرجوا عن فكرة حسن البنا, وأصبحوا تكفيريين يلقون بتهم الكفر على الجميع ولشدة الأسف, فإن هذا التنظيم القطبى_ تنظيم العشرات_ هو من يتحكم فى الجماعة الآن, وهو من أوصلها إلى هذا السخط الشعبى الهائل والتى باتت تحظى به, بعدما ألقى هؤلاء بجميع رموز الإعتدال إلى خارج التنظيم, فآلت الجماعة إلى مستوى متدنى فكريآ وتنظيميآ, قد يعصف بها إلى غير رجعة. اقرأ فى هذا الملف * الغاياتي وقطب ومحمد عطا هل هم ضحايا تحولات الصراع الحضاري * أحزاب الإسلام السياسي "يا خبر النهارده بفلوس بكرة يبقى ببلاش" * خوارج الإخوان وتحولاتهم الفكرية .. ثروت الخرباوي نموذجاً * عاصم عبد الماجد .. أمير الجماعة في المواجهة * طارق الزمر.. الناصري الذي أصبح جهاديا * البلتاجي... من البرلمان إلي الليمان * صفوت حجازي ..عنتر الإخوان أم لبلب الحكومة؟ *** رئيسية الملف