مع زيادة التصعيد الخطير بين إيران وإسرائيل، وتبادل الضربات المباشرة بين الطرفين، دفعت فرنسا، إلى جانب بريطانيا وألمانيا، بمبادرة أوروبية جديدة لوقف الانفجار الإقليمي، تقوم على طرح «عرض تفاوضي شامل» مع طهران، يشمل الملف النووي، والصواريخ الباليستية، وتمويل الفصائل المسلحة في المنطقة، وذلك في محاولة لإعادة طهران إلى طاولة المفاوضات وفق نموذج يشبه إجراءات التفتيش الصارمة التي فُرضت على العراق بعد حرب الخليج عام 1991. ماكرون.. الردع العسكري وحده لا يكفي وفي تصريحات من باريس، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن البرنامج النووي الإيراني يمثل «تهديدًا فعليًا»، مؤكدًا أن «لا أحد يمكنه الاعتقاد بجدية أن العمليات العسكرية وحدها كفيلة بوقفه». وأضاف:«نحن لا نعرف على وجه الدقة موقع اليورانيوم المخصب بنسبة 60% في إيران… لا بد من استعادة السيطرة من خلال الخبرة الفنية والتفاوض أيضًا». ودعا ماكرون إلى إعطاء الأولوية للمفاوضات «الجوهرية» بدلًا من الاعتماد على الضغوط العسكرية فقط، منتقدًا في الوقت ذاته الضربات الإسرائيلية للبنية التحتية المدنية في إيران، معتبرًا أنه «لا شيء يبرر استهداف منشآت الطاقة أو السكان المدنيين». العرض الأوروبي.. تفتيش دون إنذار مسبق بحسب مصدر دبلوماسي تحدث لوسائل إعلام غربية، فإن العرض الأوروبي المقترح يتضمن بنودًا من شأنها فرض رقابة صارمة على الأنشطة النووية الإيرانية، من بينها: * فتح جميع المنشآت أمام مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية دون إشعار مسبق * ضمانات لتفكيك البنية التحتية للبرنامج النووي العسكري * ضبط برنامج الصواريخ الباليستية بعيدة المدى * التوقف عن دعم الجماعات المسلحة في لبنان وسوريا والعراق واليمن وأضاف المصدر أن هذا الإطار مستوحى من نموذج ما بعد حرب الخليج، حين فرضت الأممالمتحدة نظام تفتيش واسع على المنشآت النووية العراقية عام 1991. جنيف تحتضن اللقاء.. وطهران غاضبة الاجتماع سيُعقد في مدينة جنيف، بمشاركة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، ونظرائه من بريطانياوفرنسا وألمانيا، إلى جانب مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس. لكن طهران أبدت رفضًا مسبقًا للدخول في أي مفاوضات وهي «تحت القصف»، حيث صرّحت الخارجية الإيرانية صباح الجمعة بأنها «لن تتفاوض على مستقبل البرنامج النووي بينما تتعرض منشآتها لهجمات متكررة». ترامب يراقب.. والقرار خلال أسبوعين من جانبه، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيتخذ خلال الأسبوعين المقبلين قرارًا بشأن إمكانية مشاركة الولاياتالمتحدة في أي مفاوضات مباشرة مع إيران، أو تدخل عسكري محتمل، إذا استمرت الهجمات. وأشار دبلوماسيون أوروبيون إلى أن الوفد الإيراني سيُبلّغ في اجتماع جنيف بأن واشنطن لا تزال «منفتحة على التفاوض المباشر»، إذا أبدت إيران جدية في العودة إلى المسار الدبلوماسي. اتصالات إقليمية وتنسيق غربي وفي سياق متصل، كثفت العواصمالغربية اتصالاتها الإقليمية. فقد أجرى المستشار الألماني فريدريش ميرتس اتصالاً هاتفيًا مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لمناقشة سبل منع التصعيد، فيما أعلنت الحكومة البريطانية أنها تنظم رحلات إجلاء لرعاياها من إسرائيل عند إعادة فتح المجال الجوي، بعد إغلاق مطار بن غوريون بسبب القصف. وفي ختام تصريحاته، شدد ماكرون على أن العالم لا يجب أن يغفل الوضع في غزة، داعيًا إلى وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات واستئناف المسار السياسي.