غزة: افتتح في مدينة غزة، الأربعاء الماضي، أول متحف وطني للآثار والذي يضم مقتنيات أثرية يعود تاريخها إلى مختلف العصور التاريخية، وذلك في "قصر الباشا"، الذي بناه السلطان المملوكي الظاهر بيبرس عندما كان أميرا على المدينة. ويظهر على جدار المبنى بوضوح ختم الظاهر بيبرس، وهو عبارة عن أسدين، بالإضافة إلى الكثير من سمات الفن المعماري الذي ساد في عهد المماليك. وقالت نبيلة مليحة مدير المتحف كما نقلت عنها صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية إنه تم تقسيم المتحف إلى خمس قاعات، بحيث تضم كل قاعة مقتنيات تعود إلى أحد العصور التاريخية التي مرت بها فلسطين، منوهة إلى أنه تم افتتاح خمس قاعات، كل قاعة تحمل اسم مدينة فلسطينية. وأشارت إلى أنه في الطابق السفلي تم افتتاح ثلاث قاعات، وهي القدس وحيفا ويافا، وفي الطابق العلوي تم افتتاح قاعتي عكا والرملة. وأشارت مليحة إلى أن قاعة القدس ضمت بشكل خاص المقتنيات التي تعود للعهد الإسلامي، وتحديدا العهد الأيوبي والمملوكي والعثماني، والتي تضم بشكل خاص أباريق نحاسية مختلفة الأحجام وعملات نقدية وأسرجة فخارية وقوارير، في حين ضمت قاعة يافا آثارا تعود للعهد الروماني التي ضمت بشكل خاص أدوات برونزية وأسرجة فخارية وعملات نقدية. وأضافت أن قاعة حيفا ضمت الآثار البيزنطية والتي تضم جرارا فخارية وأدوات برونزية، وعملات نقدية، وأن قاعة عكا تضم آثارا تمثل كل العصور التي مرت على فلسطين ابتداء من العهد البرونزي ومرورا بالعهد الكنعاني والحديدي وانتهاء بالعهد العثماني، في حين تضم قاعة الرملة مقتنيات من العهد البيزنطي والروماني. وأشارت مليحة إلى أنه تم نقل هذه المقتنيات الأثرية من الخزان الأثري التابع لوزارة السياحة والآثار والتي تم اكتشافها على مدى عشرات السنين من العمل المتواصل في التنقيب عن الآثار في طول قطاع غزة وعرضه. ولفتت الأنظار إلى أن الكثير من المناطق الأثرية دمرت أثناء عمليات الاقتحام والقصف خلال الحرب الأخيرة منها منطقة ملاخية الأثرية التي تقع في الجزء الشمالي من مخيم الشاطئ، والتي تعرضت للقصف خلال الحرب الأخيرة، فضلا عن انهيار العديد من المباني الأثرية خلال القصف. وجاءت فكرة إقامة أول متحف وطني بغرض توظيف "قصر الباشا" والاستفادة منه ليكون جزءًا من منظومة أثرية كاملة.