رغم الغلاء..سور الأزبكية لا يزال يرفع شعار "أي كتاب بجنيه" "الشعراوي" و"الفاجومي" و"طه حسين" درر تزين أرفف مكتبات السور كتب الإخوان وسيد قطب بين الأكثر مبيعاً في سور الأزبكية "أي كتاب بجنيه" لافتة لا تطالعك إلا وأنت في سور الأزبكية، كتب متنوعة تجذب الأنظار ما بين دواوين كبار الشعراء المصريين والعرب، إلى كتب الشيخ الشعراوي التي تباع مجلداته الفاخرة بعشرة جنيهات فقط، وما بين كتب الفقه والتراث والأدب والأشعار تجول "محيط". التقينا ب"محمد" مسئول مكتبة "الحرم" بالسور الذي بدا منزعجاً من قلة إقبال الزوار على المعرض بسبب الأحداث الجارية في مصر، وتوقع زيادة الإقبال في الاسبوع الثاني من المعرض. كانت كتب التنمية البشرية هي الأكثر مبيعاً لدى مكتبة "الحرم" في السور، خاصة كتب الراحل إبراهيم الفقي، والكتب الدينية وأبرزها "قصص الأنبياء"، وكتب ابن القيم، وتفاسير القرآن. أما بالنسبة للأدب، فيؤكد "محمد" أن الدواوين هي الأكثر طلباً ومبيعاً خاصة "الشوقيات"، وأشعار "الفاجومي" الراحل أحمد فؤاد نجم، وسيرته الذاتية، بالإضافة إلى كتب عميد الأدب العربي طه حسين باعتباره شخصية المعرض الثقافية، كذلك أشعار العراقي مظفر النواب. وعن أغلى كتاب تحتويه المكتبة لديه، قال أغلى سعر لديّ 50 جنيهاً لتفسير "ابن كثير". تنتشر أيضا في السور المكتبات المتخصصة في كتب التراث والكتب الدينية ، وفي احدى المكتبات قابلنا "محمد أحمد" المسئول عن المكتبة الذي أوضح أن أمهات الكتب تجد رواجا لديه من طلاب العلم، كذلك الكتب المتخصصة في علوم الحديث، والإقبال كبير على صحيح الإمام مسلم مشيرا إلى أن زبائنه من الخاصة وليس الجمهور العادي نظرا لندرة ما تضمه مكتبته من كتب قيمة تفيد الدارسين والباحثين في العلوم الشرعية. السور ليس فقط، قبلة زوار المعرض من محبي القراءة، لكنه أيضاً قبلة المثقفين الذين يجدون بالسور الكتب النادرة، كما يلجأ إليه المحققون للعثور على كتب التراث بأسعار زهيدة . ولفت الناقد والشاعر شعبان يوسف إلى أن سور الأزبكية هو ذاكرة الثقافة، وهو التراث والقيمة، فمن الممكن أن يكشف السور عن أشياء غير موجودة في دار الكتب ولتسألوا عن كتب حافظ نجيب، مجلات الزمن الأولى غير موجودة في دار الكتب حتى الآن وعندما نريد الكشف عنها يقولوا "في الترميم". ولا يوجد كاتب إلا وأكد أن قراءاته بدأت من سور الازبكية. ونحن نسافر كل بلاد العالم ولم نر مثله . وأشار إلى أن سور الأزبكية عاصر عباس حلمي الثاني، الخديو إسماعيل، الملك فاروق، محمد نجيب، جمال عبد الناصر، والسادات حتى المخلوع ومرسي ؛ فهو أبقى من كل المؤسسات. يلفت نظرك كذلك كثرة عدد "الأكياس" التي يحملها مرتادو السور، فمن العسير أن تدخل إليه دون أن تحمل معك كتباً عديدة، وكذلك من الصعوبة ألا تجد من يسألك عن مكان السور وأنت داخل المعرض، فهو قبلة عشاق القراءة الأولى. كذلك لم يعد السور يقتصر فقط على الكتب النادرة والقديمة، لكن المطبوعات الجديدة أيضاً تسترعي الانتباه على الأرفف، فليس غريباً أن تجد من يسأل عن مؤلفات الكاتب أحمد مراد مثلا، وأعمال يوسف زيدان، وعلاء الأسواني. وقال "عادل حمدي" ل"محيط" أحد مسئولي المكتبات التي تبيع الكتب الجديدة، أن كثير من مكتبات السور بدأت تضم كتباً جديدة، وبعضها تخصص في هذه الكتب فقط، نظراً لارتفاع أسعارها، قائلاً: "..الطلب على هذه الكتب زاد ونسبة الربح بها جيدة، فنحن نقدم خدمة للقراء لأن أسعارنا مقارنة بدور النشر أقل، وكذلك نستفيد نحن من هامش ربح جيد". احتلت كتب الإخوان رواجاً كبيراً، فأثناء حديثنا مع "رضا" مسئول مكتبة "مصر" بالسور، جاء أكثر من "زبون" ليسأل عن كتب سيد قطب، وجماعة الإخوان المسلمين، ويعلق رضا قائلاً: "هذا هو الحال منذ بدء المعرض" كتب الإخوان رائجة بشدة، وكأن الشعب يريد أن ينفذ إلى أفكارهم ويتعرف بشكل أكثر قرباً على رؤاهم، ولن يتمكن من ذلك سوى بالقراءة، وفي سور الأزبكية دوماً يجد ضالته". الطلاب في كليات الطب والهندسة والعلوم والحقوق وغيرها، سيجدون مراجع كثيرة بأزمان زهيدة لن تتوافر إلا داخل سور الأزبكية، التقينا "نور" طالبة الطب التي أكدت ل"محيط" أن زيارة واحدة لا تكفي لزيارة سور الأزبكية، وأن معرض الكتاب لا يكتمل دون وجود مكتبات السور، لافتة إلى أنها تتردد عليه دائماً في مكانه بالعتبة لشراء ما تحتاجه من قواميس ومراجع، لكنها مع ذلك لا يمكنها زيارة معرض الكتاب دون أن تمر على "السور"!. وتقول "هبة" إحدى طالبات كلية العلوم، في مكتبة "فجر الإسلام" بالسور، أي مرجع إنجليزي ب15 جنيهاً فقط، وهو ما لا يتوافر خارجه.