- صاحب مكتبة الحرافيش : مصطفى أمين أهداني "سنة ثانية سجن" - طبيب يكتب في كراسه الكتب المنشودة طوال العام - الكتاب عادة ب"5 جنيه" والتاريخ الأغلى سعرا - بائع يناشد وزير الثقافة بالالتفات للسور كتب - شيماء عيسى وعمرو عبدالمنعم
بين برودة الطقس بأمطاره الغزيرة، وسخونة الشوارع المليئة بالعنف والثورة والضحايا، يواصل "سور الأزبكية" العريق كعادته إمتاع جمهور معرض القاهرة الدولي للكتاب ، ففيه فقط سيجدون الكتب النادرة التي تحملهم إلى عالم الثقافة الذي يحبون؛ سيمسكون بالأغلفة المهترئة والأوراق الصفراء وكأنهم يقبضون على كنز ثمين ! يضم سور الأزبكية روائع الكتب بأسعار زهيدة ، ولهذا ينكب عليه جمهور المعرض بحثا وتنقيبا . بعضهم قابلناه وقد كتب في كراسه كل الكتب والسلاسل الثقافية التي يبحث عنها لتسهيل مهمته ، وبعضهم يعرف بائعا بعينه سيخرج له النفائس ، وبعضهم جاء بلهفة المشتاق للتجربة والعودة بحصادها سعيدا . والحقيقة بدت السعادة على الباعة والجمهور، رغم الأمطار التي أجبرت الباعة على الإسراع بإنقاذ ما يمكن إنقاذه من كتبهم (فيديو) ، والأهم تراجع المبيعات الذي تسبب فيه الظرف السياسي للبلاد وحالة الفوضى وغياب الأمن أحيانا ، لكن "نحمد الله" هكذا يقول الباعة وهم ينادون على الكتب "اقترب .. تعال .. مصطفى محمود والغزالي والشعراوي وأنيس منصور .. كله بخمسة جنيه " . وبسؤال الباعة وجدنا أن الكتب الأكثر مبيعا لا تزال كما هي ؛ فالأدب في المقدمة وبعده التاريخ والدين ، ثم تأتي كتب المرأة والطهي ، وسلاسل الكتب للطفل والمراهقين . طوال جولتك بالسور فأنت مدعو لتلمس عناوين مدهشة حقا تدعو لقرائتها، وقد اعتاد الجمهور على السؤال عن أسماء المشاهير كالغزالي والشعراوي في الدين، وأنيس وتوفيق وعبدالقدوس ونجيب وادريس والسباعي في مجال الأدب ، واعتاد الناس أن يسألوا أيضا عن كتب التنمية البشرية خاصة للدكتور مصطفى الفقي وكتب الدكتور مصطفى محمود في الإنسانيات ، كما اعتادوا السؤال عن كتب المرأة والطهي ، فهذه الكتب عند أصحابها من الباعة لا ينفد عليها الطلب . لكن أيضا يحمل السور عناوين كتب جديدة بعض الشيء، أصدرتها دور النشر في السنوات القليلة الماضية، ولكنك تجدها بأسعار اقتصادية هنا في السور ، ومنها ما كان للكتاب الصحفيين محمد حسنين هيكل وفهمي هويدي أو المستشار البشري وروايات علاء الأسواني ورضوى عاشور وبهاء طاهر وغيرها من الأعمال ، إضافة لأعمال الشباب . كما أن السور يزدان في مدخله بلوحات المستشرقين المنسوخة ، والتي تجد إقبالا عليها خاصة انها تصلح هدية "بسعر مغرٍ" ، إضافة لبورتيهات حكام مصر ومشاهير العالم . استقبلنا حسين السيد صاحب مكتبة "الحرافيش" بابتسامة عريضة، ولكننا اكتشفنا أنها تخفى ألما من وضع البلاد، فهو لا يرى أن الإخوان يصلحون للحكم الآن ولا يرى أنهم ثوريين ضد النظام الفاسد السابق . وبعيدا عن ذلك، سألناه لكن كتبك من أين تأتي بها ؟ فقال : من أصحاب المكتبات ومن دور النشر وباعة الصحف وزملائي بالسور . وأبيع الكتاب بحسب قيمته الحقيقية . ثم عاد لحديثه عن الثورة ، وهو يقول : الثورة 18 يوما وبعدها دخلنا في البلطجة والتخريب ، ثم أن شعبنا مشكلته السلوك ، لقد كان المسيحي يحمي المسلم في صلاته بالميدان، واليوم يتم حرق دور عبادة في غياب الأمن والدولة . يبدو أن "حسين" لن يرتاح قبل تحسن أوضاع البلاد . عدنا للثقافة ، فقال أنه يجلب الكتب بالطلب لأصحابها في أحيان كثيرة ويعرفهم بالاسم ، وهو يفخر بأنه قابل الكاتب الصحفي مصطفى أمين في مكتبه وأهداه الأخير كتابا موسوما بخط يده ، وكان يحمل اسم "سنة ثانية سجن" . في دار "الإمام" قال صاحبها أن أكثر الكتب مبيعا لديه أعمال "أحمد خالد توفيق" و"أحمد مراد" وكتب الشعراوي والغزالي، وأرجع غلاء كتب التاريخ لقيمتها الكبيرة وندرتها، وفي مكتبة "أسماء" التقينا الطبيب مجدي عبدالصادق، والذي يدون ما ينقصه من كتب الهلال واقرأ وموسوعة المعرفة وكتابي، بأرقام الأعداد الناقصة بمكتبته، كما يدون روائع الأدب العالمي ليبحث عنها بالسور . في مكتبة "أسامة" ناشد صاحبها وزير الثقافة بأن يعتني بالسور لأنهم على حد قوله يتعرضون لبهدلة العتبة ، وأكد أن حركة المبيعات لا بأس بها، وأن أكثر الأعمال مبيعا للشعراوي والغزالي وسيد قطب وحسن البنا . أخيرا .. هذه بعض عناوين الكتب النادرة التي يمكن أن تجدها بالسور : "عدالة وفن" لتوفيق الحكيم، "الروايات المجهولة" عباس العقاد، "الغزالي .. ديوان شعر" ، "ذكريات" إحسان عبدالقدوس، "عربي بين ثقافتين" لزكي نجيب محمود، "المسألة القبطية" لمحمد عمارة، "المقالات المحظورة" لفهمي هويدي، "أبو ذر الغفاري والشيوعية" لعبدالحليم محمود، "حركة الاستنارة" و"الأيدولوجيا الصهيونية" للمسيري، "يا أمة ضحكت" ليوسف السباعي، "ذكريات" روزا اليوسف، و"الفتنة الكبرى علي وبنوه" لطه حسين، "محاكمة طه حسين" لخيري شلبي، "مصر القديمة" لنجيب محفوظ ، و"صفحات من مذكرات محفوظ" لرجاء النقاش، "حول العالم 200 يوم" لأنيس منصور وكذلك "أعجب الرحلات في التاريخ" و"الولد الشقي في المنفى" لمحمود السعدني ..