احتفى المقهى الثقافي أمس بمرور 100 عام على صدور رواية "زينب" لمؤلفها محمد حسين هيكل وذلك في ندوة شارك فيها كلا من الروائي يوسف القعيد والكاتب محمد التداوى وأدارها الشاعر شعبان يوسف، الذي أوضح أن رواية "زينب" التي صدرت سنة 1914 تعد الرائدة في ميدان الرواية وهي التي مهدت لتطور هذا الفن في العالم العربي. ولفت يوسف إلى أن محمد حسين هيكل له آثار عظيمة في الأدب المصري بخلاف رواية "زينب"، فقد نشر العديد من الروايات والمجموعات القصصية والدراسات التاريخية، ومن أهم مؤلفاته "في منزل الوحي" الذي يتناول سيرة الرسول، وكتابه عن جان جاك روسو. كما كان سياسيا بارزا اقترن اسمه بأحمد لطفي السيد وأنشأ معه مجلة "السياسة". بينما أوضح الروائي يوسف القعيد أنه لولا اختيار طه حسين شخصية العام في المعرض، لكان يفترض أن تؤول المناسبة لمحمد حسين هيكل. وأعتبر أن 2014 كان يجب تخصيصها لهيكل وزينب. وتابع قائلاً" اهتممت بالدكتور محمد حسين هيكل مبكرا لأن رواية "زينب" عن الريف المصري وأنا معني جدا بكل ما كتب عنه، والمثير أنه كتبها بين لندن وباريس وجنيف إلا أنه استطاع رصد تفاصيل حياة الفلاحين وكأنه جالس بينهم. وأنا أقرأها كنت اسأل نفسي: ما كل هذا الحنين الذي يراوده ويجعله يعود بخياله إلى قرية سنبلاوين ويعيد خلقها واستحضار روحها ببراعة فذة وهو في الغربة. وأضاف: كان من الطبيعي أن يتأثر محمد حسن هيكل في كتابته لزينب بالأدب الفرنسي لأنه كان متاحا له، وباعتبار الرواية بادرة لم يجد أمامه من الأدب العربي ما يساعده على كتابتها. فنجده أمات زينب بطريقة السل وهي موجودة بكثرة في الروايات الفرنسية. كما شكلت لغة الحوار في الرواية مشكلة حقيقية، فمن يكتب عن الريف يكون أبطاله ريفيون أميون، يحار هنا الكاتب ما بين استخدام الفصحى أو العامية التي تناسب السياق الثقافي لهذه الشخصيات، وهذه المشكلة ربما حلت باللغة الثالثة بجهود مبدعين وليس بعلماء اللغة أو الأصوات. وأكد الكاتب محمد التداوى أن رواية "زينب" على أهميتها أفرزت جانبا مهما جدا مثل فيما بعد إشكالية في تاريخ السرد الروائي، وهو مزج لغة العامية بالفصحى، كنا نعتقد أن العامية خاصة بالمدن ولكن محمد حسنين هيكل في روايته أوضح خصوصية العامية والألفاظ المتداولة في المجتمع الريفي، والتي تشكل في ذاتها ثراء عظيما، فبعض المسميات التي تشكل جزءا لا يتجزأ من تراثنا وحضارتنا المصرية، خلدها في "زينب" ونجدها طمست الآن. وقد أبدع هيكل في تصوير نمط الحياة التي تعيشها أسرة ريفية تعاني من ظلم الإقطاع، فهي لا تجرؤ على التمرد أو القيام بثورة لاسترداد حقوقها، كما يقول عنها الكاتب الكبير يحيى حقي.