هيكل لن يضع برنامج السيسي الانتخابي فريق رئاسي من الشباب.. مع إبقاء منصور والجنزوري وموسى محمد العريان للاقتصاد.. وخطط تنمية قومية الحذر يواجه حزب النور وجميع أحزاب الإسلاميين زيادة الرواتب والدعم وتأهيل أطفال الشوارع توطيد العلاقات بفلسطين وإعادة النظر بشأن تركيا وقطر منذ عقود طويلة لم تشهد مصر رجلا قوميا يُجمع عليه غالبية الشعب، إلى أن ظهر المشير عبد الفتاح السيسي، الذي آثرت العقول أن تراه رئيسا للبلاد، ومطالبات بترشحه بأي وسيلة أو شكل كان، فكان أول من نادت طوائف من الشعب بترشحه حتى بدون برنامج انتخابي أو انتخابات فيكفي التفويض. من هو المشير عبد الفتاح السيسي اسمه بالكامل "عبد الفتاح سعيد حسين خليل السيسي" ولد في التاسع عشر من نوفمبر عام 1954، تخرج من الكلية الحربية عام 1977 وعمل في سلاح المشاة ثم عين قائداً للمنطقة الشمالية العسكرية وتولى منصب مدير إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع. في 12 أغسطس 2012، أصدر الرئيس المعزول محمد مرسي قرارًا بترقية السيسي من رتبة لواء إلى رتبة فريق أول وتعيينه وزيرًا للدفاع وقائدًا عامًا للقوات المسلحة، خلفًا للمشير محمد حسين طنطاوي. وفي 30 يونيو 2013، فاجأ العالم ببيان تلاه تضمن عزل الرئيس محمد مرسي وما عرف ب"خارطة الطريق"، أعطاه الرئيس المؤقت عدلي منصور رتبة "المشير". ولموقفه البطولي في وجه المعزول وجماعته، لم يعد لمعظم المصريين أمنية سوى ترشحه لرئاسة الجمهورية، لدرجة أن بعضهم طالب بترشحه عبر تفويض وليس انتخابات، بدون برنامج انتخابي أيضا، ولعل هذا التقرير يقف على زوايا أخرى تفسر تلك المطالب، وما سنستخلصه من برنامج مقترح للمشير السيسي حال ترشحه. برنامج انتخابي يثير الجدل ولشدة رغبة المصريين جميعا لمعرفة البرنامج الانتخابي الخاص بالمشير، تداولت المواقع الإخبارية أنباء عن احتمالية وضع الكاتب الكبير "محمد حسين هيكل" لبرنامج السيسي، نشرها الكاتب "بلال فضل" في مقالة له بالشروق. فمن جانبه نفى "عماد الدين حسين" رئيس تحرير صحيفة الشروق في بيان له قال فيه: " إن المقال الذي نشره " بلال فضل" تضمن عبارات غير دقيقة تتعلق بطبيعة العلاقة بين هيكل والمشير السيسي؛ مؤكدا أن الكاتب الكبير نفى له شخصيا قبل بضعة أيام من نشر هذا المقال كل ما كتب ونشر عن أنه يرأس الفريق الذي يكتب برنامج " السيسي " المرتقب أو أنه يقوم بدور المستشار السياسي. ومن هنا جاء رصدنا لأبرز ما يمكن أن يتضمنه البرنامج المحتمل للمشير " عبد الفتاح السيسي " كالتالي: فريق رئاسي يتوقع بعض الخبراء بأن يشمل برنامج المشير، فريقا رئاسيا للحفاظ على حلف 30 يونيو، سيضم سياسيين وباحثين وأكاديميين وشخصيات تحظى بقبول شعبي من مختلف القطاعات، وأنه لن يعتمد على وجوه سبق أن عملت لمصلحة أنظمة سابقة أو مرشحين سابقين للرئاسة، بل يتوقع أن تكون حكومته من الشباب. ومن المتوقع الإبقاء على بعض الرموز السياسية الحالية والتي ساندت "خارطة الطريق" أمثال عدلي منصور الرئيس المؤقت للبلاد، عمرو موسى رئيس لجنة الخمسين، كمال الجنزوري رئيس الوزراء الأسبق، والدكتور محمد الجمل المنسق العام للمصريين بالخارج. الملف الاقتصادي المعلومات الأولية تشير إلي تولي الدكتور "محمد العريان" الخبير الاقتصادي المعروف، للملف الاقتصادي في الفريق الرئاسي، والذي يعكف حاليا على كتابة البرنامج الاقتصادي الذي سيتم عرضه خلال حملة ترشح "السيسى" للرئاسة، عقب استقالته منذ أيام قليلة من منصبه بشركة "بيمكو" أكبر شركة عالمية لإدارة صناديق السندات، مقررا في إحدى تصريحاته أنه تبرع ب 30 مليون دولار لدعم اقتصاد مصر . خطط التنمية القصيرة وعن خطط التنمية، يتوقع الخبراء والمحللين أن يحتوي البرنامج على خطط قصيرة الأجل تبعث الأمل لدى المصريين ويتم تنفيذها في وقت وجيز. ستستهدف الخطط الفئة المهشمة من الفقراء ومحدودي الدخل من خلال زيادة المرتبات ، وزيادة دعم عدد من السلع والمنتجات التي يحتاجها الشعب المصري في حياته اليومية، كما سيعتمد على الاتصال المباشر معهم من خلال عدد من المؤتمرات الجماهيرية بالمحافظات. أطفال الشوارع والعشوئيات بناء مؤسسة ضخمة تتبنى أطفال الشوارع وإعادة تأهيلهم للعمل لصالح المجتمع، بالإضافة لمشروع للإسكان للقضاء على العشوائيات، وتوفير إسكان لائق لمحدودي الدخل، وتخصيص أراضي للسكن العائلي. مشروعات عملاقة ويتوقع بأن يشتمل البرنامج على الخطط طويلة الأجل، تشتمل على عدة مشروعات عملاقة توصف ب" المشاريع القومية" وتأتي في مقدمتها تنمية محور قناة السويس ، إنشاء المحطة النووية بمنطقة "الضبعة" وربط النيل بالكونغو والذي سيزيد من حصة مصر في مياه نهر النيل. الزراعة والصحراء بالإضافة إلي ملف الزراعة والذي سيحظى باهتمام " السيسي " بما لدى القوات المسلحة من خبرة في إدارة هذا الملف داخليا، خاصة أن القوات المسلحة المصرية تشهد اكتفاء ذاتيًا من المحاصيل الغذائية نظرا لاستصلاحها ملايين الأفدنة من الصحراء المصرية. ملف الحريات وضع الخبراء احتمالات أن يتضمن البرنامج جزءا كبيرا يتحدث عن الحريات العامة وحرية الرأي والتعبير، ووجود رسائل تطمينية للقوى السياسية، تنفي ما يتم إشاعته بعودة نظام المخلوع حسني مبارك من قمع وسطوة لأن خلفيته عسكرية، وما هي إلا تخوفات ليس لها أساس من الصحة. ويرى خبراء أن هذه النقطة هامة ولابد أن يتضمنها برنامج " المشير" طريقة معالجة البرنامج للقنوات الفضائية والصحف التي تم إغلاقها، إلى جانب قانون التظاهر الذي ندد به الكثيرون واتهموه بأنه مقيدا للحريات وأن هناك ممارسات قمعية تمارسها الأجهزة الأمنية. علاقته بالقوى السياسية أكثر ما يهم الشارع المصري الآن هو توحيد الصف والتوافق بين التيارات السياسية والشعبية، لذا من المنتظر أن نقرأ مادة في برنامج المشير، تقرر طرح مبادرة للم الشمل مرة أخرى بين القوى السياسية المتفرقة واتفاقها على مبادئ ووثيقة عمل واحدة تنظم العمل السياسي بينها بهدف عدم خسارة أحد الفصائل القوية المكونة لحلف 30 يونيو، وعلى رأسها التيار الشعبي المصري وحملة "حمدين صباحي " الانتخابية. السيسي والإخوان أصبحت أمال العديد من طوائف الشعب مقتصرة على القضاء النهائي على جماعة الإخوان، ومازال هناك من يرى أن الدولة مخطئة في التعامل معهم بعنف، وبين الفريقين برنامجا سيحسم الأمر، فالمشير سيكمل طريقة في الحرب على جماعة الإخوان حتى القضاء عليهم وسيدعمه في ذلك جموع كبيرة من الشعب المصري الذي فوضه لمحاربة ما أسماه ب" الإرهاب المحتمل ". ولبادرة تؤكد النية على ذلك، انتشرت أنباء عن مطالبة المشير بمحاربة جماعة الإخوان المسلمين من خارج مصر، أي من منبعهم، حتى وإن كانوا داخل حدود دولة أخرى ، وهو ما قارب الموافقة عليه من قبل الجامعة العربية عندما طرحت مشروعا لتعميم إدراج جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية في جميع البلدان العربية. التعامل الحذر من حزب النور من أكثر الأحزاب المستفيدة من أحداث 30 يونيو، هو حزب النور، الذ استطاع ببديهيته أن يتقرب للحكومة للحفاظ على اسمه نظيفا من دعم الإخوان، ولكونه حزبا ذو طابع ديني، يرى بعض الخبراء أن المشير سيتعامل مع حزب النور بنوع من المشاركة المصحوبة بالحذر. العلاقات الدولية العلاقات الدولية سوف تشهد تغيرا استراتيجيا ودبلوماسيا طفيفا، بعد انتخاب السيسي للرئاسة، فعلى سبيل المثال ستشهد العلاقات المصرية الفلسطينية إعادة الدور الاستراتيجي والبارز الذي تلعبه مصر اتجاه فلسطين والدفاع عن القضية الفلسطينية في المحافل الدولية ودعم الشعب الفلسطيني مادياً ومعنوياً. وستتخذ مصر موقفاً معادياً مع حركة " حماس" الفلسطينية والحكومة " التركية " و" القطرية" في حالة استمرارهم في دعم الإخوان والتدخل السافر في الشئون المصرية الداخلية. ولفت خبراء إلى أن علاقة الحكومة مع هذه الحكومات لن تؤثر على علاقة الشعب المصري وحكومته مع شعوب هذه الحكومات وستظل العلاقة بين هذه الشعوب وطيدة بتغير الحكومات. أما عن العلاقة المصرية الأمريكية، يتوقع الخبراء بعدم تغير العلاقات ولكن ستتجه مصر إلي فتح أبواب وأسواق جديدة مع دول أخرى، مثل القطب الروسي والصيني في محاولة منها وضع حد للهيمنة الأمريكية على مصر. هكذا توقع الخبراء أن يتعامل المشير عبد الفتاح السيسي مع مشاكل البلاد، ومازال هناك غيرهم يؤكدون أنه لا يملك عصا سحرية يمكنها معالجة كل مشاكل الوطن، وسننتظر من المشير إقرار برنامجه الانتخابي ووفائه بعهده للمصرين خلال الأيام المقبلة، ليثبت للعالم هل استطاع تغيير الواقع الأليم أم فرض الواقع نفسه عليه.