أصدر الروائي والمؤرخ "أفي شاليم" بروفيسور العلاقات الدولية بجامعة أكسفورد وأحد أشهر المؤرخين الإسرائيليين الجدد كتابا جديدا بعنوان " إسرائيل وفلسطين التفنيد وإعادة الرؤى"، وفيه يتعرض للعلاقات الإسرائيلية الفلسطينية من خلال ثلاثة تواريخ اعتبرها الأكثر خطورة وتأثيرًا في كل ما يليها من أحداث، وبالطبع كان عام 1948 هو نقطة البداية. وقد وصف شاليم في كتابه وفقاً لصحيفة "المصري اليوم" قيام دولة إسرائيل في هذا العام بأنه كان يحمل ظلما رهيبا للفلسطينيين، الذين وجدوا وطنهم يمحى من خريطة العالم ولكنه اعتبر أن المحرقة النازية خلال الحرب العالمية الثانية كانت ظلما موازيا وقع على اليهود والذي يروج لفكرة أنه كان سببا في ضرورة بحثهم عن ملجأ آمن في العالم ووقع الاختيار على أرض فلسطين ! وينتقل شاليم في كتابه إلى مرحلة الستينيات ليتحدث عن تلك الفترة التي خدم خلالها في الجيش الإسرائيلي عام 1967، حيث اتضح له المشروع الصهيوني الاستعماري مع احتلال أراضى القدسالشرقية وقطاع غزة والجولان وسيناء بحجة حماية الحدود، لكنه يرصد أن الدافع كان تحقيق المشروع القديم لإنشاء إسرائيل الكبرى. ثم يأتى عام 1993 ولحظات المصافحة الشهيرة بين ياسر عرفات وإسحق رابين أثناء توقيع اتفاقية " أوسلو للسلام" ، التى كان شاليم يعتبرها طوق النجاة لإنهاء حالة الصراع في المنطقة، وإقامة دولتين إسرائيلية وفلسطينية، بل إنه كان يعتبر عدم اقتناع المفكر الفلسطيني إدوارد سعيد ببنود الاتفاق وعدم ثقته في تنفيذ إسرائيل لها نوعا من التشاؤم، إلا أن مسار الأحداث أثبت صدق توقعات إدوارد سعيد فقد تم اغتيال رابين على يد متطرفين من الجناح اليميني الإسرائيلي، وصعدت المقاومة الإسلامية في فلسطين والتي اتضحت في حركات كثيرة من أشهرها حركة "حماس" والتي كبدت المحتل الإسرائيلي الكثير . ووفق الكتاب فإنه خلال السنوات الماضية تحولت إسرائيل إلى دولة إرهابية تنتهك القانون الدولي، وتمتلك أسلحة الدمار الشامل وتتوجه بعملياتها العسكرية تجاه المدنيين. حظى الكتاب الصادر باللغة الإنجليزية - بحسب "المصري اليوم" - باهتمام إعلامي كبير ووصفه الكاتب البريطانى الشهير روبرت فيسك بأنه من أفضل الكتب التي صدرت خلال السنوات الأخيرة لترصد العلاقات العربية والإسرائيلية فقليلا ما نجد مؤرخين مثل شاليم لديهم القدرة على مراجعة أنفسهم والصدق مع ذاتهم، بل إنه وصف الكتاب في مقال بصحيفة "الاندبندنت" بأنه "دروس في العدل والإنصاف"، خاصة أنه أعاد خلال الكتاب تقييم أثر شخصيات سياسية وفكرية مثل ياسر عرفات، وآرئيل شارون، وإدوارد سعيد، وبينى موريس. آفى شاليم أستاذ للعلاقات الدولية بجامعة أكسفورد، وأحد رواد حركة المؤرخين الجدد في إسرائيل، وله جذور عربية حيث ولد في بغداد عام 1945، وانتقل مع والديه إلى إسرائيل ثم سافر إلى إنجلترا لدراسة التاريخ، وعاد لينضم إلى الجيش الإسرائيلي خلال الستينيات وهى الفترة التي يعتبرها الأسوأ في حياته نظراً لاعتناقه للصهيونية، لكنه تركها خلفه وعاد إلى لندن متفرغاً لدراسة التاريخ، وقدم أفي شاليم على مدار حياته العديد من الكتب التي تناولت العلاقات العربية الإسرائيلية.