رأى السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية أن مصر قدمت تضحيات تاريخية دفاعا عن القضية الفلسطينية منذ نشأتها وحتى هذه اللحظات وذلك فى الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولى المنعقد اليوم بعنوان "غزة عبر العصور " بقسم التاريخ كلية الآداب جامعة القاهرة تحت رعاية أ.د حسام كامل رئيس جامعة القاهرة . وأكد صبيح أنه على يقين من اندحار كل الغزوات على فلسطين كما اندحرت سابقاً بالتعاون الفلسطينى المصرى بالدرجة الأولى ثم العربى ، وأكد على دور مصر نظرا للرابطة الجغرافية بين الشعبين المصري الفلسطيني . وقال أن مدينة غزة لها تاريخ قديم ومتجدد مع مصر فقد اتخذت الأسرات المصرية القديمة 18 ، 19 من غزة قاعدة وأحياناً عاصمة وكانت بها آثار مصرية قديمة ولازالت حتى الآن ، كما تحالفت غزةوفلسطين عموما مع المصريين لرد الغزو الفارسى عن هذه المنطقة من العالم ، ثم في صد غزو المغول الذين اجتاحوا العالم فى ذلك الوقت . فقد خرج قطز من مصر إلى فلسطين عبر غزة وهزمهم فى معركة "عين جالوت" الشهيرة كما ظهر هذا التحالف حين غزا الفرنجة باسم الصليب زورا ، رغم أنهم ذبحوا خمسة آلاف مسيحى فى بيت المقدس ، وكان معظمهم من القساوسة والرهبان ، ذبحوهم وهم يحملون الصليب ، وهذا ما دل أنها كانت غزوة فرنجية لها أهداف سياسية . ويشبه ذلك ادعاء اليهود الآن بحقوق دينية فى فلسطين والدين منهم براء . مؤامرة على شعب فلسطين وقال صبيح أنه منذ الاحتلال البريطاني على فلسطين عام 1917 والمؤامرة على شعب فلسطين مستمرة يوم بيوم وساعة بساعة ولحظة بلحظة ، ولن تتوقف ، فى محاولة لتزييف التاريخ وفى محاولة لطمس الذاكرة العربية عن هذه الأرض . وقد دحرت كل الغزوات السابقة على أرض فلسطين وستدحر هذه الغزوة البربرية التى ارتكبت هذه الجرائم فى غزة ، والتي يدافع عنها الغرب بحجة أنها جاءت دفاعاً عن النفس ، وهى جرائم ضد الإنسانية من الدرجة الأولى . وما زالت غزة تعانى حتى الآن من حصار خطير غير مسبوق سيؤثر على الأجيال القادمة فى فلسطين في صورة أمراض وتشوهات ناتجة عن الأسلحة المستخدمة ، ونقص التغذية والعلاج ، وعدم توفر التطعيمات للأطفال فى أوقاتها وما زالت غزة صامدة . كما أكد أن إسرائيل على مدى أكثر من 150 عاما تقوم بأعمال حفريات ليل نهار فى كل مكان بفلسطين والكل يعلم ماذا وجدت حتى الآن من آثار الكنعانيين العرب والآثار الإسلامية . مكانة غزة ويشير السفير محمد صبيح أننا عندما نتحدث عن غزة عبر العصور فإننا نتحدث عن كل فلسطينوغزة بناها الكنعانيون العرب قبل أربعة آلاف عام من الميلاد . وعرفت غزة الحضارة وعرفت سك النقود والأحرف الهجائية والصناعة والتجارة بموقعها الهام فى خارطة العالم للقوافل التجارية العديدة التى كانت تعبرها وتشرف غزة بوجود قبر جد الرسول عليه الصلاة والسلام هاشم بن عبد مناف ، وأن الإمام الشافعى رضى الله عنه خرج من غزة وعمره ثلاثة سنوات وكتب شعراً عن غزة يعبر عن مكانة غزة وعزتها لدى العرب والمسلمين عامة . وقد تعرضت غزة للعدوان والاحتلال على مدار تاريخها ومنها الغزاة العبرانيين الذين اندحروا على أبوابها وهزمتهم ولذلك فهم يكرهون غزة كرهاً شديداً ، عبر عنه اسحق رابين رئيس وزراء إسرائيل الأسبق بقوله : (كنت أتمنى أن أستيقظ يوماً وغزة قد ابتلعها البحر) . وأوضح أن غزة من أقدم عشرة مدن فى العالم وما زالت تحتفظ بتراثها وهويتها العربية لأن كل الغزوات لم تؤثر فيها وقد أطلق عليها الكنعانيين "هزاته" ، والمصريين القدماء أطلقوا عليها "عزاته " ، ولكنها احتفظت باسمها العربى "غزة " . د. محمد بركات البيلى رئيس المؤتمر أشار إلى أنه تضمن 25 بحثا عن غزة ستلقى على مدى يومين 28 ، 29 أبريل منها بحث ا.د عبد الله الأشعل عن المواجهة الدبلوماسية والجنائية بسبب محرقة غزة ، وبحث الأستاذ عبد القادر ياسين موقع حرب الإبادة على غزة من الصراع العربى الإسرائيلى ، وأبحاث عن الحرب على غزة فى الإعلام الغربى ، والتاريخ السياسى لغزة فى العصر الأيوبى ، والحياة الدينية فى غزة فى عصر سلاطين المماليك ، ومشايخ وعلماء غزة فى العصر العثمانى ، وغزة من الاسكندر حتى الغزو الرومانى ، وغزة حتى صدر الإسلام وأضواء على جغرافيا غزة وانعكاساتها التاريخية من القرن الأول إلى القرن الرابع الهجرى وأبراج الحمام ومطاراته فى غزة فى عصر المماليك .