صدر حديثا عن منشورات جامعة فيلادلفيا للشاعر والناقد عز الدين المناصرة، كتاب جديد بعنوان "فلسطين الكنعانية: قراءة جديدة في تاريخ فلسطين القديم"، ويقع في 425 صفحة. يعالج المناصرة مسألة فلسطين في عصور ما قبل التاريخ، حيث قرر أن الإنسان العاقل، ظهر في فلسطين، قبل 70 ألف سنة، وأن موقع العبيدية الأثري، يرجع إلى 1,4 مليون سنة، حسب مايكل كورباليس، وأن موقع جسر بنات يعقوب الأثري، يرجع إلى 750 ألف سنة، وأن مهد الساميين الأول، هو فلسطين وشرق الأردن، حسب المستشرق جيب، وأن آدم الرسول، لم يكن أول مخلوق على الأرض، لأنه ظهر في الألف السادس ق.م، وأن حضارة أريحا سابقة له. أما طوفان نوح، فقد حدث في الألف الرابعة ق.م، أي بعد حضارة أريحا. ووفقا لصحيفة "الوطن" الكويتية يؤكد المؤلف في الفصل الأول "الكنعانيون في فلسطين" أنهم مواطنون أصليون فيها، منذ إنسان الكرمل، ولم يجيئوا من جزيرة العرب، ويستشهد بقول أوليري بأنه في حالة فلسطين، هناك ما يحمل على الاعتقاد بأن أكثرية الفلاحين الحاليين، هم أحفاد الكنعانيين. الفصل الثاني "الفلسطيون القدماء" يؤكد فيه الباحث أنهم قبائل كنعانية أصلية في فلسطين. وينتقد نظرية الهجرات، ونظرية شعوب البحر، رغم أنه لا ينفي تبادل الهجرات مع شبه الجزيرة العربية، واليونان. ويستعرض المناصرة في الفصل الثالث، مسألة اللغة والكتابة الكنعانية، ويصل إلى نتائج مذهلة هي أن اللغة الكنعانية، هي اللغة السامية - الأم، وأن اللغات: الأكادية السومرية، والآرامية، والعربية القديمة، هي لغات كنعانية. أما أول أبجدية في العالم، فهي الكتابة الكنعانية، وقد مرت بثلاث مراحل: 1. الكنعانية الفلسطية جنوبفلسطين. 2. الكنعانية الأوغاريتية المتأثرة بالأكدية السومرية شمال سوريا. 3. الكنعانية الجبيلية شمال بيروت، وصور جنوبا. ويرى المناصرة، أن الفينيقيين، هم حرفيا بني كنعان في اللغة اليونانية القديمة. ويقدم المؤلف لأول مرة في التاريخ الحديث، خارطة جديدة لتفرعات اللغة الكنعانية، تنسف الخارطة القديمة للألماني شلوتسر، عندما قسم اللغات السامية تقسيما منطلقا من أفكار التوراة. وفي الفصل الرابع من الكتاب، يعيد المؤلف قراءة شخصية النبي إبراهيم، منتقدا نظرية كمال الصليبي، ومنتقدا نظرية سيد القمني، الذي جعل إبراهيم، أرمينيا، ويعتمد المناصرة في طرحه البديل على معرفته بجغرافيا فلسطين، وشرق الأردن، حيث يقدم مفاجأة جديدة، وهي أن إبراهيم ولد في أور سدوم، وعاش في خل إيل، الاسم القديم لمدينة الخليل، وكانت دائرة تحركاته هي: أورسدوم، خل إيل، بني عيم، بيت أولى، بئر السبع، غزة، وأنه زار أورسالم في فلسطين. أما رحلته إلى مصر، فهي من وجهة نظر المؤلف، مقحمة على سيرته الذاتية، أي لم تحدث، لكنه زار مكة، وعاد إلى فلسطين.