أكد الكاتب سلمان ناطور على أهمية تسجيل الرواية الفلسطينية، في مقابل الرواية الصهيونية، مشددا على ضرورة أن ترقى هذه الرواية إلى مستوى رفيع يقنع الرأي العام العالمي بها، في مقابل الرواية الصهيونية التي اقتنع الكثيرون في العالم بها، رغم ما تحفل به من ادعاء. ونقلت صحيفة "القدس العربي" عن الناطور قوله أثناء لقاء أدبي نظمه المركز الفرنسي الثقافي، في الناصرة، انه التقى أثناء جولة تم تنظيمها له في مدن وبلدات ايطالية بالعديد من الأجانب المؤيدين للحق الفلسطيني، وانه كان يدهشه أنهم لا يعفون جوانب هامة من الرواية الفلسطينية في تفاصيلها المأساوية. وقال انه قام بدوره قبل حوالي ثلاثين عاما وسجل العديد من القصص والحكايات ومن ضمنها مقالات وقصص كتبها ونشرها خلال سنتين في مجلة الجديد التي كانت تصدر في حيفا، إبان تلك الفترة. والمح ناطور إلى الرواية الصهيونية التي تنفي الوجود العربي في فلسطين، وتدعي أن هذا الوجود تمثل في مجموعات من البدو الرحل، وأضاف يقول إن أهلنا لم يكونوا كما ادعت الرواية الصهيونية زورا وبهتانا، وإنما كانوا أصحاب حضارة وثقافة، موضحا أن العشرات من الصحف والمجلات الثقافية والسياسية، صدرت في فلسطين أيام احتضانها لأبنائها، وان فلسطين شكلت محطة للفنانين العرب ابتداءً بعبد الوهاب وأم كلثوم، مرورا برجل المسرح يوسف وهبي، انتهاء بالكاتب إبراهيم عبد القادر المازني، حين توجهوا لزيارة سورية أو لبنان، وشدد على أن هؤلاء كانوا يلقون الترحيب الشديد وان صفحات الماضي تشهد أنهم قدموا بعضا من أعمالهم الفنية في مدن فلسطينية كانت تضج بالحياة، وفي طليعتها يافا وحيفا. وأشار إلى الادعاء الصهيوني الكاذب، وهو أن المواطنين العرب الفلسطينيين هربوا من تلقاء أنفسهم من البلاد، مؤكدا إن هذه الرواية اللئيمة تتجاهل أن العصابات الصهيونية إنما كانت ترتكب الجرائم واحدة تلو الأخرى في هذه البلدة أو تلك من البلدات الفلسطينية الوادعة، من اجل تطفيش الأهالي من بلدات أخرى مجاورة، بعد أن تتيح لهم المكانية للهروب مما ينتظرهم من نيران قاتلة، إلى دول عربية محيطة ببلادهم، وتساءل بحرقة إذا كانت هذه الرواية صادقة، فلماذا هرب أكثر من 650 ألفا من أبناء هذه البلاد الأصليين، إلى الدول المجاورة والشتات، ولم يتبق منهم في البلاد بعد النزوح القسري سوى مئة وخمسين ألفا، بات تعدادهم حاليا أكثر من مليون وثلاثمئة ألف، ويشكلون ما نسبته قرابة العشرين في المئة من السكان في إسرائيل. وأوضح ناطور أن السنوات العشر الأخيرة الماضية، شهدت ازدهارا واضحا في تقديم الرواية الفلسطينية إلى العالم، إلا أن ما تم تقديمه منها لا يكفي، ويكاد لا يذكر مقارنة بما قدمته إسرائيل من مجهود لإقناع العالم بأنها هي الضحية وليست القاتل كما هو الأمر في الواقع.