السفير اليمني يبحث مع رئيس جامعة الأزهر تعزيز التعاون    مدبولي: نؤكد ضرورة تكثيف الجهود لوقف الحرب في غزة    توريد 202 ألف و129 طنا من القمح إلى صوامع كفر الشيخ    انطلاق الدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني    السيسي ونظيره الصيني يشهدان توقيع اتفاقيات تعاون في عدد من المجالات    أردوغان: روح الأمم المتحدة ماتت في غزة    جوتيريش يدين بشدة محاولة كوريا الشمالية إطلاق قمر صناعي عسكري    نهائي ساخن لدوري المؤتمر الأوروبي بين فيورنتينا وأولمبياكوس    ليكيب: مبابي لم يحصل على راتبه من باريس منذ شهر إبريل    بغداد بونجاح ينضم لصفوف الأهلي.. شوبير يكشف الحقيقة    ضبط عنصر إجرامي يدير وكراً لتصنيع المخدرات    "تعليم الجيزة" يكرم أعضاء المتابعة الفنية والتوجيهات وأعضاء القوافل المركزية    حريق يتسبب في تفحم محتويات شقة سكنية في منطقة الحوامدية    تأجيل محاكمة 5 متهمين بخطف شاب في التجمع    ضبط 10 آلاف عبوة سجائر مستوردة داخل مخزن غير مرخص بطنطا    خبيرة فلك تبشر مواليد برج الدلو في 2024    بالأسماء.. ننشر نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 بمحافظة الوادي الجديد    حلم «عبدالناصر» الذى حققه «السيسى»    تقرير فلسطيني: عشرات المستعمرين يقتحمون المسجد الأقصى    «التعليم» تحقق في مزاعم تداول امتحانات الدبلومات الفنية 2024    جيش مصر قادر    3 فنانات يعلن خبر ارتباطهن في شهر مايو.. مي سليم آخرهن    تعرف على جدول قوافل «حياة كريمة» الطبية في البحر الأحمر خلال يونيو    أسعار العملات العربية مقابل الجنيه بالبنك الأهلي اليوم الأربعاء    رئيس جامعة حلوان يتفقد كلية التربية الرياضية بالهرم    وزيرة الهجرة تستقبل أحد أبناء الجالية المصرية في كندا    لجنة القيد تحت التمرين.. بداية مشوار النجومية في عالم الصحافة    صادرات الملابس الجاهزة ترتفع 23% أول 4 شهر من 2024    الخارجية: مصر تلعب دورًا فاعلًا في عمليات حفظ السلام    رئيس جهاز 6 أكتوبر يتابع سير العمل بمحطة مياه الشرب وتوسعاتها    ضبط سلع غذائية منتهية الصلاحية بالفيوم    مصر للطيران تسير اليوم أولى رحلات الجسر الجوى لنقل حجاج بيت الله الحرام    إدعى إصدار شهادات مُعتمدة.. «التعليم العالي» تغلق كيانًا وهميًا في الإسكندرية    فرقة aespa ترد على رسائل شركة HYPE للتخلص منها    مصطفى كامل يهنئ الدكتور رضا بدير لحصوله على جائزة الدولة التقديرية    ماجواير يستعد لمحادثات حاسمة مع مانشستر يونايتد    «السبكي» يستقبل رئيس «صحة النواب» في زيارة تفقدية لمستشفى شرم الشيخ الدولي    جامعة القاهرة: قرار بتعيين وكيل جديد لطب القاهرة والتأكيد على ضرورة زيادة القوافل الطبية    60% للشركة و25% للصيدلية، شعبة الأدوية تكشف حجم الاستفادة من زيادة أسعار الدواء    توضيح حكومي بشأن تحويل الدعم السلعي إلى نقدي    بعد ترميمه.. "الأعلى للآثار" يفتتح مسجد الطنبغا الماريداني بالدرب الأحمر    وزير الإسكان: نستهدف تحقيق أعلى معدلات الاستثمار السياحى    وزارة الصحة تكشف المضاعفات الخطرة للولادات القيصرية غير المبررة.. انفوجراف    أفضل دعاء الرزق وقضاء الديون.. اللهم ارزقني حلالًا طيبًا    الخارجية الروسية تعلق على تصريح رئيس الدبلوماسية الأوروبية حول شرعية ضرب أراضيها    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 29-5-2024    صلاة الفجر من مسجد الكبير المتعال فى بورسعيد.. فيديو وصور    محمد فاضل بعد حصوله على جائزة النيل: «أشعر بالفخر وشكرًا لوزارة الثقافة»    حج 2024| ما الفرق بين نيابة الرجل ونيابة المرأة في الحج؟    حج 2024| هل يجوز حلق المحرِم لنفسه أو لغيره بعد انتهاء المناسك؟    «كان زمانه أسطورة».. نجم الزمالك السابق: لو كنت مكان رمضان صبحي ما رحلت عن الأهلي    نصف شهر.. تعرف على الأجازات الرسمية خلال يونيو المقبل    واشنطن: هجوم رفح لن يؤثر في دعمنا العسكري لإسرائيل    بلاتر: كل دول العالم كانت سعيدة بتواجدي في رئاسة فيفا    حسين حمودة: سعيد بالفوز بجائزة الدولة التقديرية في الأدب لاتسامها بالنزاهة    المدير التنفيذي للأهلي: الخطيب لم ينفذ البرنامج الطبي الخاصة به بسبب نهائي إفريقيا    رئيس رابطة الأنديةل قصواء: استكمال دوري كورونا تسبب في عدم انتظام مواعيد الدوري المصري حتى الآن    أحمد دياب: فوز الأهلى والزمالك بالبطولات الأفريقية سيعود بالخير على المنتخب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العرب بين الأداء السيئ والخروج المهين
نشر في محيط يوم 22 - 07 - 2007


العرب بين الأداء السيئ والخروج المهين
لم يكن يتوقع أكثر المتشائمين في بلاد العرب أن تظهر المنتخبات العربية في البطولة الآسيوية بهذا المستوي المتواضع وتلك النتائج الهزيلة، بعد مضي الدور التمهيدي للكأس القارية والتي حملت في طياتها أداء غير مقنع من جانب أغلب المنتخبات العربية التي أستسلمت للقوي الآسيوية الجديدة علي خريطة القارة الصفراء بعد أن إبتلعت المنتخبات العربية ورسمت ملامح مصيرها في البطولة التي تحتضنها حاليا أربع دول لأول مرة وهي ماليزيا وفيتنام واندونيسيا وتايلاند.
محيط /هيثم هلال
ذهبت المنتخبات العربية إلي البطولة القارية الأهم في آسيا محملة بامال عريضة وطموحات كبيرة، وذهبت وراءها الجماهير بتفاءل في أن تري ألوان فريقها في المباراة النهائية للبطولة، خاصة وقد تسلح كل فريق باسماء لامعه في سماء الكرة العربية والخليجية بعد أن شاءت الاقدار أن يكون ممثلو العرب الستة في بطولة آسيا من بلاد الخليج، ثم راح كل منتخب في رحلة إعداد قوية إستعدادا للبطولة خاضت خلالها العديد من المباريات ونفذ برنامجه كما يتراءي له دون اي عقبات أو معوقات اللهم الا تساقط الامطار التي ذهبت بهم الي أجواء بعيدة عن الأجواء الخليجية الحارة في هذا الوقت من العام.
ومن رحم التفاءل المفرط تولد الاحباط المفجع فلم تقدم المنتخبات العربية المستوي المأمول ولم تتمكن أربع من أصل ستة مشاركة من الوصول الي أبعد من الدور الاول للبطولة بعد أن فشل المنتخب العماني والاحمر البحريني والابيض الاماراتي والعنابي القطري في رسم لوحة جميلة لكرة القدم مصبوغة بألوان كل فريق من المفترض أنه من كبار القارة، فيما تفاوت أداء الاخضر السعودي من مباراة لاخري صعودا وهبوطا وكان أفضل المتدهورين هو المنتخب العراقي أو أسود الرافدين، ولم تأت القرعة رحيمة بابناء الوطن الواحد، إذ تحتم عليهم أن يصطدم كلا منهم بالاخر في مواجهات المجموعة الواحدة، وكم كان مؤلما أن يأتي خروج منتخب عربي بأيدي عربية .
ذهب المنتخب العماني الي البطولة الاسيوية يراوده حلم تحقيق مفاجأة علي الاراضي التايلاندية وبرز بين صفوفه أسماء كبيره فهذا فوزي بشير وهذا بدر الميمني وعلاء حبيل هداف البطولة الماضية وراح خبراء الكرة يرسمون شكل المنافسة في المجموعة الاولي التي تضم الي جانب المنتخب العماني أستراليا الوافد الجديد علي الكرة الاسيوية والعراق وتايلاند البلد المضيف، وتوصل الخبراء بعد البحث والتحليل علي تأرجح بطاقة التأهل الثانية لهذه المجموعة بين ممثلي العرب عمان والعراق بعد أن حسموا البطاقة الاولي لصالح زملاء هاري كويل ومارك فيدوكا في المنتخب الاسترالي بعد الأداء الراقي للأخير في المونديال العالمي الاخير بالمانيا.
وشاءت الاقدار أن يخوض المنتخب العماني مباراته الافتتاحية في البطولة أمام الكانجرو الاسترالي، صاحب السمعة والصيت وإن لم يكن له حتي الان حظوة من التاريخ، ونزل لاعبو عمان المباراة بمنطق الهزيمة بعد أن أيقن اللاعبون أن المنتخب المنافس هو المتصدر واحد ابرز المرشحين قبل أن تنطلق البطولة، ولم تمضي إلا دقائق معدودة من الارتجالية والعشوائية في الاداء حتي وأصبح لاعبو عمان أمام واقع يفرض نفسه في ساحة الملعب بعيدا عن الساحة الاعلامية وأراء الخبراء فالمنتخب الاسترالي بلا أنياب ولاعبوه بلا طموح ومدربهم بلا أدوات وأداءهم يملئه الغرور غير المبرر، وهنا أدرك ممثلو العرب أن الهدف الاول ليس ببعيد، وبالفعل كان الهدف والتقدم والسبق ..
وللأسف كان هذا الهدف هو أقصي ما قدمه الفريق العماني في البطولة، ففرط لاعبوه في الفوز علي استراليا في الوقت القاتل للمباراة بعد أن كان علي بعد دقيقة من النقاط الثلاثة، وبالرغم من ضياع الفوز الذي كان قاب قوسين او ادني من الفريق الا انه وبمنطق الهزيمة أصبح بطعم الفوز ودخل ابناء السلطنة منتشين من النقطة التي من بها عليهم الكانجرو الاسترالي للمواجهة السهلة أمام المنتخب التايلاندي، ولكن سرعان ما راحت النشوة وضاع الحلم واصطدم اللاعبون بارض الواقع.
أفاق لاعبو المنتخب العماني علي هزيمة قاسية من المنتخب التايلاندي المبتدئ الذي احرز فوزا تاريخيا بهدفين نظيفين، وبات علي منتخب السلطنة الفوز علي ممثل العرب الاخر في المجموعة المنتخب العراقي لحجز بطاقة التأهل ولكن جاء التعادل مخيبا للامال وفشل المنتخب في تسجيل أية أهداف في المباراة مكتفيا بالتعادل الذي حمل طعم الفوز في أول لقاء ليودع البطولة وفي جعبته نقطتين وهدف وحيد وتلقت شباكه ثلاثة أهداف، وفشل الفريق للنسخة الثانية علي التوالي من تخطي حاجز الدور الأول.
أما ممثل العرب الثاني في المجموعة الاولي فكان أكثر حظا من سابقه، جاء العراق حاملا أمالا كبيرة بالرغم من الظروف السياسية القاسية في بلاد الرافدين والتدهور الامني في بلاد الخلافة الاسلامية التي لم تعد تسمع فيها سوي صوت القنابل دوي التفجيرات ومشهد الدماء، ومن وسط هذا الكهف المظلم إنطلق المنتخب العراقي في رحلة الاعداد للبطولة الاسيوية حاملا في جعبته أمال الماضي، فكانت بطولة غرب اسيا هي محطة الاعداد قبل انطلاق العرس الاسيوي، واستطاع اسود الرافدين أن يذهبوا الي نهائي البطولة قبل أن يذهب اللقب الي المنتخب الايراني.
وبدأ ابناء العراق مشوار البطولة الاسيوية بلقاء أضعف المنتخبات من الناحية النظرية وهو المضيف المنتخب التايلاندي، وكما هي العادة دخل الفريق العراقي المباراة فائزا، ولكن كانت الافاقه سريعة عن طريق الهدف التايلاندي المبكر والذي ايقظ الفريق العراقي واعاده الي ملعب المباراة فانتفض الفريق وعادل النتيجة ولكنه لم يذهب الي ابعد من ذلك وفرط في فوز كان في المتناول، ثم كانت المواجهة الثانية لاسود الرافدين أمام الضيف الثقيل علي القارة الصفراء الكانجرو الاسترالي، ولكن كان الدرس الذي قدمه المنتخب التايلاندي في المباراة الاولي والاداء الاسترالي في مباراة عمان دافعا لان يلتهم اسود الرافدين الكانجرو الاسترالي بثلاثية رائعة توجها ابناء العراق باداء رائع وكرة جميلة.
وهنا تصدر المنتخب العراقي المجموعة بعد أن بات اول منتخب عربي يذق طعم الفوز في البطولة الاسيوية، وأصبح في انتظار جولة التأهل أمام المنتخب العماني، يحتاج فيها الي نقطة واحدة لضمان التأهل متصدرا، وخاض العراق المباراة من هذا المنطلق وتعامل معها بفكر أحترافي فلم يجازف من أجل الفوز ولم يدافع حرصا علي التعادل فكان له ما أراد فجاء متصدرا للبطولة أمام المنتخب الاسترالي الذي إنتفض متأخرا وأقصي منتخب تايلاند من علي أعتاب التأهل برباعية غير متوقعة.
وفي المجموعة الثانية أرادت القرعة أن يواجه الابطال الثلاثة بعضهم ليبحث كل منهم عن مقعد له في الدور الثاني فجاء بطل آسيا اليابان وبطل الخليج الإمارات وبطل الاسياد قطر بجوار الدولة المضيفة فيتنام في مجموعة واحدة، ومن منطلق الابطال شد الابيض الاماراتي رحاله الي بلاد فيتنام وهو في نشوة الانتصار بعد أن ذاق أخيرا طعم الألقاب وعرف الطريق الي منصات التتويج، وأراد الفريق أن يواصل رحلة نجاحه الخليجية في البطولة الاسيوية، وأن يذهب في البطولة بعيدا، ولكن كانت صدمة ابطال الخليج سريعة وكبيرة إذ سقط في أولي إختباراته الاسيوية أمام المنتخب الفيتنامي الضيف أضعف فرق المجموعة نظريا، والذي يشارك في البطولة لاول مرة منذ 47 عاما، وتلقت الشباك الاماراتية هدفين حطمت المعنويات وسقطت باحلام ابناء المدرب عبدالكريم ميتسو الي أرض الواقع وتراجعت أحلام أبطال الخليج من الوصول الي خط نهاية البطولة الي مجرد تخطي الدور الاول، وبات عليه أن يحقق ذلك أمام المنتخب الياباني حامل لقب البطولة في أخر نسختين وبطل أسيا ثلاث مرات، والمنتخب القطري بطل الاولمبياد الاسيوية .
وأصبحت مواجهة اليابان مصيرية ونقطة فاصلة في مسيرة أبناء ميتسو، ودخل بطل الخليج المباراة يتملكهم الخوف من الساموراي الياباني أبرز مرشحي آسيا لحصد اللقب والحماس لمواصلة المشوار بعد أن أصبح خسارتهم لهذه المباراة يعني العودة الي الديار، وبين شعور الخوف وفرط الحماس ظهر لاعبو الابيض وكأن كلا منهم لا يعرف الاخر إذ يتعين علي كل لاعب أن يحضر الكرة بنفسه فكانت النتيجة عشوائية الاداء فطاشت التصويبات وفشلت التمريرات وتفككت الدفاعات، وكانت الثلاثية اليابانية والتي جاءت بأقل مجهود هي الرد العملي علي بطل الخليج داخل الملعب، وإن كان يحسب لابناء الخليج أنهم أحرزوا الهدف الاول لهم في البطولة، ودخل الفريق لملاقاة المنتخب القطري وليس له في البطولة ناقة ولاجمل فلن ينقذ الفوز رقابهم من مقصلة الخروج ولن تأتي الهزيمة بأمر جديد، ولكن كما هي عادة أبناء وطننا الحبيب فلا ننتفض الا في مواجهة بعضنا البعض ولا نستأسد إلا في لقاءات الاشقاء، فظهر المنتخب الاماراتي أشد إصرارا علي الفوز وأكثر رغبة في الخروج بفوز شرفي يغادر به البطولة فرأينا اسماعيل مطر فارس الكرة الاماراتية لاول مرة في البطولة يسدد ويراوغ ويمرر وكأن البطولة في لازالت في بدايتها ورأينا فيصل خليل يهدد ويسجل وأمام هذه الرغبة في الفوز التي دبت في اواصل لاعبي الابيض بعد فوات الاوان أتي الفوز علي الشقيق العربي وحولوا تأخرهم بهدف الي فوز بهدفين، وإن كان لم يشفع لهم في الخروج من بطولة الكبار.
أما العنابي القطري فلم يرغب في أن يغرد خارج سرب أشقاءه العرب، وأختار أسهل الطرق بعد أن غلبه الشوق الي الوطن وقرر الإكتفاء بالدور الاول بالرغم من البداية القوية، حيث أفتتح العنابي القطري مبارياته في البطولة بمواجهة حامل اللقب اليابان في أقوي لقاءات المجموعة ولم يفكر المنتخب القطري في التمرد علي الفكر الانهزامي في مواجهة الكبار، فلعب مباراة حذره من البداية الي النهاية حتي مع تقدم اليابان بهدف، ولم يدفعه تراجع مستوي الفريق المنافس الي الرغبة في تحقيق الفوز بل كان يكفيه ان يخرج بتلك الهزيمة، ولكن شاءت الظروف ان يتولد من كل هذا الحذر هدف يعادل النتيجة ساند فيه التوفيق الفريق القطري بل واستمر في مساندته اذا كان الهدف في وقت لم يمكن اليابان من العودة الي المباراة وان أداء الفريق الياباني طوال المباراة لا يؤهلة للعودة مرة اخري.
وخوفا من تمرد القوي الجديدة في الساحة الاسيوية دخل العنابي لقاءه الثاني أمام منتخب فيتنام المنتشي من فوزه علي الامارات بحذر من ثورة الصغار وإن كانت نقطة اليابان تحمل في طياتها دفعة معنوية هائلة لمواصلة المشوار، وبين الخوف والرجاء كان التعادل هو سيد الموقف بين الفريق وأضاف بطل الاسياد نقطة جديدة الي رصيده وبات علي بعد مباراة من الصعود الي الدور ربع النهائي للبطولة، ولكن هذه المبارة أمام منتخب عربي وما أدراك ماذا تعني مواجهة الاشقاء، فالهزيمة في كرة القدم واردة بل وأمر طبيعي فلا يوجد فريق علي وجه لم يتعرض للهزيمة، ولكن الهزيمة من الأشقاء شأن أخر فاللقاء لا يقبل الا الفوز والا فهو العار ..
وجمعت مواجهة الجولة الثالثة بين منتخبي الامارات وقطر في مباراة دربي عربي وكان علي العنابي ان يفوز علي متزيل المجموعة بحثا عن التأهل الي الدور الثاني، وتبدو مهمته هذه المرة سهلة فقد تلقي منافسة هزيمتين متتاليتين وأصبح خارج المنافسة وربما كانت فرصة قطرية لالحاق هزيمة بمنافسه الامارتي، وبالفعل تقدم الارجنتيني المجنس في صفوف قطر سباستيان سوريا لفريقه ووضع اولي اقدامه في الدور التالي ولكن أبي المنتخب الاماراتي ان يمنح قطر بطاقة التأهل فجاهد وجد ولعب الفريقان لقاء مفتوح والجميع يبحث عن هدفه المشروع فقطر تحلم بمواصلة الطريق والامارات ترغب في فوز يحفظ ماء الوجه، ولكن يبدو أن رغبة الابيض كانت أقوي فتحقق الفوز وأصطحب شقيقه القطري الي خارج البطولة، وحرص كلاهما علي استمرار تراجع المنتخبات العربية وتركا فيتنام التي سحقتها اليابان برباعية تواصل المسيرة برفقة الكمبيوتر الياباني الي ما هو ابعد من الدور الاول.
وترك القرعة المجموعة الثالثة خالية من أي فريق عربي، وهان عليها ان تزيد فرصة الاشقاء في التأهل أو علي أقل تقدير أن يكون أي منها سبب في إقصاء الاخر، ثم وضعت الاخضر السعودي وجها لوجهة أمام الاحمر البحريني، وعلقت جماهير البحرين أمالها علي منتخب بلادها الذي وصف بأنه أحد أكثر الفرق تطورا في المستوي، وبات علي أن يثبت ذلك في مواجهة كوريا الجنوبية والاخضر السعودي والبلد المضيف أندونيسيا، وساندته القرعة بمواجهة الفريق الاندونيسي أضعف فرق المجموعة من الناحية النظرية، وبالطبع يعني الفوز باللقاء الافتتاحي الكثير فالي جانب النقاط الثلاث فهو دفعة معنوية لمواصلة المشوار وعلي درب اشقاءه سار الاحمر البحريني وأبي أن يكون المنتخب العربي الذي يحقق الفوز في لقاءه الاول بالبطولة، وليته إكتفي بالتعادل والخروج بنقطة قد تساعد في تخطي الدور الاول ولكن أندرونيسيا كان لها رأي أخر وأستمر مسلسل إنتفاضة الصغار وأبت إلا السير علي خطا تايلاند وفيتنام بتحقيق نتيجة إيجابية، فلعبت مباراة سريعة وملئت الملعب حماس وسرعة وإصرارا علي الفوز وخلا الملعب في المقابل من الفنيات والمهارات واللمسات الجمالية، ولأن كرة القدم دائما تعطي من يعطيها وتلبي رغبة الطامح بقوة للفوز فقد منحت نقاط اللقاء لمنتخب اندونيسيا وأحرز فوزه الاول علي المنتخب البحرين وأبدت البطولة إلا أن تعطي ظهرها لممثلي العرب في مباراياتهم الافتتاحية.
وتلقي الاحمر البحريني صدمة البداية، وأصبح عليه أن يعيد ترتيب أوراقه إذا ما أراد أن يبقي علي أماله في الاستمرار في البطولة، ولكن تأتي المواجهة الثانية له أمام شمشون الكوري الجنوبي ، وبالفعل أستجمع ممثل العرب قواه وخاض اللقاء لاول مرة بمنطق الفوز ولا بديل عنه وأدرك بعد تابع مباراة السعودية وكوريا أن الاخير فقد الكثير من رونقه وبريقة وبات فريقا سهل المراس، وهكذا استطاعت البحرين أن تدرك ما لم يدركه الاخرون فنفض الفريق ثوب الخوف وخاض اللقاء بطموح الفوز المشروع - وكم كان جميلا لو أدرك ممثلو العرب هذه الثقافة ولعبوا للفوز فقط - ولهذا أتي الفوز طواعية علي حساب أحد أقوي فرق القارة ورابع العالم في مونديال 2002، وتغلب الاحمر البحريني علي شمشون الكوري بهدفين لهدف واستعاد اماله في التأهل وكم كان جميلا أن يأتي الامل علي حساب كوريا، ولكن الاجمل لو حافظ الاحمر علي حظوظه وقبل ذلك علي أداءه أمام كوريا في لقاء الجولة الأخيرة أمام الاخضر السعودي، فظهر منتخب أخر ويبدو أنه أكتفي بتحقيق الفوز علي كوريا ليعود بها الي المنامة كبطولة خاصة وكأن غاية المراد أن نتغلب علي فريق كبير حتي وإن كان في أسوأ حالاته، ثم نترك اللقب لمن يبحث عن المجد وبالفعل تلقي الفريق هزيمة قاسية من نظيره السعودي قوامها أربعة أهداف في مواجهة تواري فيها علاء حبيل وزملاءه عن الانظار وتركوا الملعب للأخضر يصول ويجول، وكانت تلك الهزيمة كفيلة بأن تمنح البحرين تاشيرة العودة وتمنح بطاقة التأهل الي الفريق الكوري المهزوز الذي حقق فوز ضعيف علي منتخب اندونيسيا العنيد والمكافح، والذي أعتقد أنه أحق ببطاقة التأهل الثانية.
أما الاخضر السعودي بطل الكأس الآسيوية ثلاث مرات فقد سعي جاهدا من خلال مشاركته في البطولة الي محو الصورة التي ظهر عليها النسخة الماضية والتي ودع خلالها البطولة من الدور الاول، وإن كان الخوف من تكرار مشهد النسخة السابقة ظل ماثلا أمام الفريق في مواجهته الاولي أمام المنتخب الكوري، فخاض الفريق اللقاء وهو حذرا من حمي البداية وخائفا من نظيره الكوري وكان بديها أن تتلقي شباك المهزوز هدف السبق علي الرغم من عدم ظهور الفريق الكوري بالمظهر الذي يرهب فرق البطولة، ولم يترك الاخضر السعودي المباراة تهرب من بين يديه اذا تعني الهزيمة بأي حال تراجع فرص الفريق في التاهل وكان العودة عن طريق نجمي الهجوم مالك معاذ وياسر القحطاني، فمهارة الاول جاءت بضربة جزاء صحيحة تكفل ياسر القحطاني بايداعها المرمي الكوري، حتي جاء انقطاع التيار الكهربائي في ملعب المباراة لما يقرب من 15 دقيقة لخروج اللاعبين من جو المباراة في أخر عشرة دقائق واكتفي كل منهما بنقطة اللقاء كبداية لمشوار البطولة .
وبعد فوز اندونيسيا المفاجئ علي البحرين دخل المنتخب السعودي لقاءه الثاني أمام المضيف بحذر شديد بالرغم من فارق الخبرة والمهارات والتاريخ فهو بلا شك له سمعته الآسيوية الكبيرة، ومع الهجوم السعودي المشوب بالحذر تقدم فتي السعودية المدلل ياسر القحطاني بهدف مبكر للأخضر، وأبي الفريق الأندونيسي أن يدم فرحة لاعبو السعودية طويلا فأتي الرد سريعا بهدف بعد أربع دقيقة من هدف القحطاني، وقدم الفريقان مباراة سريعة بحث كلا منهما عن الفوز وارتدي الاخضر ثوب البطولة وأراد ان يحسم أمر التأهل وألا يترك فرصة للإحتمالات ومع إتجاه المباراة للحظة النهاية كان لسعد الحارثي رأي أخر حيث أبي ألا أن يضيف النقاط الثلاثة إلي الرصيد السعودي ليريح الاعصاب قبل مواجهة الشقيق العربي في المجموعة، وانتظر الاخضر حتي الجولة الاخيرة حتي يعلن عن وجود فريق يستحق الترشح للقب بعد أن أستقبل شقيقة البحريني برباعية رائعة حملت الفرحة للأخضر والصدمة لأبناء البحرين وودع الاخير علي اثرها البطولة وانطلق السعودي لمواصلة بحثه عن اللقب الرابع وفي رفقته الفريق الكوري بعد انتصار باهت علي نظيره الاندونيسي.
وكم كانت النتائج مخيبة للأمال وكم كان الاداء باعث علي الحزن وكم تطورت منتخبات القارة الصفراء وبقينا نحن في نفس المكان لا نتقدم ولا نترك لانفسنا فرصة للتقدم، فكفنا شرف الوصول الي البطولة القارية وكم يبلغ بنا الطموح مبلغه اذا حققنا فوز علي احد الفرق ثم عدنا في المباراة التالية لنتلقي شباكنا ثلاثية أو رباعية وكم ننتفض في مباراة ونتواري ونختفي في مباريات، فتركنا منتخبات اندونيسيا وتايلاند وفيتنام لتظهر وتتألق وتفوز وتثور وتبدو كقوي جديدة قادمة من بعيد لتغير خريطة الكرة الاسيوية والتي بلا شك سيختفي معها مزيد من الفرق العربية اذا لم تبحث عن حلول لهذا التردي فأبتعد الازرق الكويتي عن المشاركة واستمر في مسلسل التراجع واكتفت الاردن بمشاركتها الوحيدة النسخة السابقة فيما استمر ابتعاد سوريا ولبنان واليمن، وعلي هذه المنتخبات ان تنقذ ما يمكن انقاذه وتقف علي اسباب الفشل اذا ما ارادت أن تجد لنفسها مكانا علي الخريطة الاسيوية، وإن كنت أشك في أن تتغير الخارطة كثيرا وأن تستمر انتفاضة الفرق الصغيرة التي استغلت الدعم المعنوي الهائل في تقديم كرة حماسية ورغبة في الفوز قد تنتهي بانتهاء البطولة.
وعموما يبقي الامل العربي في اسود الرافدين العراقي والاخضر السعودي كبيرا في الوصول الي خط النهاية، فالبرغم من منطقية الفرق المتأهلة الي الدور ربع النهائي وعدم حدوث مفاجآت مدوية اللهم إلا بتأهل فيتنام علي حساب قطر والامارات واوزبكستان علي حساب الصين، إلا أن المستويات التي قدمتها القوي العظمي في البطولة يفتقد الي الاقناع، وتبدو الفرصة سانحة لاسود الرافدين ان تلتهم اللقب وللأخضر السعودي ان ينفرد بالرقم القياسي، فهل يرسم اي منهم البسمة علي شفاه ابناء العرب من المحيط الثائر إلي الخليج الهادر في ظل منافسة إيرانية اوزبكية يابانية كورية استرالية فيتنامية، أم يواصل العرب أداء الدور السيئ في الكأس الآسيوية، ويخرج العرب من مولد الكأس بلا لقب ولا حتي أداء .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.