واشنطن: أظهر تقرير أعده مشروع الامتياز في الصحافة "بروجيكت فور اكسلانس ان جيرناليزم" التابع لمركز بيو للابحاث في الولاياتالمتحدة الاميركية، النمو الكبير للصحافة الالكترونية في اميركا ويعرض كذلك لأبرز الظواهر الصحفية خلال العام الماضي (2007)، والأجندة المختلفة للقنوات التليفزيونية ما بين قنوات الشبكة وقنوات الكابل. وفيما يلي ابرز ما جاء في التقرير وفق شبكة "ميدل ايست" الإخبارية ، أن جمهور الصحافة الالكترونية يزيد يوماً بعد يوم، لكن التحدي الأكبر الذي يواجه المواقع الإخبارية الكبرى هو التحدي المالي؛ فعائدات الإعلانات غير مربحة مثل عائدات الإعلان على مواقع الانترنت. وقد شهد عام 2007 تحالفات بين شبكات تليفزيونية ومواقع اليكترونية تُنشر بموجبها هذه المواقع الواسعة الانتشار أخبار القنوات التليفزيونية لضمان أوسع انتشار ممكن. لكن السمة البارزة التي تُميز ظاهرة صحافة الانترنت هي الابتكار. فلم تعد المواقع الإعلامية الالكترونية تفرض على قارئها أطر معينة تنحصر في مصادرها ومعلوماتها هي فقط، بل أصبحت تمتد وتتشعب لتصل به إلى مصادر إعلامية أخرى ذات توجهات ورؤى مختلفة. أما الظاهرة الأبرز فهي تنامي البلوجز أو المدونات، وزيادة عدد ما يُطلق عليهم "المواطن الصحفي" الذين يزيد عددهم عن 1500 يُقدمون القصص الإخبارية والبلوجز والفيديوهات المرتبطة بالأحداث التي يصوروها ويكتبون عنها. وأبرز نتيجة خرج بها التقرير هي أن تلك المواقع الإخبارية تركز على الأخبار الدولية وتحديداً الموضوعات التي لا تعنى الولاياتالمتحدة بشكل مباشر، وبالتالي فإن الأخبار والموضوعات الداخلية لم تأخذ نفس الحيز من التغطية. وبتحليل القصص الإخبارية تبين أن هذه المواقع الإخبارية الخمسة منحت الأولوية لقصتها الرئيسية على صفحتها الرئيسية للأحداث الدولية. وعلى عكس ما يردده البعض أكد التقرير على أن الصحف الورقية لا تزال بعيدة عن الموت، وإن كان حديث أو لغة النعي بدأ يتسرب إليها؛ لتراجع صناعة الصحافة لبعض الوقت، وتدهورها بصورة كبيرة خلال عام 2007 فى ظل غياب أي مؤشرات تبشر بتحسن الحالة عام 2008. وتُشير الأرقام حسبما أوردها التقرير إلى بيع 50 مليون صحيفة فى المتوسط يومياً، وأن 117 مليون أميركي يتابعون صحيفة واحدة. والظواهر الأساسية التي باتت تُميز صناعة الصحافة هي انخفاض التوزيع بنسبة 2.5% سنويا للصحف اليومية، و3.3% في الأعداد الأسبوعية (أيام الآحاد) مقابل ازدهار المواقع الالكترونية للصحف، لكن ذلك لا يحافظ على مستوى الإعلانات المطلوب. ولم تجد الصحف الورقية مفراً سوى تحديث مواقعها الالكترونية لمواكبة الأحداث طوال الأربع وعشرين ساعة بالأخبار والمواد الإعلامية والرسومات. ويرجع الفضل الحقيقي لهذا الإقبال الكبير الذي تشهده هذه المواقع في إنقاذ الصحافة الأميركية من الموت خاصة فى ظل انخفاض الاشتراكات.