سيناء.. الطبيعة الخلابة والتاريخ يعزفان سيمفونية الأصالة والجمال محيط هبة رجاء الدين ما بين جبال وأودية تحتضن معالم آثرية ودينية ورمال شواطئ ذهبية لمياه تتلألأ فيها الشعاب المرجانية, تتنوع السياحة فى سيناء ما بين ترفيهية ودينية ورياضية وعلاجية... إلخ, ما جعل منها مركز سياحي عالمي. حبىّ الله هذه البقعة من أرض مصر بمقومات سياحية وثقافية استمدتها من موقعها المميز, فهي تطل على ثلاث مياه هي البحر المتوسط وقناة السويس وخليج السويس والعقبة, تتمتع بطبيعة خلابة بين جبال وأودية, لذا تأتي السياحة الترفيهية كأكثر أنواع السياحة إنتشاراً بسيناء, حيث الشواطىء الرملية الناعمة بإمتداد بحرى غير عميق خال من الصخور وصافى المياه علي شؤاطئ البحر المتوسط وخليج السويس. سياحة ترفيهية ومن أهم المدن والمنتجعات السياحية في سيناء والبحر الأحمر, شرم الشيخ، الغردقة، دهب، الجونة، رأس سدر، نويبع، طابا، مرسي علم. وتنقسم السياحة الترفيهية فى سيناء إلى قسمين, السياحة الشاطئية وسياحة الغوص والرياضات المائية والمنتجعات على سواحل خليج العقبة. وتنتشر السياحة الشاطئية علي إمتداد ساحل البحر الأبيض المتوسط من بالوظة وبئر العبد فى الغرب حتى رفح فى أقصى شرق سيناء مروراً بالعريش والشيخ زويد وبحيرة البردويل، أما شاطىء خليج السويس فإنه يمتد بطول الساحل الشرقى للخليج شاملاً مناطق رأس مسلة ورأس سدر ورأس مطارمة والطور, إضافة إلى منطقتى أبو زنيمة وأبو رديس الصناعيتين, وتوجد برأس سدر على وجه الخصوص العديد من القرى السياحية والمشروعات السياحية الجميلة.
أما منطقة شاطىء النخيل, فهى من أجمل المناطق السياحية التى تجمع بين زراعات النخيل والشاطىء المحصور بين مياه الخليج وسلسلة الجبال فى الشرق وكذلك شاطىء القمر بالطور والذي هو عبارة عن لسان ممتد لداخل المياه وله شاطىء رملى ناعم. وبالنسبة لسياحة الغوص, فيتركز هذا النوع من السياحة على الشاطىء الشرقى لخليج العقبة, وهو شاطىء صخرى فى معظم مناطقه, ويليه عمق كبير للمياه بعد الساحل مباشرة. ويوجد بهذه المنطقة أروع مناطق الشعاب المرجانية والأسماك الملونة والمياه الدافئة طول العام، كما أنها تحيط بها تكوينات طبيعية خلابة بما بها من خلجان وينابيع دافئة وحيوانات وطيور ونباتات برية نادرة وطيور متنوعة, ومن أبرز المواقع المستغلة سياحياً على شاطىء خليج العقبة, شرم الشيخ ودهب ونوبيع وطابا. السياحة العلاجية تشتهر مدينة سيناء بسياحتها العلاجية والتي تتمثل في عيون المياه التى تساعد على شفاء العديد من الأمراض, وكذلك الرمال الساخنة الناعمة فى عديد من المناطق, والتي تساعد في علاج أمراض الروماتيزم, أيضاً وجود العديد من الأعشاب المفيدة فى علاج أمراض عديدة, لذا كانت سيناء مقصداً للسياح من مختلف أنحاء العالم والراغبين في التدواى بالاعشاب والعلاجات الطبيعة والبعد عن الأدوية الكمياوية. ومن أشهر الأماكن العلاجية بسيناء, حمام فرعون, والذي يقع على بعد نحو مائة كيلو متر من شاطىء قناة السويس, وهو عبارة عن 15 عيناً تتدفق منها المياه الساخنة ويملأ البخار المتصاعد منها أنحاء المغارة المنحوتة فى الجبل أعلى شاطىء البحر حيث تبلغ درجة حرارة المياه ما بين 55-75 درجة مئوية, وقد أثبتت التحاليل العلمية إمكانية استخدام هذه المياه المعدنية فى شفاء العديد من أمراض الصدر والجلد وبعض أمراض العيون.
أيضاً هناك حمام موسى, والذي يقع شمال مدينة الطور بنحو ثلاثة كيلو مترات, وتتدفق مياه الحمام من خمس عيون تصب فى حمام على شكل حوض محاط بمبنى، وتستخدم هذه المياه الكبريتية الساخنة (37 درجة مئوية) فى شفاء العديد من أمراض الروماتيزم والأمراض الجلدية، وقد تم تطوير الحمام والمنطقة المحيطة به لاستغلاله سياحياً.
أما عيون موسى, فهي تقع على بعد نحو 60 كم جنوبى نفق الشهيد أحمد حمدى, وتعرف هذه العيون بأن لها فوائد صحية عديدة حيث تعالج بعض الأمراض الجلدية والروماتيزم وتفيد أيضا الجهاز الهضمى.
أما بالنسبة للعلاج بالأعشاب, فتذخر سيناء بالعديد من النباتات والأعشاب البرية ذات الفوائد الصحية الكبيرة, خاصة فى منطقة سانت كاترين مثل الزعتر الذى يعالج الكحة والأمراض الصدرية، والحبج الذى له أثار إيجابية فى علاج المغص والرطوبة، والشيح الذى يخفف المغص ويطرد الميكروبات والحنضل المفيد فى علاج الروماتيزم والسموه المفيد لعلاج مرض السكر والامراض الجلدية, بالإضافة إلي السكران المخدر الطبيعى, والذي له آثار علاجية للقلب وتقلص العضلات. السياحة الآثرية والدينية ذكر الله سيناء في كتابه الكريم, وهي الأرض الطيبة التي مر بها أنبياء الله, من سيدنا إبراهيم لسيدنا يوسف, وإتجه اليها موسى وعاش هناك وتزوج ابنة شعيب من مدين, وعلى جبالها شرفه الله بأن كلمه بالوادى المقدس طوى, وهناك تلقى ألواح الشريعة، ثم على ترابها مات موسى وأخيه هارون.ومرت عليها العائلة المقدسة. ومن أبرز معالم سيناء, جبل موسى, والذي توجد فى أعلى قمته كنيسة صغيرة وجامع, بالإضافة إلي دير سانت كاترين, والذي يستقبل يومياً مئات السياح من أنحاء العالم لزيارة معالمه ومكوناته الأساسية مثل الكنيسة الكبرى وكنيسة العليقة والمسجد الفاطمى ومكتبة الدير ومئات الأيقونات الفريدة التى يضمها ، إضافة إلى الفسيفساء التى لا يوجد لها مثيل فى العالم .
هناك أيضاً قبرا النبى صالح وهارون وهما من المزارات الدينية السياحية, ودير البنات والذي يقع فى وادى فيران. وبالنسبة للمناطق الآثرية بسيناء, فأبرزها سرابيط الخادم قرب رأس أبو زنيمة حيث يوجد معبد الالهة "حتحور" من العصور الفرعونية فوق قمة إحدى الهضاب العالية, أيضاً هناك قلعة صلاح الدين على جزيرة فرعون قرب طابا. ذلك بالإضافة إلي الطرق التاريخية, وعلى طريق حورس الموازى للساحل الشمالى لسيناء على البحر المتوسط, يقع أكثر من موقع سياحى أثرى يقصده السياح خاصة فى منطقة بلوزيوم (الفرما ) ومنطقتى الفلوسيات والخوينات على بحيرة البردويل وقلعة العريش فى مدينة العريش وغيرها. لن تنتهي انواع السياحة المختلفة والمتنوعة بسيناء عند هذا الحد, فهناك أيضاً سياحة السفارى والمغامرات, السياحة العلمية, سياحة السباقات والمهرجانات, سياحة المؤتمرات.
