دمشق: يصدر العدد 119 من سلسلة إصدارات كتاب في جريدة لشهر يوليو 2008 ويوزع غداً مجاناً مع تشرين، وهو يحمل مختارات من ملحمة الشاهنامة "كتاب الملوك" أو "ملحمة الملوك" للشاعر الفارسي الفردوسي والتي قضى في تأليفها وإعادة صياغة بعض فصولها أكثر من ثلاثين عاماً بين عامي 977، 1010 ميلادية، معتمداً على الروايات الشفاهية والنصوص النثرية التي تحيط بتاريخ الأديان والثقافات ومأثورات الأساطير في إيران، ومقتدياً بمحاولات سابقة لنظم الملحمة, لم تجد طريقها لتبصر النور، لكنها واجهت لعنة القتل والبطش والحروب. تبدأ المختارات المنشورة وفقاً لجريدة "تشرين" السورية في هذا العدد بقصة خلق العالم والإنسان في واحدة من أقدم الديانات الشرقية (الديانة الزرادشتية) ومن ثم الدخول إلى أخبار ملوك فارس وتظهير مناقبهم وقصص عشقهم وتعظيم حروبهم لاسيما مع جيرانهم الطورانيين الأتراك وكذلك أخبار عن قيصر، وفصل عن حملة الإسكندر المقدوني إلى الشرق لتصل إلى عصر الملوك الساسانيين الذين يمثلون آخر السلالات الحاكمة لبلاد فارس قبل مجيء الإسلام. ورغم أن البطولات كثيرة في هذا العمل ومتنوعة وتمتد على مئات السنوات عبر صعود الأمم وانحدارها، ورغم دهرية بعض الأبطال وزوال بعضهم الآخر سريعاً، إلا أن «المكان الأمة» يبدو البطل الأبرز الحافل بثقافات وأساطير وأحداث وأخبار شتى. مثلما يبدو المستوى التعبيري في هذه الملحمة هو الأيقونة الخاصة للغة الفارسية التي لم تجد نصاً مقدساً تسبح في أثيره وتعبر العصور كما هو الحال مع الشاهنامة. مختارات «الشاهنامة» اختارها وقدم لها الروائي اللبناني حسن داوود معتمداً على تصحيح الترجمة وتحقيقها لعبد الوهاب عزام بعد أن كانت هذه الملحمة قد نقلت إلى العربية على يد أبو الفتح البنداري في بدايات القرن الثالث عشر الميلادي.